محمد سنان سياش*
موجز
منذ تفجير برجي مركز التجارة العالمي في الولايات المتحدة في سبتمبر عام 2001، سعَت غالبية الروايات الإعلامية عن الإرهاب لتصوير الإسلام باعتباره الناشر الرئيس للعنف في جميع أنحاء العالم. ورغم تطور جزء كبير من هذه الرواية على مرِّ السنين، فقد بدأت الروايات الجديدة في تحديد السلفية داخل الإسلام؛ باعتبارها السبب الجذري الحقيقي للإرهاب. وقد يبدو أن هناك بعض المنطق لهذه الرواية، لكنها كثيرًا ما تُنحي المناقشات الدقيقة جانبًا لصالح الفرضيات والعناوين المبالغ فيها. وقد تسلَّلت هذا الرواية ببطءٍ إلى أجزاء أخرى من العالم، وكذلك إلى العديد من وسائل الإعلام المختلفة التي وصفتِ السلفية بأنها التهديد الجديد للإسلام في الهند. من هذا المنطلق، يسعى هذا المقال لتفنيدِ هذا الافتراض من خلال تقديم صورة أكثر دقة عن المواقف المؤسسية التي تتبناها المنظمات السلفية في الهند بشأن العنف والإرهاب والجهاد.
السلفية في العالم وفي الهند
بداية، تشير السلفية إلى شكلٍ من أشكال الإسلام يؤكد على أهمية العودة إلى فهم الدين، كما فهمته الأجيال الثلاثة الأولى من الإسلام؛ أي السلف الصالح. وفي حين أن هناك أنواعًا مختلفة من السلفيين لديها تفضيلات سياسية وتفسيرات فقهية متباينة، فإن هناك روايات مشتركة لا تخطئها العين.
أولًا، غالبًا ما يتجنب السلفيون أي زيارات إلى قبور الأنبياء والصالحين؛ باعتبارها شكلًا من أشكال التجديف. ثانيًا، السلفيون يمقتون الممارسات الصوفية، وغالبًا ما يلومونها على إفساد الإسلام في مختلف الدول.
ثالثًا، يتمسك السلفيون بتفوق القرآن والسنة على المذاهب الفقهية الأربعة الراسخة. وهكذا، غالبًا ما يُطلق عليهم اسم “غير المقلِّدين” (أي لا يتبعون المذاهب بشكلٍ أعمى) أو “اللا مذهبية” (لا يتبعون أحد المذاهب الأربعة). ونتيجة لذلك، غالبًا ما تكون لديهم اختلافات طفيفة فيما يتعلق بالصلوات وغيرها من الممارسات الإسلامية، على الرغم من أنهم يتفقون، في بعض الأحيان، أيضًا مع بعض المذاهب1.
نظرًا لنهجهم الثوري في التعامل مع الممارسات الإسلامية، وحماسهم لتصحيح الممارسات الخاطئة، غالبًا ما ينتهي الأمر بالسلفيين إلى معارضةِ الجماعات الإسلامية الأخرى، الأمر الذي يولّد العداوة في جميع أنحاء العالم. ومن أشهر الشخصيات السلفية الإمام محمد بن عبد الوهاب، وهو شخصية دينية من القرن الثامن عشر، قام بالتعاون مع الإمام محمد بن سعود للسيطرة على أجزاء كبيرة من المملكة العربية السعودية، وحاول إصلاح الممارسات الإسلامية في شبه الجزيرة العربية.
وقد أثارت هذه النسخة من الإسلام التي تعرف باسم الوهابية -على غرار السلفية ولكن ليست هي نفسها- انتقادات في معظم أنحاء العالم الإسلامي لدورها المحوري في العديد من الممارسات التي تُعتبر عنيفة. فعلى سبيل المثال، يُحال إلى أن تدمير قبور الصالحين (التي زُعم أنها أصبحت أضرحة للعبادة) تمت بوازع من الأفكار الوهابية.
ومن المعروف أيضًا أن السلفيين أكثر إقصاءً للآخرين، وكثيرًا ما ينحون إلى التبرؤ من المسلمين الآخرين إذا شعروا بأنهم يشاركون في ممارسات تقود إلى الكفر بالله2. في الآونة الأخيرة، أصبحت سيئة السمعة في الروايات الإعلامية بسبب هجمات 11 سبتمبر، وصعود الجماعات الجهادية. وقد استمد أعضاء تنظيم القاعدة العديد من أحكامهم، كإعلان الحكام المسلمين مرتدين، من علماء مرتبطين بالسلفية مثل ابن تيمية، الإصلاحي في القرن العاشر، وابن عبد الوهاب.
هذه الروايات ظهرت ببطء في الهند أيضًا. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الهند هي موطن قرابة 20 مليون سلفي (من أصل ما مجموعه 180 مليون مسلم) ومنظمات مختلفة تنتشر في الجنوب والشمال. فرعها الرئيس في الشمال هو جمعية أهل الحديث في الهند التي تعود جذورها إلى الإصلاحي في القرن الثامن عشر، شاه ولي الله الدهلوي. وانقسمت المنظمة إلى فروعٍ مختلفة مع امتداد الفصائل إلى باكستان وبنجلاديش. وكان هدفها الرئيس هو التركيز على القرآن والحديث كمصادر للفقه، وغالبًا ما حاول أتباعها مكافحة ما اعتبروه معتقدات “خاطئة” حول الإسلام مثل زيارة قبور الصالحين، والاحتفال بميلاد النبي، والممارسات الصوفية الأخرى3.
في ولاية كيرالا في الجنوب، ظهرت حركة إصلاحية أخرى في أوائل القرن العشرين مماثلة (ومتأثرة) بالحركة الإصلاحية التي بدأها رشيد رضا في الشرق الأوسط. وكان هدفها الأساسي توفير التعليم لجميع المسلمين- خاصة النساء- والعودة أيضًا إلى فهم الإسلام، كما فهمته الأجيال الثلاثة الأولى من المسلمين.
ورغم اختلاف أصل الجماعتين، فقد تزامنت مساراتهما في أواخر السبعينيات بسببِ انتشار التمويل السني في جميع أنحاء العالم لمكافحة الرواية الإيرانية عن “الثورة”. وخلال هذه الفترة، بدأت الجمعيات السلفية تنتشر أكثر فأكثر، حيث أنشأتِ المزيد من المساجد والمؤسسات التعليمية. وأصبحت أدبياتها صدامية أكثر من ذي قبل، وأضحت تتهم مسلمين آخرين في الهند بالتجديف، ربما لأنها حصلت الآن على الدعم المالي لمواجهة مجموعة أكبر عددًا من الناس.
الروايات السلفية عن الإرهاب
مع صعودِ القاعدة، و”داعش” في وقتٍ لاحق، تحولت الأضواء منذ عام 2014 إلى قضايا مكافحة الإرهاب والروايات الأيديولوجية، على الصعيد العالمي وفي الهند. وقد أُولي اهتمام خاص للسلفية في الهند، حيث حذر العديد من المعلقين الإعلاميين من مخاطر السلفية، ووصفوها بأنها جديدة على الهند. ومع ذلك، فإن معظم هذه التعليقات غالبًا ما تفشل في فهم الفروق الدقيقة الكاملة للسلفية في الهند. وفي حين أن بعض المسلمين الذين انضموا إلى داعش في الهند قد جاءوا من خلفياتٍ سلفية، فإن الكثير غيرهم لم يكونوا كذلك، وتحولوا للتطرف عبر الإنترنت، وليس من المساجد السلفية/ المدارس الدينية المحلية.
ولم يكن من المستغرب أن المنظمات السلفية الرئيسة (جمعية أهل الحديث، وجمعية ندوة مجاهدي كيرالا) لم تكن متورطة في تطرف العديد من المسلمين. وذلك لأن العديد من العلماء في هذه المنظمات يناهضون الإرهاب والعنف والجهاد المسلح. وفي هذا الصدد، أظهر تحليل لقرابة 20 مقطع فيديو مختلف، تم عرضه في ثلاثة مقاطع فيديو مختلفة، وجهات نظر عدة حول الإرهاب تتسق بشكلٍ عام مع بعضها البعض.
على سبيل المثال، أعلن الإمام أصغر علي مهدي سلفي، رئيس جمعية أهل الحديث المركزية في الهند، أن الإسلام دين سلام، وأن الجماعات الإرهابية تغسل أدمغة الشباب. ومع ذلك، وبعيدًا عن هذا التفنيد البسيط، ذهب علماء آخرون من جمعية أهل الحديث إلى تفنيداتٍ أكثر تفصيلًا. على سبيل المثال، تحدث الباحث عبد الحسيب مدني المقيم في بنغالور بإسهاب عن الإرهاب -وتحديدًا داعش- وقدَّم معاير مختلفة للحكم على تنظيم ما، خلص بعدها إلى أن جماعات مثل داعش تُصنف ضمن الخوارج. وقد أكد هذه الآراء أيضًا علماء بارزون من جمعية أهل الحديث مثل فصيح الدين حيدر عبيد وأبو زيد زمير، ووصي الله عباسي (سلفي هندي مقيم في السعودية ألقى محاضرة ذات مرة أمام زعيم جماعة عسكر طيبة، حافظ سعيد، ضد ممارسة العنف).
وقد انعكست هذه الآراء أيضًا في الخطابات التي ألقاها السلفيون باللغة المالايالامية. فعلى سبيل المثال، ذكر عبد الله كويا مدني، رئيس جمعية ندوة مجاهدي كيرالا، أن أي شخص يُشتبه في تطرفه في منظمتهم يوبخ أولًا، ثم ينصح، ويطرد في نهاية المطاف إذا استمر في اعتناق آراء مماثلة. ينتمي علماء آخرون ممن تحدثوا حول هذا الموضوع إلى مجموعاتٍ منشقة عن جمعية ندوة مجاهدي كيرالا، مثل بعثة الحكمة الإسلامية العالمية التي نظمت ورشة عمل استمرت أربع ساعات حول دحض أيديولوجية داعش.
وسجل آخرون، مثل زكريا صوالاحي وعبد الرؤوف مدني (علماء سلفيون بارزون في كيرالا)، إدانتهم للتنظيم وصنفوه، من بين جماعاتٍ أخرى، ضمن الخوارج. ونشرت الحركة السلفية في جنوب كارناتاكا -وهي فرع للجماعة في ولاية كارناتاكا المجاورة- مقاطع فيديو لناطقين غير مسلمين يدينون جماعات مثل داعش. هذا بالإضافة إلى حملات مختلفة أطلقتها هذه الجماعات السلفية التي تعمل على بثِّ روايات مضادة من أجل مكافحة الإرهاب على مستوى المجتمع.
وفي حين أنه من غير الممكن الخوض في التفاصيل الكاملة لتلك الخطب والأحاديث، فإن هناك روايات مشتركة واضحة. أولًا، رغم أن هناك فروقًا دقيقة في الخطابات اعتمادًا على من تتحدث، يوجد موضوع عام يوحد بينها: الإرهاب والعنف. على سبيل المثال، بسبب التدقيق المكثّف الذي يتعرض له المسلمون في ولايات مثل كيرالا وكارناتاكا (وبالتحديد عاصمتها بنجالور)، كان الباحثون من هذه الأماكن أكثر دفاعًا قليلًا في خطابهم، وتحدثوا عن ضرورة أن يخدم المسلمون مجتمعاتهم بدلًا من السفر إلى الخارج. وكان ذلك واضحًا أيضًا خلال مناقشاتي الخاصة مع علماء الدين والناشطين في أجزاء من الهند، الذين سخروا في كثيرٍ من الأحيان من فكرة تجاهل الشباب للمشكلات المحلية “لحل المشكلات” في دول خارجية، حيث لا يجيدون التحدث بلغاتها، ولا يعرفون سياق قضاياها.
ثانيًا، من المثير للاهتمام معرفة مصادر المبررات ومراجعها. في معظم الخطب، أشار العلماء إلى حد كبير إلى القرآن والسنة، وإن اعتمد البعض الآخر على فتاوى العلماء السعوديين في بعض الأحيان. وروى أحد العلماء على وجه الخصوص، عبد البشير مدني، ما لا يقل عن عشر فتاوى مختلفة صادرة عن علماء في السعودية ينتقدون فيها من أعمال العنف والجهاد الهجومي، ما يلفت الانتباه إلى أهمية النفوذ السعودي في محاولة تقديم روايات مضادة لتلك التي تقدمها الجماعات الإرهابية المتطرفة. وفي بعض الأماكن الأخرى، أشارت الخطب حتى إلى نشطاء غير مسلمين من أجل المصداقية، ما يدل على مرونة هؤلاء العلماء في العمل والتعاون مع غير المسلمين.
ثالثًا، اتسمت مبررات مواقفهم بالتنوع. ففي حين رفض العديد من العلماء العنفَ كجزء من التوجيهات القرآنية، تبنى آخرون نظرة استراتيجية بحجة أن الانخراط في العنف سيجلب نتائج عكسية. ومع ذلك، أكد آخرون أنه لا يمكن القيام بهذه الأعمال دون إذن من حكام صالحين، ما يوضح أهمية الإجراءات العملية التي يجب اتباعها في اتخاذ مثل هذه القرارات. وحاول آخرون تقديم أنفسهم على أنهم “قوميون”، ما يجعل الجهاد في الصراعات الخارجية لا يخدم المصالح الهندية.
رابعًا، بصرف النظر عن إدانة الجماعات الإرهابية نفسها، كان لدى السلفيين في الهند بعض الشكاوى الأخرى المشتركة (بغض النظر عن اللغة). الأول يتعلق بوسائل الإعلام. وقد تطور خطاب السلفيين على مرِّ السنين. وفي حين أن بعض خطابات السلفيين في عام 2000 حاولت في كثير من الأحيان إعادة تعريف ما هو الإرهاب، وكيف قفزت وسائل الإعلام في كثيرٍ من الأحيان لتصوير المسلمين على أنهم إرهابيون، فإن الخطب التي ألقوها في منتصف عام 2010 تضمنت شكاوى جديدة ركزت بشكلٍ أساسي على عدم نشر وسائل الإعلام أبدًا للتفنيدات المختلفة التي يقدمها المسلمون (والسلفيون) في مواجهة الجماعات الإرهابية.
في الوقتِ نفسه، ألقت الخطب السلفية باللائمة في شكاواها على كلٍّ من العالم الغربي وإسرائيل. وكثيرًا ما استشهدت بعدم استهداف تنظيم داعش لإسرائيل، على مدى السنوات القليلة الماضية، كدليلٍ على تورط بعض الإسرائيليين في إنشاء التنظيم. وعلاوة على ذلك، أدان بعض المتحدثين صراحة الدول الغربية لتمويلها وتسليحها للجماعات الإرهابية (فيما تعتبره أنه يرقى أحيانًا للمؤامرات) في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وتنعكس هذه في آراء العديد من المسلمين الهنود الذين غالبًا ما يناقشون ما إذا كان داعش تنظيمًا حقيقيًا أم مجرد صنيعة إسرائيلية.
أسباب معارضة السلفيين للعنف
بغضِّ النظر عن حقيقةِ بعض الادعاءات، هناك أسباب عدة تدعو السلفيين عمومًا إلى مناهضة العنف في الهند. والسبب الأكثر وضوحًا يتعلق بحقيقة أنهم أقلية داخل أقلية محاصرة بالفعل. وعلى عكس المسلمين في الدول الأخرى، فإن تبني أي موقف يسهل العنف سيؤدي إلى رد فعل سلبي هائل من السلطات الحكومية. وهذا أمر مهم بشكلٍ خاص لأن المسلمين غالبًا ما يكونون ممثلين بشكلٍ مفرط وخاطئ في السجون، والحالات المتعلقة بالإرهاب والأمن القومي.
ومع ذلك، فهذا ليس السبب الوحيد. في الواقع، من المهم أيضًا أن ننظر عبر التاريخ السلفي لنلاحظ أن العديد من هذه المنظمات أولت أهمية كبيرة لفكرة الهند والقومية. وقد انعكس ذلك في فصيلٍ واحد من حركة أهل الحديث التي، على سبيل المثال، عارضت فكرة وجود أمة للمسلمين فقط (باكستان) في الأربعينيات قبل التقسيم4.
علاوة على ذلك، غالبًا ما يروق للسلفيين الادعاء بأن شخصيات مثل أبو الكلام آزاد -المناضل من أجل الحرية وأول رئيس لحزب المؤتمر الوطني الهندي- هي شخصيات تمثلهم5. آزاد مهم بشكلٍ خاص بسبب تصوره لولائه الإسلامي للهند بعد الاستقلال مباشرة. كما تنخرط جمعية ندوة مجاهدي كيرالا بقوة في السياسة المحلية، وغالبًا ما تسهم بقادة في حزب الولاية، رابطة الاتحاد الهندي الإسلامية، الذي كثيرًا ما يتحد مع المؤتمر الوطني الهندي ليشكلا الائتلاف الحاكم في ولاية كيرالا. ونظرًا للمواقف التاريخية، والأهمية التي تعلق على المناضلين من أجل الحرية، والموقف الذي يتبناه السلفيون في ولايات مثل كيرالا، فإن موقفهم المناهض للإرهاب يعتبر منطقيًا بشكلٍ عام.
في الوقت ذاته، تجدر ملاحظة أن السلفيين عادة لا يُعادون غير المسلمين بقدر ما أنهم لا يُعادون المسلمين. ومن الشائع أن نرى منصات جمعية أهل الحديث تستضيف متحدثين من جماعات هندوسية مثل “آريا ساماج” بدلًا من منظمات تتبع طوائف إسلامية مثل “البريلوية” أو “الديوباندية”. كما أن العديد من الخطب والمناقشات التي تنشر على شبكة الإنترنت وتلك التي نوقشت في الأدبيات العلمية في عقود ما قبل الإنترنت تتمحور حول المسلمين من الطوائف الأخرى، وليس غير المسلمين.
وبالتالي، ففي حين أن وسائل الإعلام الرئيسة تضع السلفيين في نهاية المطاف في قالبٍ واحد، فمن الشائع جدًا أيضًا أن نرى غير السلفيين مثل أتباع الجماعات البريلوية، وغيرهم من المسلمين، ينتقدون السلفيين بقسوة ويعتبرونهم “متطرفين/ إرهابيين”. يعود جزء من ذلك إلى قدرات السلفيين على تحدي المعتقدات التقليدية التي تؤمن بها هذه الجماعات، وجزء منها متجذر في سياساتهم الإقصائية.
الخلاصة
غالبًا ما تحمّل وسائلُ الإعلام والمنظمات الإسلامية داخل الهند السلفيين مسؤولية نشر التطرف والإرهاب في جميع أنحاء الدولة. ورغم أن بعض ادعاءاتهم ترجع إلى السلوك الإقصائي للسلفيين، ينبغي أن ندرك أنه ليس كل الإرهابيين الذين ينضمون إلى جماعاتٍ مثل داعش والقاعدة ينتمون إلى جمعيات سلفية رسمية. وكما أوضحت هذه الورقة، فقد انتقد السلفيون علنًا، على المستوى المؤسسي، الإرهاب بشكلٍ متماسك ومتكرر. ولكن يبقى أن نرى ما إذا كانوا يفعلون الشيءَ ذاته في خطاباتهم الداخلية.
ومع ذلك، فمن المهم إدراك أن أي شخص يميل إلى الأفكار المتطرفة لن يجد دعمًا بين خطابات السلفيين الهنود على الإنترنت، خاصة إذا كان ينتمي إلى الشريحة الكبيرة من الهنود التي تتحدث لغاتٍ إقليمية، وليس اللغة الإنجليزية أو العربية فقط.
* يعمل محللًا أول في المركز الدولي لأبحاث العنف السياسي والإرهاب، التابع لكلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية في جامعة نانيانج التكنولوجية في سنغافورة.
-Lilly, Leonard S. Braunwald’s Heart Disease: Review and Assessment. 9th ed., Elsevier Saunders, 2012.
[1] Hamdeh, Emad. Traditionalism and Salafism. Cambridge University Press, 2021.
[2] Mohammed Bin Ali. The Roots of Religious Extremism: Understanding the Salafi Doctrine of Al-Wala’ wal Bara’ (Insurgency and Terrorism. London: Imperial College Press, 2015.
[3] MarkaziJamiatAhleHadees Hind. Historical Background. 2013
[4] Qasmi, A. and Eaton, M. In Muslims against the Muslim League Critiques of the Idea of Pakistan. Cambridge University Press 2007
[5] MarkaziJamiatAhleHadees Hind. Historical Background. 2017.