د. سامي مبيض*
بعد أسبوعٍ من الإبلاغ عن أول حالة إصابة بكوفيد-19 في تركيا في شهر مارس، انتشر مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، كان قد تم تسريبه من مستشفى ابن سيناء المرموق في جامعة أنقرة. وأظهر ذلك طبيبة تركية، عُرفت فيما بعد بأنها جول سينار، قائلة: “يبدو أننا بدأنا بداية سيئة. ونأمل ألا نصبح مثل إيطاليا. الحالات الآن بالآلاف، وليس بالمئات كما تقول [الحكومة]”1.
كانتِ السلطات التركية، في ذلك الوقت، تصر على أنه لم يكن هناك سوى 191 حالة إصابة بفيروس كورونا في الدولة، وحالتي وفاة فقط. وبعد 24 ساعة، اعتذرتِ الطبيبة، على ما يبدو تحت ضغط من الحكومة التركية، قائلة إنها تأسف لأنها تسببت في “تصور عام سلبي”. من الواضح أن أرقامها لا تتطابق مع أرقام المسؤولين الأتراك. شيء ما لم يكن صحيحاً وبعدها بستة أيام، تحدث الرئيس رجب طيب أردوغان عن 8,554 مريضاً بفيروس كورونا في تركيا، مناقضاً بذلك وزير الصحة فاهريتين كوكا، الذي قدّر العدد بـ 22,433. وفي مايو، وصل العدد إلى 126,000، ثم وصل إلى 259,692 حالة، ما يجعله واحداً من أعلى المعدلات مقارنة بالدول المجاورة، بعد إيران3، على الرغم من أن هذه الأرقام ذات فائدة محدودة في ظل التباين في إجراء الاختبارات المحلية، وعدم الأمانة للدول الاستبدادية مثل الصين، والعجز عن الاختبارات في الدول الفوضوية مثل أفغانستان والصومال. إجمالي وعدد الوفيات في تركيا حاليًا، وهو عدد أكثر موثوقية بكثير، 6,139 (بعد أن كان 3,397 منذ ثلاثة أشهر). ويبلغ معدل العدوى حاليًا 10.6 لكل 100,000 نسمة، وهو معدل مرتفع. وقد أثبتتِ السجون التركية المكتظة أنها أرضٌ خصبة لانتشارِ الفيروس4.
اعتقلتِ السلطات التركية مؤخرًا أكثر من 500 شخص بحجة الطعن في السياسة الرسمية للحكومة بشأن كوفيد-19. وما زاد الطين بلّة، أن أردوغان دفع في يوليو الماضي بقانون من خلال البرلمان الذي يزيد من سيطرة الدولة على منصات التواصل الاجتماعي. هذا القانون يلزم شركات مثل “تويتر” و”فيسبوك” بفتح مكاتب في تركيا، والاستجابة الفورية لطلبات الحكومة لحذف ما يعتبره أردوغان محتوى مسيئًا5.
هناك أسبابٌ كثيرة تفسّر هذه الأعداد المرتفعة، أحدها الاستجابة المتأخرة لهذا الوباء. وثمة سببٌ آخر هو فشل الدولة في الكشف عن الأعداد الحقيقية؛ خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى الفوضى وتدمير الاقتصاد التركي الذي كان مزدهرًا ذات يوم. وبفضل شهية الرئيس أردوغان السياسية، تنتشر قواته في جميع أنحاء العالم، من الصومال وقطر إلى سوريا وأفغانستان، ما يخلق مخاطر في أن يتسبب هؤلاء الجنود في نشر الفيروس في الخارج و/أو العودة به إلى أسرهم6.
استجابة متأخرة
عندما حان الوقت لاتخاذِ إجراءات، كان على الرئيس أردوغان أن يتخذ القرار الصعب الذي واجهه جميعُ قادة العالم: سواء إعلان الإغلاق العام والبقاء في أمان -ولكن هذا يدمر اقتصاده- أو أن يترك الاقتصاد مفتوحًا ويخاطر بحصيلةٍ كبيرة من الوفيات، وإنقاذ الاقتصاد من الانهيار. ومن ثم، حاول الزعيم التركي القيام بكلا الأمرين، وانتهى به الأمر إلى التسبب في وقوع عدد كبير من الوفيات وإلحاق ضررٍ فادح بالاقتصاد.
كان الاقتصاد التركي في وضعٍ صعب حتى قبل كوفيد-19. وفي هذا العام، حيث فقد أكثر من 2.5 مليون شخص وظائفهم، في حين يبدو أن البنك المركزي قد دمّر صافي احتياطياته في محاولة للحفاظ على الليرة التركية. ففي يناير الماضي، كان لدى البنك المركزي احتياطيات من النقد الأجنبي تبلغ 40 مليار دولار، ولكن هذا الرقم يبلغ الآن أقل من 25 مليار دولار، في حين باعت البنوك الحكومية ما لا يقل عن 32 مليار دولار من العملة الصعبة7 ويبدو أن هذا لم ينجح: خسرت الليرة التركية 15٪ من قيمتها في الأشهر الستة الأولى من عام 2020، وعلاوة على ذلك ارتفع عجز الموازنة بنسبة 40٪ تقريبًا. وقد فرّ المستثمرون الأجانب من البلاد، وأخذوا معهم كمية كبيرة من الأموال، في حين انخفض عدد السياح بنسبة 75٪8.
تمثلتِ الاستجابة الأولية التي قامت بها الحكومة التركية لهذا الوباء في إصدار حظر التجول على المواطنين الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً أو من هم تحت سن العشرين، في حين حظرت الخروج والدخول إلى 31 مقاطعة، بما في ذلك المدن الكبرى مثل اسطنبول وأنقرة وأزمير وأضنة. وكان وزير الداخلية سليمان صويلو في 30 مارس، قد اشتكى من أن “الناس الذين ينتقلون من اسطنبول إلى الريف بدأوا ينشرون الفيروس”، وحثهم على “عدم الذهاب إلى أي مكان والمكوث في أماكنهم”9 ثم استقال، بشكلٍ مفاجئ، احتجاجًا على التدابير الفوضوية في التعامل مع الأزمة، ولكن الرئيس رفض قبول استقالته10. وبدلًا من النظر إلى هذا الأمر على أنه تحذير جاد وأمر يدعو للقلق، تعامل أردوغان مع الأمر على أنه تحدٍ سياسي قائلًا: “لقد رُفضت استقالةُ وزير الداخلية.. لا أحد يستطيع أن يهدد وحدتنا وتضامننا”11.
وأعقب استقالة الوزير بيانٌ من عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، عضو حزب الشعب الجمهوري المعارض، الذي قال إنه لم يتم إخطاره مسبقًا بالإغلاق، وبالتالي لم يتمكن من تنظيم وسائل النقل العام أو منع اكتناز البضائع في محلات السوبر ماركت. وانتقد حظر التجول المفاجئ على تويتر، قائلًا إنه يثير “الارتباك والذعر”12
التراجع عن التدابير الوقائية
أدركتِ السلطات أنها غير قادرة على تعويض أولئك الذين كانوا يقيمون في منازلهم أو قرابة مليوني شخص تم تسريحهم بسبب الإغلاق العام. ووفقًا لمشروع قانون الذي أقر وقتها، حصل العمال الذين في إجازة على تعويض قدره 39 ليرة (5.8 دولار أمريكي) في اليوم، وهو مبلغ لا يكفي لتغطية نفقات العمال الأتراك. كما لم يكن كافيًا أيضًا القرض الذي بلغ قيمته 100 مليون دولار أمريكي الذي حصلت عليه تركيا من البنك الدولي لتعزيز خدماتها الصحية في مواجهة فيروس كورونا13.
هذه الأوضاعُ دفعت الحكومة في 5 أبريل؛ أي بعد أقل من شهر من بدء الإغلاق، في تخفيف حظر التجول تدريجيًا، ما سمح لموظفي القطاعين العام والخاص بالخروج، بالإضافة إلى العمال الزراعيين، قائلة إنهم بحاجة إلى مواصلة العمل من أجل كسب العيش14. ثم فعلت الحكومة التركية الشيء الأكثر غرابة، قائلة إن من مسؤولية الناس البقاءَ في منازلهم، والبقاء بشكل آمن، وهو ما يعتبر شكلًا من أشكال التهرب من المسؤولية. وربما يفسر ذلك سبب تزايد عدد الحالات باطراد اعتبارًا من منتصف أبريل.
دوافع سياسية
اتهم الكثيرون أردوغان باتخاذ تدابير وقائية ليس كوسيلةٍ لمكافحة كوفيد-19 بل للحد من نشاط حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيس، الذي يزدهر ويحكم مدن اسطنبول وأنقرة وأزمير. وقد أطلق حزب الشعب الجمهوري مبادرة لجمع الأموال للأسر المحتاجة المتضررة من الإغلاق، ما جعل الحكومة تبدو ضعيفة وغير فعّالة. ورد أردوغان بحظر حملتهم الانتخابية ثم أطلق حملته، حيث تبرع براتب سبعة أشهر للشعب15. ولكن هذا أيضًا لم يصل إلى المحتاجين. وأصدر رجل الأعمال رفعت هيسارجيكلي أوغلو؛ حليف أردوغان منذ فترة طويلة، بيانًا مكتوبًا انتقد فيه البنوك التي تديرها الدولة لرفضها طلبات القروض الطارئة16 من جانبه، ردّ صندوق الثروة التركية، الذي يرأسه أردوغان، غاضبًا، وقال إن بيان هيسارجيكلي أوغلو فشل في تجسيد الواقع على الأرض17.
وقد رفض حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان العمل مع البلديات التي تديرها المعارضة من أجل التعامل مع كوفيد-19، ما يوضح سبب انتشار الوباء في هذه المدن، حيث وصل إلى 74,193 حالة في اسطنبول وحدها حتى أواخر أبريل. فلقد أصبح رئيس بلدية المدينة، إمام أوغلو، معارضًا بارزًا لأردوغان، حيث هزم حزب العدالة والتنمية مرتين في انتخابات العمدية العام الماضي. ويُعتقد أن إمام أوغلو سيكون منافسًا رئيسيًا ضد أردوغان في الانتخابات الرئاسية لعام 2023، وأن النجاح في التعامل مع كوفيد-19 قد يزيد من فرص فوزه. ويمكن القول إن الخوف من إزاحته من منصبه في الانتخابات، وليس سلامة الدولة، هو الذي حكم عملية صنع القرار لدى أردوغان فيما يتعلق بمكافحة الوباء. ولهذا السبب، أغلق حسابات مصرفية أنشأتها المعارضة لجمع الأموال للمحتاجين، ما حدّ إلى حدٍّ كبير من قدرة إمام أوغلو على توزيع المساعدات الاجتماعية، وخاصة لأولئك الذين تم تسريحهم بسبب الإغلاق18.
وفي 31 مارس، ألغى أردوغان حدثًا لجمع التبرعات نظمه إمام أوغلو وعمدة أنقرة منصور يافاس، قائلًا إن هذه هي مهمة الحكومة المركزية، متهمًا كلا الرجلين بالرغبة في إنشاء “دولة داخل دولة”19 وفي 10 أبريل، بدأت وزارة الداخلية تحقيقًا في حملة التبرعات التي قادها إمام أوغلو ويافاس.
الأمر الذي يفاقم الوضعَ بالنسبة للرئيس التركي، أن إمام أوغلو يضغط ضد القناة المائية الاصطناعية في اسطنبول، وهو مشروع ضخم لأردوغان يهدف لربط البحر الأسود ببحر مرمرة. ويعتقد إمام أوغلو أن المشروع يزيد من خطر الزلازل، ويثقل كاهل الاقتصاد الذي يعاني من ضائقة مالية، ويشكل تهديدات إيكولوجية. وعندما نشر رجاله لوحاتٍ إعلانية ضد المشروع في 19 أغسطس، قام رجال شرطة أردوغان بتمزيقها. وخلال هذا الوباء، انخفضت إيرادات إسطنبول، ما دفع رئيس البلدية إلى السعي للحصول على 575 مليون دولار أمريكي للمدينة، لكن البلدية التي يقودها حزب العدالة والتنمية لم تمنحه سوى 89 مليون دولار20 .
فقد كان أردوغان مصممًا على عدم التعاون مع خصومه، لدرجة أنه رفض باستمرار عروض المساعدة التي قدمها العالم مصطفى أولاسلي؛ الخبير في السلوك الجزيئي الذي تدرب في جامعة برينستون في الولايات المتحدة21 أمضى أولاسلي عقدًا كاملًا في أبحاث في مجال الفيروسات، لكنه تم إقصاؤه من وظيفته الأكاديمية في عام 2016، بتهمة دعم الانقلاب الفاشل ضد الرئيس أردوغان. وأدّت هذه الحملة إلى تطهير 150,000 من العاملين في مجال الرعاية الصحية، الذين لم يتم إعادة عدد منهم إلى مناصبهم بسبب علاقات مشبوهة مع فتح الله جولن؛ رجل الدين الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرًا له والذي يقف وراء محاولة الانقلاب22
وفي هذا الصدد، قال البروفيسور بيرك إيسن من جامعة بيلكنت، في تصريحاتٍ لموقع “عين أوروبية على التطرف”: “من الصعب إلقاء اللوم على ارتفاع الأرقام على أردوغان فقط.. ومع ذلك، كانت هناك أوجه قصور كبيرة في استجابة تركيا. أولًا، أدَّى الوضع السيئ للاقتصاد التركي، وآليات المحسوبية التي أنشأها حزب العدالة والتنمية، إلى الحدّ من الموارد المالية المتاحة للحكومة لتقديم حزمة تحفيز”. وأضاف أن حظر التجوال المتأخر كان ضعيفًا جدًا ومتأخرًا جدًا.
وتابع إيسن قائلًا: “إن سياسة الحكومة ذات أساس طبقي قوي.. أولئك الذين يمتلكون رفاهية العمل من المنزل آمنون نسبيًا، في حين أن الآخرين لا يزالون يعملون في الخارج، ويواجهون مخاطر كبيرة. وقد حدثت مشكلات كبيرة في سلسلة الإمداد بأقنعة الوجه التي لم يكن من الممكن توزيعها على المواطنين على نطاقٍ واسع. وعلاوة على ذلك، فإن قرار الحكومة بالحد من قدرة البلديات التي تسيطر عليها المعارضة على توزيع المساعدات، وتقديم المساعدة الاجتماعية للمحتاجين، أضرَّ بالعديد من المواطنين. وبدلًا من أن تعمل إدارة أردوغان جنبًا إلى جنب مع الحكومات المحلية، تحدّتها، وخرَّبت أنشطتها، وفشلت في توزيع الموارد الحكومية بكفاءة”.
اكتشاف تركيا الأخير للغاز الطبيعي في البحر الأسود قد يحقِّق استقرارًا لميزانيتها على المدى المتوسط، ولكن هذا المنتج سيستغرق سنواتٍ عدّة، قبل أن يمكن طرحه في السوق23 ومشكلات تركيا أكثر إلحاحًا من ذلك، وهي “عاصفة عارمة” نابعة من القرارات السياسية الخاطئة في التعامل مع الأزمة الاقتصادية، وإساءة التعامل مع الوباء.
-يسعى موقعُ «عين أوروبية على التطرف» إلى نشرِ وجهاتِ نظرٍ مختلفة، لكنه لا يؤيد بالضرورة الآراء التي يُعبِّر عنها الكتّابُ المساهمون، والآراء الواردة في هذا المقال تُعبِّر عن وجهةِ نظر الكاتب فقط.
* باحث وأستاذ جامعي سوري، متخصص في الدراسات التاريخية، عمل باحثا في مركز كارنيجي، مؤلف كتاب: تحت الراية السوداء- على مشارف الجهاد الجديد”، صدر في 2015.
المراجع:
[1] Kardi, Gursel. “Government’s opacity makes Turkey’s war on Covid-19 harder,” Al-Monitor (March 30, 2020): https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2020/03/turkey-government-opacity-makes-war-on-coronavirus-harder.html
[2] Kardi, Gursel. “Government’s opacity makes Turkey’s war on Covid-19 harder,” Al-Monitor (March 30, 2020): https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2020/03/turkey-government-opacity-makes-war-on-coronavirus-harder.html
[3] “Turkey has most coronavirus cases outside Europe and the US,” Gulf News (April 19, 2020): https://gulfnews.com/world/mena/covid-19-turkey-has-most-coronavirus-cases-outside-europe-and-us-1.1587317528055
[4] “Turkiya Tukir bi Tafashi Corona,” Al-Ain (April 28, 2020): https://al-ain.com/article/turkey-corona-virus
[5] Emmanouilidou, Lydia. “Turkey passes draconian social media legislation” The World (28 July 2020): https://www.pri.org/stories/2020-07-28/turkey-considers-draconian-social-media-legislation
[6] Yinanc, Barcin. “Virus may have multiplier effect on Turkey’s security challenges,” Hurriyet Daily News (May 4, 2020): https://www.hurriyetdailynews.com/virus-may-have-multiplier-effect-on-turkeys-security-challenges-154428
[7] (Gifford, Charlotte. “Could Turkey Coronavirus further weaken the lira,” World Finance (10 August 2020): https://www.worldfinance.com/markets/cold-turkey-coronavirus-further-weakens-the-lira)
[8] Soylu, Ragip. “Turkey’s lira sinks to record low against US dollar” Middle East Eye (6 August 2020): https://www.middleeasteye.net/news/turkey-lira-record-low-dollar-economy
[9] Gursel, Kadri. “For Erdogan’s government, it’s the economy first in Covid-19,” Al-Monitor (April 18, 2020): https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2020/04/turkey-for-erdogan-economy-first-in-coronavirus-crisis-covid.html
[10] “Turkey minister’s resignation exposes tensions in Erdogan’s AKP,” Gulf News (April 15, 2020): https://gulfnews.com/world/mena/covid-19-turkey-ministers-resignation-exposes-tensions-in-erdogans-akp-1.70988945
[11] “Turkey minister’s resignation exposes tensions in Erdogan’s AKP,” Gulf News (April 15, 2020): https://gulfnews.com/world/mena/covid-19-turkey-ministers-resignation-exposes-tensions-in-erdogans-akp-1.70988945
[12] Fox, Tessa. “Brother Tayyip’s Soup Kitchen,” Foreign Policy (April 17, 2020): https://foreignpolicy.com/2020/04/17/erdogan-turkey-coronavirus-relief-politics-akp-chp-brother-tayyip-soup-kitchen/
[13] “Turkiyya taktared 100 million dollar min al-Bank Al-Duwali,” Alsharq Alawsat (April 29, 2020): https://tinyurl.com/yb552shs
[14] Gursel, Kadri. “For Erdogan’s government, it’s the economy first in Covid-19,” Al-Monitor (April 18, 2020): https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2020/04/turkey-for-erdogan-economy-first-in-coronavirus-crisis-covid.html
[15] Gursel, Kadri. “For Erdogan’s government, it’s the economy first in Covid-19,” Al-Monitor (April 18, 2020): https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2020/04/turkey-for-erdogan-economy-first-in-coronavirus-crisis-covid.html
[16] Bentley, Mark. “Discontent in Turkish business world over Erdogan’s Covid-19 response,” Ahval (12 April 2020): https://ahvalnews.com/turkey-economy/discontent-turkish-business-world-over-erdogans-covid-19-response
[17] Bentley, Mark. “Discontent in Turkish business world over Erdogan’s Covid-19 response,” Ahval (12 April 2020): https://ahvalnews.com/turkey-economy/discontent-turkish-business-world-over-erdogans-covid-19-response
[18] Al-Rayyes, Mohammad. “Ta’teem wa I’tiqalat wa tarabu’at intiqa’iya,” Al-Ain (April 7, 2020): https://al-ain.com/article/blackout-arrests-donations-corona-erdogan-s
[19] Fox, Tessa. “Brother Tayyip’s Soup Kitchen,” Foreign Policy (April 17, 2020): https://foreignpolicy.com/2020/04/17/erdogan-turkey-coronavirus-relief-politics-akp-chp-brother-tayyip-soup-kitchen/
[20] Tremblay, Pinar. “Is Turkey’s opposition losing Istanbul to Erdogan?” Al-Monitor (25 August 2020): https://www.al-monitor.com/pulse/originals/2020/08/turkey-akp-grabs-authority-of-mayors-with-chp-istanbul-chora.html
[21] Wilks, Andrew. Purged coronavirus expert sidelined,” The National (March 25, 2020): https://www.thenational.ae/world/europe/purged-coronavirus-expert-sidelined-in-turkey-1.997333
[22] Hasan, Saleh. “Corona yakshef fashal Erdogan” Al-Ain (April 9, 2020): https://al-ain.com/article/corona-erdogan-policies-destroyed-turkish-economy
[23] Pitel, L. and Sheppard, D. “Turkey hails big gas discovery in the Black Sea,” The Financial Times (August 21, 2020): https://www.ft.com/content/3c3d1600-1001-4239-9f97-c65ec94e8ac5