عرض: فرانشيسكو برجوجليو إيريكو*
يسلِّط هذا الكتاب الضوءَ على خمسة عشر نصًّا رسميًّا للقادة الأكثر نفوذًا لتنظيم داعش؛ بدءًا من نص أبو مصعب الزرقاوي الذي نُشر عام 1994 إلى آخر خطاب لأبي بكر البغدادي قبل مقتله في أواخر عام 2019. قام المؤلون بنسخ النصوص وتحليلها ووضعها في سياقها. الكتاب غنيٌّ للغاية بالتفاصيل عند استعراض الأحداث. يوضح الكتاب كيف أن الاستراتيجية والعقيدة والأسلوب -التي أرساها الزرقاوي في البداية- قد أعيد تكييفها مرارًا وتكرارًا في سياقها من قبل قادة التنظيم المتعاقبين.
عند استعراض دورة حياة التنظيم يظهر نمطٌ واضح. في الفترة الأولية، ركز التنظيم على ترسيخ نفسه. ثم ركَّز على الحفاظ على نفسه. وأخيرًا، يتحرك للتوسع، حيث يعود إلى المرحلة الأولى وهي التأسيس. ويقوم الكتاب بعمل رائع في توثيق القدرة على الصمود التي أظهرها التنظيم خلال الأوقات الصعبة. لقد تمكن من مقاومة العديد من التحديات والأعداء مع مواصلة أسلوبه في العنف الوحشي الذي يبدو أنه تم تكييفه لتحقيق أهداف محددة. لهزيمة تنظيم داعش، يجب على المرء أن يبدأ بفهمٍ حقيقي للمفاهيم التي نقلها المؤلفون في الكتاب.
ولادة تنظيم داعش – فرع جديد من السلفية الجهادية
يتناول الجزء الأول من الكتاب استراتيجية التنظيم وعقيدته بقيادة الزرقاوي وكيفية إنشاؤه. ويشير المؤلفون إلى أن العديد من الباحثين يعتقدون أن التنظيم تأسس في الفترة ما بين 2013-2014. لكنه تأسس بالفعل في أواخر التسعينيات في مخيم في أفغانستان حيث استضاف الزرقاوي مقاتلين نازحين وعائلات من بلاد الشام (مناطق تشمل لبنان وسوريا وفلسطين والأردن). وفي عام 2002، طردتِ القوات الأمريكية هؤلاء المقاتلين من أفغانستان، وقادهم الزرقاوي إلى المنطقة الكردية في العراق.
وهناك، استضافتهم مجموعة من السلفيين الجهاديين، وعمل الزرقاوي على إنشاء شبكة في جميع أنحاء الجزء العربي السنِّي من العراق وسوريا. وفي العراق، واصل الزرقاوي جهوده حتى بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق. وفي صيف 2003، شنَّت جماعته المعروفة باسم “التوحيد والجهاد” في ذلك الوقت أولى هجماتها التي استهدفت مقرًّا للأمم المتحدة، والسفارة الأردنية في بغداد، ومسجد الإمام علي في النجف.
كان الهدف الثوري الأوليُّ لجماعة الزرقاوي هو استبدال دولةٍ تستلهم الفكر السلفيَّ تديرها وفقًا لسنة النبي محمد بالحكومة الوطنية. ولم يكن على التنظيم مواجهة القوات الأمريكية فحسب، بل كان عليه أيضًا محاربة البعثيين الذين كانوا يحاولون إعادة تنظيم أنفسهم، والجماعات الإسلامية المتنافسة، والحكومة العراقية الوليدة. ويشير المؤلفون إلى أنه في هذا الوقت كان للتنظيم خمسة أهداف رئيسة كما يلي:
- إرباك الحكومة وقواتها الأمنية وإضعافها.
- تجنيد مقاتلين من الجماعات الجهادية المتنافسة.
- تعزيز الشعور بالاغتراب بين السنّة.
- إثارة رد فعل من الميليشيات الشيعية.
- إقناع الولايات المتحدة بالانسحاب من العراق.
ولتحقيقِ هذه الأهداف، ركَّزت قوات الزرقاوي على شنِّ هجمات بارزة ضد أهداف رمزية باستخدام انتحاريين مزودين بأسلحة دقيقة التوجيه، وباستخدام عمليات خاصة جذبت انتباه وسائل الإعلام، واكتسبت شعبية بين أولئك الذين قاوموا الاحتلال الأمريكي.
في عام 1994، عزَّز الزرقاوي صورته وسمعته من خلال انتقاده العلني للنظام الأردني العلماني. في رسالةٍ بعنوان “شهادة أسير: مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ”، انتقد النظامَ الديمقراطي والقوانين الوضعية، وكتب ما يلي:
“من الواضحِ أنكم تدعون إلى الديمقراطية؛ دين عصري فاسق. أنتم تقتلون الناس، تسمحون بالكحول والزنا والفساد، كل ذلك باسم الديمقراطية. باسم هذه الديمقراطية الفاسدة تزجون بالناس خلف القضبان بالجملة. اتهمتم هؤلاء الأشخاص بأمورٍ كثيرة بما في ذلك “الكلام المسيء”. أي شخص يقف ضد أخطائكم، تعاقبونه بتهمة “الخطاب المسيء” ضد النظام وأتباعه الأشرار. ما هو تعريف “الخطاب المسيء” بموجب قوانينكم؟ هل يُعتبر ذكر قوانين الله وأحكامه، كما يقول القرآن، “خطابًا مسيئًا” بموجب قوانينكم الوضعية؟”
أصبح فكر الزرقاوي -الذي يُعتبر فرعًا جديدًا من السلفية الجهادية- يُعرف باسم “الزرقاوية”. كان أكثر نقاءً من الناحية الأيديولوجية من عملية التوازن البراغماتية التي كان يتبناها أبو محمد المقدسي. وفي عام 2004، شدد الزرقاوي موقفه الأيديولوجي والاستراتيجي أكثر من ذلك، كما يتضح من رسالةٍ بعث بها الزرقاوي إلى قيادة تنظيم القاعدة. وفى الرسالة قدَّم الزرقاوى تقييمًا استراتيجيًا للعراق حيث قدَّم حملة واضحة لتأجيج نار انتفاضة سنية تدمج الأنشطة السياسية والعسكرية والإعلامية. وكان هدفه هو إشعال حرب سنية شيعية من خلال القيام بالعنف الشديد ضد الشيعة على أمل أن ينتقموا، مما يزيد من تحريض السكان السنة.
شنَّت جماعة الزرقاوي معركتين في الفلوجة في أبريل ومايو 2004، ثم في وقتٍ لاحق في شهر أكتوبر، أدَّتَا إلى ازدهار التجنيد وتدفق المقاتلين الأجانب. وقبل تنظيم القاعدة جماعة التوحيد والجهاد كفرع لها في العراق، ما سمح للجماعة باكتساب مكانة دولية، وتم تغيير اسم الجماعة إلى تنظيم القاعدة في العراق. وبعد ذلك، أطلقت موجة غير مسبوقة من العمليات الانتحارية.
ميلاد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق
يتناول الجزء الثاني من الكتاب التحدياتِ التي واجهها التنظيمُ خلال انتفاضةِ الصحوة التي هيمَن عليها السنة في العراق. وفي سبتمبر 2006، أُعلنت حركةُ الصحوة على يد أبو ريشة الريشاوي؛ زعيم مجموعة صغيرة من العشائر. أنشأ هذه القوة لمواجهةِ خلايا تنظيم الدولة الإسلامية في جميع أنحاء العراق. وبدعمٍ من الولايات المتحدة، هزمت قوات الصحوة العشائرية وحدةَ كوماندوز تتألف من 100 مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة الرمادي مدربين تدريبًا عاليًا، ومجهزين تجهيزًا كبيرًا. وكان ذلك بمثابة نقطة فارقة تحوّل فيها التنظيم من جيش حرب عصابات توسعي كان يسيطر على المدن، إلى قوة متراجعة فرَّت إلى الصحراء من أجل إعادة تجميع صفوفها.
وقبل إطلاقِ حركة الصحوة، توفي الزرقاوي في 7 يونيو 2006. وفي 12 أكتوبر 2006، أعلنتِ الجماعة عن “حلف المُطَيّبِين”، الذي انضمت إليه جماعات وعشائر متمردة عديدة، وخاصة تابعة لمجلس شورى المجاهدين. وكان القصد من ذلك هو الارتقاء بمكانة تنظيم القاعدة، وتشجيع الانضمام إلى الجماعات السلفية الجهادية الأصغر حجمًا، وتحويل ولاء الجماعات القبلية إلى تنظيم الدولة الإسلامية الجديد. وبعد ثلاثةِ أيام، تم تغيير اسم التنظيم إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.
تعكس استراتيجية الدولة الإسلامية الجديدة وعقيدتها، خلال هذه الفترة، بشكلٍ وثيق عقيدةَ الزرقاوي. في عام 2007، ألقى أبو حمزة المهاجر خطابًا بعنوان “نصيحة لقادة وجنود الدولة الإسلامية“. كان الخطاب مشابهًا بشكلٍ لافت للنظر للنصوص الفقهية التي تُنسب إلى الجهاديين. خلال هذا الخطاب، يستعير أبو حمزة من العديد من المعايير الراسخة للحروب المتناظرة وغير المتناظرة ويبني عليها، ما يدل على إلمامه بالنصوص الثورية الكبرى. ومن المثيرِ للاهتمام أنه يشدِّد على الحاجة إلى إدارة “صورة” التنظيم.
ومع ذلك، جاء البيان الأكثر أهمية وتأثيرًا لاستراتيجية الجماعة وعقيدتها في 18 ديسمبر 2009. جاءت “مذكرة الفلوجة أو خطة استراتيجية لتحسين الوضع السياسي للدولة الإسلامية في العراق” خلال فترة مظلمة حيث مُني التنظيم بهزيمةٍ ساحقة على يد حركة الصحوة. احتوتِ المذكرة على خمسة فصول، كل منها يتناول موضوعًا مختلفًا. وتركز محتويات الفصول على بعضِ النقاط الأساسية:
- توحيد جميع الجماعات السلفية الجهادية في العراق سياسيًّا تحت راية الدولة الإسلامية لمحاربة قوات الاحتلال.
- تفريق الخلايا السرية في جميع أنحاء العراق، بهدف تحقيقِ الهيمنة السياسية على السنة العراقيين.
- توسيع سيطرة الدولة الإسلامية وسيطرتها من خلال كسب ولاء زعماء العشائر والسماح لهم بلعب دور في بناء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.
- إعداد القادة المحتملين الآخرين الذين يمكن أن يتولوا منصب الأمير حال مقتله.
- يمكن للدولة الإسلامية العمل مع الأقليات في العراق، وتوفير الحماية مقابل التحالف. ويزعم أن هذا كان مدعومًا قانونيًا من خلال نظام الضرائب الإسلامية، وحماية المواطنين غير الإسلاميين أو أهل الذمة.
صعود داعش
في مايو 2010، تولى أبوبكر البغدادي مقاليد الحكم في داعش. وتركِّز النصوص الرسمية ورسائل الفيديو خلال هذه الفترة على بنية الخلافة، وكيفية تسويقها، ودور المرأة ودور الإعلام. وفي يناير 2012، أُرسلت جبهة النصرة -التابعة لتنظيم القاعدة- إلى سوريا للانضمام إلى الحرب هناك، تحت قيادة أبو محمد الجولاني.
وبعد قرابة العام، ألقى البغدادي خطابًا بعنوان “بشِّروا المؤمنين: إعلان الدولة الإسلامية في العراق والشام”، أعلن فيه أن جبهة النصرة تعمل كامتدادٍ لـ”الدولة الإسلامية في العراق” في سوريا. وحَّد الجماعتين تحت اسم جماعة جديدة “الدولة الإسلامية في العراق والشام” التي باتت تعرف باسم (داعش).
لكن الخطاب أغضب أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الذي لم يرغب في التخلي عن السيطرة على جبهة النصرة. وحاول إعادة اسم جبهة النصرة وانتمائها إلى جماعته. واستمر النزاع ونشبت حرب دعائية بين المجموعتين أدَّت إلى العنف والانفصال. في 2 فبراير 2014، نأتِ القاعدةُ رسميا بنفسها عن داعش.
وهكذا، أعلن المتحدث باسم داعش أبو محمد العدناني في 29 يونيو أن جماعته سيُطلق عليها الآن اسم الدولة الإسلامية (داعش)، وأنه تم إنشاء خلافة، وأن البغدادي هو خليفة التنظيم. وفي اليومِ نفسه، نشر التنظيم شريط فيديو قويًّا ورمزيًّا قام فيه العدناني وأبو عمر الشيشاني -قائد التنظيم في سوريا- بهدم حدود سايكس-بيكو بين العراق وسوريا، ما يوضِّح أن الحدود التي فرضها الاستعمار لم تعد قائمة.
في 1 يوليو 2014، أصدر البغدادي رسالة صوتية بعنوان “رسالة إلى المجاهدين والأمة الإسلامية في شهر رمضان”. أعلن في الرسالة عن عهدٍ جديد “انقسم فيه العالم إلى معسكرين وخندقين: معسكر الإسلام والإيمان ومعسكر الكفر والنفاق”. وقال: “أيها المسلمون في كل مكان.. لديكم دولة وخليفة لذا هلمُّوا إلى دولتكم”. وأضاف أنه في هذه الدولة “العربي وغير العربي، الأبيض والأسود، الشرقي والغربي كلهم إخوة”، ويمكنهم العيش معًا تحت راية الإسلام، ودعا جميع المسلمين إلى القدوم إلى “الدولة الإسلامية”، مؤكدًا أنه واجب. ومدّ دعوته إلى العلماء والقضاة والأطباء والمهندسين والأشخاص ذوي الخبرة العسكرية والإدارية والخدمية.
في 4 يوليو 2014، نُشرت رسالة فيديو بعنوان “تغطية حصرية لخطبة الجمعة والصلاة في المسجد الكبير في الموصل”، حيث ظهر البغدادي للجمهور للمرة الأولى. وفي الأشهرِ التالية، عزَّز تنظيم داعش ووسع مكاسبه الإقليمية في جميع أنحاء سوريا والعراق. وفي الوقتِ ذاته، بدأ يتلقى بيعات الولاء من المسلمين المتطرفين من شتى أرجاء العالم. ولمواجهةِ هذا التهديد، شكَّلت الولايات المتحدة “التحالف الدولي ضد داعش”؛ تحالفًا مع دولٍ غربية وإقليمية بشكلٍ رئيس في سبتمبر 2014. وبحلول نهاية عام 2015، توقف زخم التنظيم وشهد منتصف عام 2016 تراجعه.
أفول داعش
في 21 مايو 2016، أصدر أبومحمد العدناني الشامي خطاباً بعنوان “وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ” اعترف فيه بأن التنظيم كان على شفا الانحدار. لكنه قال إن فقدان التنظيم للأراضي لا يعني أنه قد انتهى:
“نعم، النصر هو هزيمة الخصم. أم هل أنت يا أمريكا تعتبرين الهزيمة هي مدينة أو أرض؟.. الهزيمة الحقيقية هي فقدان قوة الإرادة والرغبة في القتال”.
كان النصر -في نظر العدناني- يعني الالتزام بأسلوب التنظيم ومنهجه. وفي حين أن نجاحات تنظيم داعش كانت بتوفيق الله -وفقًا لرؤيته- فإن الخسائر كانت اختبارًا من الله للمجاهدين. وأشار إلى أن التعريف الغربي للنجاح والفشل يختلف اختلافًا جذريًّا عن تعريف تنظيم داعش له.
ثم ينتقل إلى تصويرِ الجهود العالمية للقضاء على تنظيم داعش باعتبارها حربًا ضد الإسلام. ومن ثم، فإن استخدام العنف ليس وسيلة للدفاع فحسب، بل يمكن تفسيره على أنه مسؤولية تنظيم داعش في الحماية. ووفقًا للمؤلفين، سيستخدم العدناني هذا التفويض، ومبدأ المعاملة بالمثل، لتبرير الهجمات على المدنيين في الغرب. وكلَّف المسلمين الذين يعيشون في الغرب بتولي المهمة، ووضعهم كعملاء خلف خطوط العدو. وشكَّل ذلك تناقضًا صارخًا مع الخطب السابقة التي طُلب فيها من المقاتلين السفرُ إلى أراضي التنظيم. والآن -مع انتهاء الخلافة على الأرض- ينبغي لأعضائها أن يغيروا تكتيكاتهم وتركيزهم، وأن ينفذوا هجمات إرهابية على الصعيد الدولي.
وبحلول عام 2018، فقد تنظيم داعش 98% من أراضيه بعد أربع سنوات من الضغط الشديد والمتواصل من قبل التحالف الدولي ضد داعش. في 21 أغسطس 2018، ألقى البغدادي كلمة بعنوان “وبشر الصابرين“. كان مزاج الخطاب حزينًا وكئيبًا، حيث دعا البغدادي مقاتلي التنظيم إلى التحلي بالصبر والالتزام والاتحاد في وقتِ “التمحيص“. وشدَّد على أنه خلال فترات المحنة فقط يتم تمييز المؤمنين الحقيقيين عن المدعين، حتى يمكن زرع بذور الانبعاث مرة أخرى. وأوضح البغدادي أن الالتزام الثابت بأهداف التنظيم هو وحده الذي يضمن بقاؤه ونجاهه في نهاية المطاف.
في 29 أبريل 2019، ظهر البغدادي للمرة الثانية والأخيرة في شريط فيديو. وفي الخطاب المعنون “في ضيافة أمير المؤمنين“، يطمئن أنصاره ويرد على منتقديه من داخل الجماعة، والوسط الجهادي العالمي الأوسع، مؤكدًا أنه لا يزال قائداً للتنظيم العالمي. ويوضح مؤلفو الكتاب أن البغدادي كان يصور نفسه على أنه زعيم مدرك تمامًا للتفاصيل الاستراتيجية والتنظيمية والسياقية الدقيقة للحملة المقبلة. وعقب ستة أشهر، قُتل. وكانت وفاته مؤشرًا لمرحلةٍ مدمرة لداعش.
الخلاصة
تولى خليفة البغدادي؛ أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، مقاليد الحكم خلال فترة من التراجع العميق. ورغم أن هذا الكتاب لا يتناول، للأسف، تسليم المسؤولية أو ما سيحدث بعد ذلك، فإن المؤلفين قاموا بعملٍ رائع لا تشوبه شائبة لتزويد القارئ بفهم عميق لمسار داعش. من خلال تحليل 15 نصًّا من النصوص التي تشكِّل علامات فارقة في مسيرته، ألقى المؤلفون الضوء على السمات الرئيسة للتنظيم بما في ذلك استراتيجيته وعقيدته ونهجه. وشرحوا كل شيء باستخدام المصادر الأساسية، ما وفَّر للقارئ العديد من نقاط التفكير والتأمل، سواء من حيث التحليل الاستراتيجي أو التاريخي للتنظيم.
* باحث في كلية الدفاع التابعة لحلف الناتو في روما