يبدو أن الجماعة التي يطلق عليها “ملحمة تاكتيكال” والتي لم تحظ بكثير من الاهتمام، يبدو أنها في نمو مستمر يوماً بعد يوم في سوريا. يشار إلى أن الجماعة قد تأسست في مايو 2016 بقيادة أبو رفيق كجناح مستقل، تدرب المتمردين والجماعات الجهادية في محافظات إدلب، بشمال غرب سوريا، وحماة، وحلب. ومؤخراً، برزت الجماعة بشكل واضح في إدلب، حيث قامت بتدريب العديد من الجهاديين، من بينهم جهاديين ألمان ووحدة النخبة في “هيئة تحرير الشام”، التي كانت تعرف في السابق باسم “جبهة النصرة” ممثل تنظيم القاعدة في سوريا. وتُعرف “ملحمة تاكتيكال” في وسائل الإعلام بأنها أول شركة مقاولات عسكرية خاصة للجهاديين. وفي عام 2017، أطلقت عليها مجلة فورين بولسي اسم “بلاكووتر الجهاد”.
وفيما يلي متابعة للمقابلة الأولى مع أبو سلمان البيلاروسي، القائد والمتحدث باسم الجماعة.
المحاور: لقد حدثت الكثير من التطورات منذ مقابلتنا الأخيرة معك. خسر تنظيم “داعش” معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها، والموقف في إدلب مرشح الآن للتصعيد في أي لحظة. ما رأيك في الشائعات التي تتردد عن أن روسيا وتركيا سوف يقسمان إدلب؟ هل تعتقد أن هذا قد يحدث بالفعل؟
أبو سلمان: أعتقد أن هذه مجرد شائعات، لا غير. هذا لن يحدث في رأيي.
المحاور: إذن، ما الذي سيحدث في إدلب؟ هل سيقوم جيش الأسد وحلفاءه بشن هجوم، أم لا؟
أبو سلمان: ربما يشنون هجومًا، لكن لا أعرف متى بالتحديد. إنهم يتقدمون ويبدو أنهم يُعدون جيشهم على الحدود لشن هجوم.
المحاور: ماذا سيحدث إذا وقع الهجوم؟ هل تعتقد أن المجاهدين سوف يتوحدوا؟ وهل ترى أن “هيئة تحرير الشام” ستتعاون مع الجماعات الأخرى؟
أبو سلمان: لا أعرف. في الحقيقة، المجاهدون متحدون بالفعل، ولا يوجد سوى “فيلق الشام”، وهي جماعة كبيرة، اختارت عدم الانضمام إلى “هيئة تحرير الشام”، التي تسيطر على معظم المنطقة هنا. أنا لا أتحدث عن عمليات “غصن الزيتون” أو “درع الفرات”. أياً كان الأمر، نحن مستعدون للقتال والدفاع عن أرضنا. أنا لا أعراف ولا يهمني ماذا سيحدث، ولكنهم يقصفون المدنيين كما تعلم، وهذا يحزنني.
المحاور: نعم، أدرك أن كثيراً من المدنيين قد يلقون حتفهم في حالة شن هجوم شامل. وإذا ما اطلعت على صفحة “ajaltamimi@” مؤخراً سترى أن هناك انقساما متزايدًا بين هيئة تحرير الشام وتنظيم “حراس الدين” التابع لتنظيم “القاعدة”. أعرف أنك تعاونت مع “هيئة تحرير الشام” من قبل. هل تقوم بتدريب “حراس الدين” أيضاً؟ ما رأيك في الخلافات القائمة بين هذه الجماعات؟ وما رأيك في جماعة “حراس الدين”؟ ما حجمها وما هي قوتها العسكرية؟ هل تفضل العمل لصالح “هيئة تحرير الشام” أم بإمكان جميع الجماعات الموجودة في إدلب الاستعانة بخدمات “ملحمة تاكتيكال”؟
أبو سلمان: في الوقت الحالي، نحن نعمل مع “هيئة تحرير الشام”، ولا نعمل مع “حراس الدين”. ولا أعرف حقاً الكثير عن الخلافات بين الجماعتين. ولكني لا أريد العمل معهم. نعمل نقوم فقط بتدريب المقاتلين من “الحزب الإسلامي التركستاني”، و”هيئة تحرير الشام” و”جيش العزة”.
المحاور: لماذا لا تقوم بتدريب حراس الدين؟
أبو سلمان: لا أستطيع أن أذكر السبب، لكن لا نرغب في تدريبهم.
المحاور: هل تعرف حجم القوة العسكرية لتنظيم “حراس الدين”؟ وأسلحته وعدد أفراده؟
أبو سلمان: ليس لديّ فكرة.
المحاور: لماذا لا ترغب في العمل مع “حراس الدين”، رغم أنه يوجد الآن اتفاق عام بين “هيئة تحرير الشام” و”حراس الدين”. هل يعود ذلك لأيديولوجيتهم؟
أبو سلمان: عذراً، لا أستطيع أن أخبرك السبب، نحن لا نريد أن نتسبب في أي فتنة (بين الجماعات المقاتلة). كل ما يمكن أن أقوله لك هو أننا لا نريد تدريبهم.
المحاور: أود أن أطرح عليك بعض الأسئلة الأخيرة عن “ملحمة تاكتيكال” كمنظمة، لو سمحت لي. هل قمتم بتعيين مدربين جدد خلال الستة شهور الماضية؟ من الذي يمكنه أن يتقدم لشغل وظيفة مدرب وما هي المتطلبات التي تحتاجونها منه قبل تعيينه؟ ما هو نوع التدريب الذي تقدمونه إلى جانب التدريب على الأسلحة؟ هل تقدمون تدريباً لمجموعات تكتيكية صغيرة، مجموعات أكبر، للقادة العسكريين، القناصة… إلخ؟
أبو سلمان: نعم، تم تعيين مدربين جدد. يجب أن يكونوا إخوة لديهم همّة عالية ويستطيعون العمل بجديّة وتقديم شيئاً لهذه الثورة. ويتعين أن تكون لديهم خبرات قتالية وأن يكونوا في حالة بدنية ممتازة.
نقدم تدريباً للمجموعات الصغيرة، ودورات على استخدام البنادق، ودورات خاصة على PKM (استخدام البنادق الآلية من طراز كلاشينكوف)، وRPG (قذائف آر بي جي). ولدينا أيضاً دورات للقادة الميدانيين للجماعات المسلحة. لكننا لا ندرب القناصة. قدمنا تدريبات مكثفة لبعض الجماعات مثل القوات الحمراء (قوات النخبة لهيئة تحرير الشام). ونقوم حالياً ببناء ميادين رماية احترافية جديدة. كما نقدم (برنامجاً) جديداً على طرق الاستخبارات وعمليات التسلل والتخريب داخل صفوف العدو. وحققنا بعض النجاحات في هذه المجالات مثلما حدث في قرية الترابية التي تقع في الجزء الشمالي من مدينة حماة.
المحاور: أود أن أطرح عليك بضع أسئلة قليلة عن المقاتلين الأجانب، لو سمحت لي بذلك. هل دربتم مقاتلين من هولندا أو بلجيكا؟ وإذا كان الأمر كذلك، ما رأيك في حماستهم واستعدادهم للقتال إذا اقتضى الأمر؟ وماذا عن المقاتلين من شمال أفريقيا؟ من تونس، وليبيا، إلخ؟
أبو سلمان: لا أستطيع أن أجيبك عن هذا السؤال، آسف لذلك.
المحاور: ليست هناك مشكلة، أتفهم ذلك. أمر أخير، سألتك منذ بضع أشهر مضت، بعدما أرسلت إليك هذا المقال إذا ما كانت هذه الشائعات صحيحة أم لا؟ وذكرت لي أنك أنت أبو رفيق نفسه، لكنك زورت شهادة وفاتك. (انظر لقطات الشاشة)
أبو سلمان: نعم، إنهم يعرفون.
المحاور: كيف عرفوا ذلك؟ لقد صدر المقال عن وسيلة إعلام روسية، هل هذا صحيح؟
أبو سلمان: نعم، زودهم جهاز الأمن الفيدرالي بالمعلومات ولقطات الشاشة من الوثائق.
المحاور: هل لأن جهاز الأمن الفيدرالي لا يزال يبحث عنك؟
أبو سلمان: نعم
المحاور: عندما أخبرتني بأنك أبو رفيق في أوائل ديسمبر 2018، لم أخبر أحداً سوى نيل هوير. ومرت أسابيع دون أن يشير أحد إلى هذا الشك مرة أخرى. ما الذي جعل الباحثون الغربيون يحققون في هويتك مرة أخرى؟
أبو سلمان: أنا نفسي لا أعرف. أول من أصدر بياناً عن هذا الأمر هي جهات موالية للروس.
المحاور: من تقصد تحديداً؟
أبو سلمان: قناة الجهاد (TV Jihad)، الموالية لجهاز الأمن الفيدرالي.
المحاور: ما رأيك في هذا التحقيق؟ هل يُعد هذا مقالا ًجديداً يُشكل تهديداً لك؟ هل تعتقد أن جهاز الأمن الفيدرالي والمؤسسة العسكرية الروسية ستكثف جهودها لتعقبك أنت والأعضاء الآخرين في “ملحمة تاكتيكال”؟
أبو سلمان: لا أعتقد ذلك، لا يمكنهم فعل ذلك- أعني تكثيف عمليات ملاحقتنا. ومع ذلك، هم دائماً يتعقبوننا. ولذلك، يتعين علينا توخي الحذر على الدوام.