يقدِّم جيمس سنيل؛ أحد الكتاب المساهمين باستمرار في موقع “عين أوروبية على التطرف” بعضَ المقتطفات من الكتاب الذي نشره حديثًا، والذي يعالج ضمن ما يعالج قضايا الإرهاب والتطرف.
يقول سنيل: نشرت مجموعة مقالاتي، بعنوان مساحة للإبداع (White Space)، في شهر نوفمبر الماضي. يجمع الكتاب مقالات من أكثر من نصف عقد من الزمان، معظمها عن الكتب. إضافة إلى تلك التي تتناول السياسة المعاصرة، خاصة ما يتعلق بالتطرف بجميع ألوانه.
ظهر العديد من المقالات في الكتاب، لأول مرة، هنا في موقع “عين أوروبية على التطرف”. هناك مراجعة لكتابين –الفريسة لآيان هرسي علي ونحن بيلينجكات لإليوت هيجينز– وسأعود إليهما لاحقًا. لكن أكثرها دلالة جميعًا هو مقال عن التطرف المحلي لليمين المتطرف الأوروبي والأمريكي. نُشر لأول مرة باسم “اليمين المتطرف والتثقيف الذاتي” في عام 2019، وركّز على سيكولوجية هؤلاء الفاعلين المحتملين للعنف، بقدر ما ركّز على أفعالهم.
كان الدافع وراء ذلك هو عدد من السنوات -التي لم تنته بعد- من التغطية المتسارعة والمتحمسة للتطرف اليميني المحلي في أوروبا وأمريكا. بعد انتخاب دونالد ترامب، وإلى حدِّ ما، التصويت في بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي، بدأ العديد من المعلقين من الصحافة الرئيسة في رؤية النازيين يختبأون في كل مكان.
لقد لاحظتُ أن المتطرفين والقتلة غالبًا يبدو وكأنهم لا يشتركون في أيديولوجية واحدة، بل في نظرةٍ عالمية. وهذه النظرة إلى العالم ترى عمومًا أنهم هم أنفسهم، أو الجماعات التي ينتمون إليها، تحت الحصار. لا يمكن رفع هذا الحصار إلا من خلال أعمال قوية، ربما عن طريق العنف، والأشخاص الذين لا يستطيعون أن يروا أن هذا ضروري -المعتدلون والسلبيون- هم إما مخادعون أو مخدوعون. ذلك أن المتطرف يعتقد أن أفعاله ضرورية لمواجهة الطبيعة الحقيقية للعالم، وليس لديه سوى ازدراء المجتمع السائد الذي لا يستطيع أن يرى ما يرونه.
كان الدافع وراء ذلك هو بعض التقارير، الجديدة في ذلك الوقت، حول جماعة النازيين الجدد البريطانية المحظورة الآن “العمل الوطني” (National Action). ويعتقد أن أعضاءَها كانوا يلتقون سرًا، في غرفٍ فوق الحانات حيث خططوا لقتل أعضاء البرلمان. ولاحظتُ أيضًا كيف ظهرت هذه الأفكار المضللة والخطيرة، لأول مرة، وكيف تم التعبير عنها. أنتج دليل التحرير لموقع “ذا ديلي ستورمر” (Daily Stormer) موقعًا للنازيين الجدد، أُطلق في عام 2013 مع عددٍ أكبر من المتوقع من المتابعين.
وتشير مقالاتٌ أخرى في الكتاب، إلى الحياة في ظلِّ تنظيم داعش في الرقة أو عن حقائق الحربين السورية والعراقية. وفي مقالٍ آخر نشرته في “موقع عين أوروبية على التطرف” أولًا، قدمت مراجعة لكتاب آيان هرسي «الفريسة» يشير الكتاب إلى أن النساء في أوروبا، وربما في المستقبل في أمريكا، معرضات بشكلٍ ملموس لخطر هجرة الرجال المسلمين المحافظين ثقافيًا، ويزعم أنه يوثق ارتفاعًا في العنف الجنسي، وفي عدم تمكين الإناث، وفي انخفاض وجود الإناث في شوارع المدن الأوروبية الكبرى.
كانت ادّعاءات هرسي علي مثيرة للجدل للغاية عندما نشرت لأول مرة -وتم تجاهلها أيضًا إلى حدٍّ كبير، إلا عندما أتيحت الفرصة للنقد- من قبل الكثير من الصحافة اليمينية التوجه. إخضاع هذه الادّعاءات للتحليل، والتشكيك في حجج هيرسي علي، التي كان لا بد أن تمر دون أن تكون مصحوبة ببياناتٍ لأن السلطات الحكومية المعنية لم ترَ من المناسب تقديم أيٍّ منها، كان أمرًا يصعب المشاركة فيه، ولكنه كان ضروريًا.
وأخيرًا، بعض التفاؤل. في عالمٍ من التطرف وعنف الدولة، لا يزال هناك بصيص أمل. إليوت هيجينز وكتابه «نحن بلينجكات» مثالان جيدان على كيف أن الثورة الرقمية لم تمكّن دائمًا الدول القمعية. إذ يمكن للمحققين المواطنين، عبر الاستعانة فقط بخرائط جوجل وبعض البراعة، إثبات الجرائم على الجناة وإحراج قادة العالم، وإرغامهم على الصمت.