يقول الخبير الإيطالي في أمن وآليات مكافحة الإرهاب، فاليريو مازوني، إنه يمكننا تعقب عدد لا يحصى من مجموعات الدعم الجهادي السرية عبر منصة تلغرام، إلى جانب القنوات الرسمية الجهادية العلنية. ويمكن القول إن هنالك وظائف متعددة لهذه الفئة من المجموعات الداعمة، بعضها متخصص في تغطية الأخبار حول الأحداث الجهادية في بلد واحد، مثل “مركز أخبار الإيمان”.
وهنالك مجموعات أخرى تهدف إلى التبشير عبر الإنترنت، من خلال آليات تشمل -على سبيل المثال- مشاركة اقتباسات “علماء الجهاد”، مثل أبو محمد المقدسي وأنور العولقي. ومن الملاحظ أن هنالك مجموعات أخرى تعمل كقنوات تعليمية لكل جانب من جوانب المسألة الجهادية.
إن تعقب مجموعات أنصار تنظيم الدولة الإسلامية ليس بالأمر السهل؛ فمسؤولوها يولون اهتمامًا كبيرًا للجانب الأمني من أجل الحفاظ على سرية الهوية لكل مدراء المجموعات. يتمكن مسؤولو القنوات الجهادية من الحفاظ على أمن مجموعاتهم من خلال استخدام برمجيات و”بوتات” تستطيع التحقق من المستخدمين الجدد الذين ينضمون إلى هذه القنوات. وتستطيع هذه البرمجيات بدورها تتبع المستخدم الجديد على المجموعات الأخرى، لمعرفة توجهات ذاك المستخدم من ناحية “المنهجية الإسلامية”، وبالتالي تحديد ما إذا كان “جاسوسًا” أو شخصًا غير جدير بالثقة.
وعندما يشك أحد مسؤولي المجموعات بأمر مستخدم ما، يقوم بإضافة حسابه إلى قائمة الحظر، الأمر الذي يعني حظره تلقائيًا من المجموعات الأخرى كافة التابعة للتنظيم ذاته. ونظرًا لهذه الإجراءات الأمنية العالية، يحرص مسؤولو المجموعات على عدم تجاوز كل قناة 200 مستخدم، الأمر الذي يعني تسهيل مراقبة ومعرفة خلفية كل المستخدمين في المجموعة الواحدة، وبالتالي تجنب التجسس عليها من قبل أطراف خارجية.
هنالك أيضًا قنوات توفر محتويات بلغات مختلفة، موزعة على قنوات مترابطة؛ فعلى سبيل المثال، يقوم أنصار داعش بترجمة البيانات الرسمية ونشرات “حرب الخلافة” إلى لغات عدة، وينشرونها على قنوات مختلفة، إلا أن المستخدمين يدركون ترابطها من خلال الرسومات والهياكل التنظيمية المتشابهة في كل مجموعة. تشمل الترجمات لغات عدة؛ مثل الإيطالية والفرنسية والإنجليزية والبنغالية والألمانية والتركية والروسية والبوسنية والألبانية وغيرها.
هل هذه القنوات مرتبطة بالهيكل الإعلامي للدولة الإسلامية؟ وهل هناك أي روابط مشتركة بين هذه القنوات؟ لا يمكننا الإجابة على ذلك في الوقت الحالي؛ فجميع القنوات المرصودة من قبلنا خاصة، ولا يمكننا معرفة المسؤولين أو حتى المستخدمين.
لكننا نعلم أن أجهزة الإعلام التابعة للدولة الإسلامية تتواصل مع القنوات الداعمة لها بشكل منتظم، وتحثها على اتباع المبادئ التوجيهية العامة للتنظيم، وترجمة المواد الأصلية المنشورة على المنصة الرسمية فقط. ومع ذلك، ما زلنا لا نعرف فيما إذا كانت هناك روابط مباشرة بين -على سبيل المثال- مسؤول قناة (Infos an Nur) وعضو في المكتب الإعلامي للدولة الإسلامية.
من أبرز القنوات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية هي (Ghulibati a Rum) و(Infos a Nur) و(Halummu and Ansarulhaqq)، وكذلك (Meydan) و(Al Bayynah).
وبفضل نشاط التتبع، يمكننا الاشتباه بوجود روابط مشتركة بين مجموعات دعم مختلفة. هنالك غرف دردشة، مثل (Men-10)، تتشارك روابط من حسابات إخبارية أخرى، وهذا يعني لنا الكثير عند تحليل المعلومات. على سبيل المثال، المستخدم (Martyr) دائمًا ما يشارك النشرات الخاصة بمجموعة (Infos an Nur)، وهذا يشير إلى أن هذا الشخص هو مسؤول المجموعة.
إن ما يثير الاهتمام هو أن غرف الدردشة، مثل (Men-10)، توفر كل المواد اللازمة لتحليل آلية عمل أنصار الدولة الإسلامية عبر الإنترنت، وهذا بالطبع يشمل نشرات وبيانات ومواد دعائية وتعليمية مترجمة إلى لغات عدة، وكذلك مقاطع فيديو وصوتيات محلية الإنتاج.
النص كاملًا للجزء الأول متوفر باللغة الإنجليزية هنا