التقى موقع “عين أوروبية على التطرف” باثنينِ من المؤلفين الثلاثة لمقال أكاديمي مهم صدر مؤخرًا بعنوان “فك ارتباطه بالجماعة المتطرفة ولكن لا يزال متطرفًا؟ مسارات الخروج من التطرف اليميني العنيف”. تحدثنا مع تيانا جوديتيا، وريان سكريفينسا، من كلية العدالة الجنائية في جامعة ولاية ميشيجن في الولايات المتحدة.
______________________________
* عين أوروبية على التطرف: لقد ركزت ورقتكم البحثية الأخيرة بعنوان “فك ارتباطه بالجماعة المتطرفة ولكن لا يزال متطرفًا؟” على مسارات نبذ التطرف، ولكن قبل أن نصل إلى ذلك، أردت أن أطرح سؤالًا حول المسارات المؤدية إلى التطرف. خلص البحث المعمق، مع تنظيم داعش، على سبيل المثال، أن الكثير من التغطية الإعلامية حول التطرف عبر الإنترنت مبالغ فيها، وتظل الشبكات الاجتماعية الشخصية أكثر أهمية بكثير. هل ينطبق هذا على اليمينيين المتطرفين، أم أن عالم الإنترنت هو مركز تجنيدهم الحقيقي؟
– المؤلفان: في الواقع، يواصل العديد من الباحثين والممارسين وصانعي السياسات إثارة أسئلة حول دور الإنترنت في تسهيل التطرف العنيف، سواء كان التركيز على الإسلامويين العنيفين، مثل ما يسمى بتنظيم داعش أو المتطرفين اليمينيين بشكلٍ عام. وعلى الرغم من أننا لم نتناول المسارات المؤدية إلى التطرف العنيف في دراستنا الأخيرة، فإننا أجرينا في دراسةٍ حديثة أخرى مقابلاتٍ معمقة مع متطرفين يمينيين سابقين -خاصة أولئك الذين شاركوا سابقًا في مجموعات “حليقي الرؤوس” العنصرية الكندية- حول تجاربهم على الإنترنت، أثناء تورطهم في التطرف العنيف.
ومن المثير للاهتمام أننا وجدنا أن هناك تفاعلًا بين عوالمهم على الإنترنت، والحقيقية/ غير المتصلة بالإنترنت -والشبكات على وجه التحديد- خلال مسارات العنف المتطرف. وللتوضيح، فإن التعرّض للمحتوى والأيديولوجيات المتطرفة العنيفة يحدث عادة بعد أن يوجههم “صديق”، يعرفونه في العالم الحقيقي ويثقون به، إلى مواد متطرفة عنيفة عبر الإنترنت. ومع ذلك، فإن الإنترنت هي التي سهّلت -في نهاية المطاف- عمليات التطرف العنيف، من خلال تمكين الأفراد من الانغماس في المحتوى والشبكات المتطرفة. وجدنا أيضًا أن شبكة الإنترنت كانت بوابة للأفراد للانخراط في أنشطة متطرفة عنيفة خارج الإنترنت، من خلال ربط الأتباع في عالم الإنترنت بالعالم الحقيقي. تسهل شبكة الإنترنت المسارات المؤدية إلى التطرف العنيف، وعوالم الفرد، داخل وخارج الإنترنت، هي المفتاح في فهم المسارات المؤدية إلى التطرف اليميني العنيف. وبالمثل، توصّل البحث إلى أن هذا هو الحال بالنسبة للمتطرفين الإسلامويين.
* عين أوروبية على التطرف: فيما يتعلق بالإرهابيين اليمينيين المتطرفين الذين يُلحقون أكبر قدر من الضرر، هل يميلون إلى أن يكونوا من جماعات وحركات منظّمة، أم أن الإرهاب الذي يأخذ شكل الذئاب المنفردة هو التهديد الرئيس من هذا الوسط الأيديولوجي؟
– المؤلفان: هذا سؤال مهم، لكنه ليس سؤالًا استكشفه بحثنا، بطريقةٍ منهجية على الأقل. لقد ركّز بحثنا على الأفراد الذين شاركوا سابقًا في مجموعات حليقي الرؤوس العنصرية العنيفة، إلى حد كبير في سياق كندي، ومدى انخراطهم في التطرف العنيف أو الإرهاب، أثناء مشاركتهم في مجموعات أو حركات منظّمة أو كذئاب منفردة، غير واضح بالنسبة لنا في هذه المرحلة.
ومع ذلك، فإننا نعترف بأن الجهات الفاعلة المنفردة تشكِّل بالفعل تهديدًا أمنيًا متناميًا لدى مسؤولي إنفاذ القانون والاستخبارات، ولكن البحوث التجريبية حول شدة هجماتها، مقارنة بنظيرتها التي تقوم بها مجموعات، أدّت إلى استنتاجات متباينة. وقد حاولت بعض الكتابات الحديثة حول هذا الموضوع -الصادرة من الولايات المتحدة- معالجة هذه التناقضات في أدبياتها.
وبشكلٍ عام، وجد المؤلفون أن هجمات الذئاب المنفردة من اليمينيين المتطرفين، والجهاديين في الولايات المتحدة، كانت مرتبطة بعددٍ أكبر بكثير من الضحايا (أي الإصابات والوفيات) من الجماعات المنظمة، ولكن عند النظر إلى الوفيات على وجه التحديد، كانت هجمات الذئاب المنفردة أكثر حدة بشكلٍ طفيف، من تلك التي تشنها الجماعات المنظمة. ومع ذلك، أظهرت دراسات أخرى أنه سواء كانت هجمات الجهات الفاعلة المنفردة أكثر حدة من هجمات الجماعات المنظمة من عدمه، فإنها أصبحت أكثر شيوعًا. والواقع أن هناك حاجة إلى مزيدٍ من البحوث لاستكشاف هذا التهديد الأمني المتنامي.
* عين أوروبية على التطرف: هل هناك أي أنماط في عوامل الدفع والجذب التي تسهم في تخلِّي الأشخاص عن التطرف اليميني العنيف، أم أنها عملية فردية للغاية، بحيث لا يمكن تعميمها بأي شكلٍ من الأشكال؟
– المؤلفان: بشكلٍ عام، وجدنا أنه لا يوجد شخصان يتبعان نفس المسار للخروج من التطرف اليميني العنيف، ولكن كان هناك عدد من عوامل الدفع والجذب المماثلة في كل حالة. على سبيل المثال، لم يترك معظمهم اليمين المتطرف لسببٍ واحد فقط، بل لعدة أسباب متداخلة، تتراوح بين ولادة طفل وعدم رغبتهم في سيره على خطاهم، إلى التعب والإرهاق من التورط طويل الأجل في التطرف العنيف، إلى خيبة الأمل من الحركة المتطرفة التي ينتمون لها (على سبيل المثال، الأيديولوجيات والجهات الفاعلة المتناقضة). والأهم من ذلك، سرد المشاركون في دراستنا بالتفصيل العديد من الاستراتيجيات الرئيسة التي ساعدتهم على فكِّ الارتباط، واقترحوا أن مزيجًا من كلٍّ منها لعب دورًا مهمًّا خلال العملية. وشمل ذلك قضاء بعض الوقت بعيدًا عن الحركة المتطرفة، ووضع مسافة مادية بينهم وبين المنتمين للحركة المتطرفة، مع تلقي دعم من الأسرة والأصدقاء، خلال مرحلة فك الارتباط، ووجود بدائل إيجابية. ومع ذلك، فهناك حاجة إلى مزيدٍ من البحث لفحص مدى تأثير هذه العوامل -وغيرها- خلال عملية فك الارتباك من التطرف العنيف.
* عين أوروبية على التطرف: ما مدى فعالية البرامج المصممة لتحقيق فك الارتباط في إخراج الأشخاص من التطرف العنيف؟
– المؤلفان: هذا سؤال سيستمر الممارسون، وصانعو السياسات، في محاولة الإجابة عليه. في حين أن دراستنا الأخيرة لا تتناول هذا السؤال على وجه التحديد، في دراسةٍ حديثة أخرى تنطوي على مقابلاتٍ معمقة مع متطرفين يمينيين سابقين، حول منع التطرف العنيف ومكافحته، وجدنا أن برامج فك الارتباط أو برامج الدعم الرسمية المصممة لتعزيز فك الارتباط من التطرف العنيف ربما ساعدتهم على ذلك.
وعلى وجه الخصوص، كان أولئك الذين قابلناهم يدعمون -إلى حدٍّ كبير- مبادرات ترك الجماعات المتطرفة، على الرغم من أنهم لم يكونوا متاحين لهم أثناء فك ارتباطهم. وعندما سُئلوا، على سبيل المثال، عما كان يمكن أن يكون أكثر فائدة لهم، خلال عملية فك الارتباط، أشار معظمهم إلى أن التواصل مع عضو سابق في الحركة كان يمكن أن يكون مفيدًا.
ومع ذلك، فعند مناقشة دور الأعضاء السابقين في هذا الصدد، كثيرًا ما أُشير خلال المقابلات إلى الحاجة إلى إنشاء منظومةٍ ما. وقد وصف ذلك بأنه (1) فريق من الأعضاء السابقين “ذوي المصداقية” و”المخلصين” الذين هم على استعدادٍ لبذل الوقت لمساعدة الآخرين على نبذ التطرف، و(2) مجموعة من أصحاب المصلحة الرئيسيين الذين يمكنهم مساعدة هؤلاء الأعضاء السابقين في مساعدة الأشخاص على نبذ التطرف، ويرجع ذلك -إلى حدٍّ كبير- إلى أن الأعضاء السابقين لا يستطيعون القيام بذلك بمفردهم.
وفي ضوء هذه الاقتراحات المفيدة لمساعدة المتطرفين على فكِّ الارتباط بالتطرف العنيف، لا يُعرف سوى القليل جدًا تجريبيًا عن فعالية الأعضاء السابقين في مجال منع التطرف العنيف ومكافحته، باستثناء الروايات المحكية والوصفية. لذا، فهناك حاجة إلى مزيدٍ من العمل على هذا الموضوع.
* عين أوروبية على التطرف: فك الارتباط عن التطرف اليميني العنيف لا يعني بالطبع أن هؤلاء الأشخاص قد تخلوا عن معتقداتهم المتطرفة: هل هذا مهم؟ هل يستمر هؤلاء الأشخاص في تشكيل خطرٍ على المجتمع؟
– المؤلفان: من المؤكد أن فك الارتباط عن التطرف اليميني العنيف -ويمكن القول عن الجماعات المتطرفة العنيفة بشكلٍ عام- لا يعني بالضرورة التخلي عن التطرف. والواقع أن معظم المتطرفين السابقين الذين قابلناهم وصفوا أنفسهم بأنهم غير منخرطين في جماعاتٍ متطرفة، ولكنهم ما زالوا متطرفين.
لقد تركوا التطرف العنيف، لكنهم يعتنقون وجهات نظر متطرفة في بعض النواحي، وبدرجاتٍ متفاوتة. في أحد طرفي الطيف، وصف عدد قليل من المشاركين كيف اتخذوا خطواتٍ نشطة لتخليص أنفسهم مما وصفوه بـ “وجهات النظر الإشكالية”، التي تضمنت بشكلٍ عام الاعتراف بالمعتقدات المتطرفة، وقمعها عند ظهورها. وفي الطرف الآخر من الطيف، أوضح نصف من أُجريت معهم المقابلات أنهم استمروا في تبني آرائهم المتطرفة، وتبريرها عند الضرورة. وقد انعكس ذلك في بعض سلوكياتهم بعد فك ارتباطهم بالتطرف العنيف، مثل الاستماع إلى موسيقى القوة البيضاء “white power music” ]الموسيقى التي تروّج لأفكار ومبادئ القومية البيضاء [وارتداء الملابس المرتبطة بها، فضلًا على الامتناع عن التفاعل مع غير البيض، وبناء علاقات معهم.
في الواقع، هذه عوامل خطر محتملة لإعادة الانخراط في التطرف العنيف، ولكن إلى أي مدى يمثل هؤلاء الأفراد خطرًا أمنيًا في المستقبل؟ غير معروف، ويتطلب استكشافًا في المستقبل.
* عين أوروبية على التطرف: هل يشير بحثكم إلى أن عملية إعادة تأهيل المتطرفين تلعب دورًا في فك الارتباط، أم أن هاتين الظاهرتين منفصلتان بشكلٍ عام؟
– المؤلفان: إن إعادة تأهيل المتطرفين وفك الارتباط بالتطرف العنيف يمثلان تحديًا حقيقيًا، حيث تتفاعل كلتا العمليتين معًا. ودراستنا تفصّل هذا التفاعل المعقد بين الاثنين، وكلاهما طويل، وغير خطي، ومستمر. ومن المثير للاهتمام، على الرغم من أنه قد يبدو من البديهي أن يترك شخص ما التطرف العنيف لأنه لم يعد يحمل معتقدات متطرفة، فإن دراستنا لم تجد سوى القليل مما يدعم هذا الأمر. وأفادت نسبة صغيرة فقط ممن أُجريت معهم المقابلات بأنهم كانوا يخضعون لإعادة تأهيل المتطرفين، وهم ما زالوا منخرطين في التطرف العنيف.
في الواقع، فك معظمهم ارتباطه بالجماعات المتطرفة العنيفة، في حين ظلت معتقداتهم المتطرفة كما هي إلى حد كبير، ما يشير إلى أن إعادة تأهيل المتطرفين لم تلعب دورًا رئيسًا في قرارهم بالمغادرة. وبدلًا من ذلك، كانت عوامل مثل المسؤوليات الأسرية الجديدة (أي إنجاب طفل)، وخيبة الأمل، فضلًا على الإرهاق العاطفي والجسدي، هي العوامل الأكثر تأثيرًا خلال عملية فك الارتباط.
قد تكون نتائجنا، جزئيًا، أحد أعراض عينة دراستنا، حيث شارك معظمهم -بشكلٍ كبير- في التطرف اليميني العنيف لفتراتٍ طويلة من الزمن. لذلك، فهناك حاجة بالفعل إلى أبحاثٍ مستقبلية لمعرفة المزيد حول مسارات الخروج من التطرف العنيف بشكلٍ عام، والتفاعلات بين تأهيل المتطرفين وفك الارتباط بالجماعات المتطرفة، على وجه التحديد.
* عين أوروبية على التطرف: هل هناك فرقٌ كبير بين المسارات التي يسلكها المتطرفون اليمينيون والإسلامويون المتطرفون لفك الارتباط بالجماعات المتطرفة؟
– المؤلفان: سؤال وجيه، هذا سؤال يقع على رأس قائمة الأولويات بالنسبة للكثيرين في سلطات إنفاذ القانون، ودوائر الاستخبارات. باختصار، لقد أُنجز بعض التقدم في هذا المجال، ولكن قاعدة الأدلة ضعيفة للغاية، خاصة بسبب صعوبة الوصول إلى المتطرفين الحاليين، والسابقين، ومن ثم إجراء مقابلات معهم.
ومع ذلك، فإننا نشهد أوجه تشابه واختلاف بين الاثنين. على سبيل المثال، فحصت بعض الأبحاث المسارات المؤدية إلى التطرف، وتلك المتعلقة بفك الارتباط منه، من خلال إجراء مقابلات مع المتطرفين الإسلامويين السابقين، والمتطرفين اليمينيين. وكما وجدنا في دراستنا الأخيرة، كشف المؤلفون عن مجموعةٍ متنوعة من المسارات لفك الارتباط بالجماعات المتطرفة العنيفة، فضلًا على عوامل معقدة تؤدِّي دورًا في عمليات فك الارتباط وإعادة تأهيل المتطرفين.
وتوصلت دراسة حديثة شملت مقابلاتٍ مع متطرفين إسلامويين، ومتطرفين يمينيين، إلى استنتاجاتٍ متشابهة. ولحسن الحظ، كشفت بعض الأبحاث الأخرى التي تنطوي على مقابلاتٍ مع جهاديين سابقين ومتطرفين يمينيين (وغيرهم) أن فك الارتباط المستمر عن التطرف العنيف ينطوي على “عوامل محبذة للاندماج”، أي روابط إيجابية مع المجتمع المدني. ويحدونا الأمل في أن يتمكن أولئك الذين قابلناهم، وغيرهم ممن هم بصدد نبذ التطرف العنيف بشكلٍ عام، من تطوير علاقات هادفة وإيجابية والحفاظ عليها.
* عين أوروبية على التطرف: هل المتطرفون “السابقون” يمثلون استراتيجية اتصالٍ مضادة فعّالة في إبعاد اليمينيين المتطرفين عن التطرف العنيف؟
– المؤلفان: إن السؤال حول الرسائل المضادة في مجال منع التطرف العنيف ومكافحته بشكلٍ عام، والمتطرفين السابقين في هذا المجال بشكلٍ خاص، مثيرة للجدل بين العديد من الباحثين والممارسين وصانعي السياسات. لم نستكشف دور المتطرفين السابقين في الرسائل المضادة في دراستنا الأخيرة، ولكن في دراسةٍ حديثة أخرى أجرينا مقابلاتٍ مع متطرفين يمينيين سابقين حول رأيهم بشأن كيفية منع التطرف ومواجهته.
وخلال هذه المقابلات، قال معظمهم إن الفاعل المحوري في مساعدة الأشخاص على ترك التطرف العنيف هم أولئك الذين لديهم خبرة مباشرة “موثوقة”. وتتحدد المصداقية في هذا الصدد بمقدار الوقت و”الطاقة العاطفية” التي يقضيها الفرد في التطرف العنيف. كما وصف من أجريت معهم المقابلات كيف أن تلقي رسائل مضادة من متطرفين سابقين موثوقين قد يكون عاملًا فعالًا في مساعدة الأشخاص على ترك التطرف العنيف، خاصة من خلال نقاشات فردية. لكن ربما الأهم من ذلك، أن العديد من المتطرفين السابقين الذين قابلناهم أكدوا أنهم كانوا مقاومين -إلى حدٍّ كبير- للرسائل المضادة، عندما كانوا منخرطين في التطرف العنيف، لا سيّما من أولئك الذين لم تكن لديهم ثقة كبيرة معهم، مثل مسؤولي إنفاذ القانون والناشطين المجتمعيين، على سبيل المثال لا الحصر.
وفي هذا الصدد، تشير دراستنا إلى أن الأشخاص أكثر ميلًا لتقبل ومناقشة معتقداتهم المتطرفة مع أولئك الذين يعرفونهم، ويثقون بهم بالفعل، والأهم من ذلك، عندما يكونون مستعدين لذلك. قد تُعقد مثل هذه المحادثات مع متطرفٍ سابق أو مع آخرين ممن يعتقدون أنهم لن يصدروا عليهم أحكامًا مسبقة.
* عين أوروبية على التطرف: ما الخطواتُ الأساسية التي يتعيَّن على الحكومات الغربية اتخاذها لمساعدة الأفراد في نبذِ التطرف اليميني العنيف؟
– المؤلفان: التطرف اليميني العنيف ظاهرةٌ معقّدة ومتعددة الأوجه، تسهم فيها كل من الظروف الفردية والاجتماعية. وعليه، يجب أن تكون مبادرات منع التطرف العنيف ومكافحته متعددة الأبعاد، وأن تستند إلى نقاط القوة والخبرة لدى مختلف القطاعات، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، منظمات المجتمع المحلي، وضباط الشرطة، وواضعي السياسات.
وبعبارةٍ أخرى، لا يمكن النظر إلى الجهود المبذولة لمكافحة التطرف العنيف، ومنعه، على أنها تقع على عاتق مسؤولي إنفاذ القانون أو الاستخبارات فقط. إنها قضية اجتماعية. ولذلك ينبغي لمسؤولي إنفاذ القانون إقامة شراكات مع مختلف منظمات المجتمع المحلي، ونشطاء حقوق الإنسان، والأكاديميين، وتبادل المعارف والأفكار لتعزيز و/أو تطوير مبادرات منع التطرف العنيف ومكافحته.
ولحسن الحظ، خصَّصتِ الحكومات الغربية بعض التمويل والموارد لحزمةٍ متنوعة من المبادرات التي ترتكز على منظور متعدد القطاعات للمساعدة في توجيه الأشخاص بعيدًا عن التطرف العنيف. ومن الأمثلة البارزة على ذلك منظمة الحياة بعد الكراهية، ومنظمة منع العنف، وغيرها. ولكن هذه مجرد قطرة في بحر، وكما أشار القائمون على العديد من المبادرات أنفسهم، فإن قياس فعاليتها يمثل تحديًا.
في الختام، يحدونا الأمل في أن تستمر هذه المبادرات في إبعاد الأشخاص عن التطرف العنيف، واحدًا تلو الآخر.
عين أوروبية على التطرف: شكرًا لكما على وقتكما.