توجه موقع عين أوروبية إلى الباحثة الألمانية ليندا شليجل لسؤالها حول رؤيتها للخطوة التي اتخذتها الحكومة الألمانية بتأسيس مدرسة تمول حكوميًّا لتخريج الأئمة للمساجد الألمانية.
تقول ليندا شليجل، المرشحة لنيل درجة الدكتوراه في جامعة جوته، والباحثة المتخصصة في الإسلام السياسي، إنه ولفترة طويلة “لم يكن هناك نسخة ألمانية خاصة للإسلام تراعي الخصوصية والسياق الألماني”. فلقد تلقى الأئمة في المساجد في ألمانيا تعليمهم في الدول الأجنبية ذات الأغلبية المسلمة، خاصة تركيا، حيث كان المدربون لا يعرفون سوى القليل عن الثقافة الألمانية أو السكان المسلمين في ألمانيا، وهي جالية كبيرة ومتنوعة تضم خمسة ملايين شخص (أي قرابة 6.5% من عدد السكان). وعلى هذا النحو، طورت التعاليم الدينية دون صلة بحياة المسلمين الألمان، وكافح الشباب المسلم على وجه الخصوص لإيجاد التوجيه الديني ذي الصلة في المساجد، ولجأوا في بعض الأحيان إلى شبكة الإنترنت، حيث يمكن للمتطرفين استغلال الأشخاص ذوي القابلية للتأثر السريع. وحتى عندما يكون الأئمة في ألمانيا هم أنفسهم من السكان المحليين، فإنهم غالبًا ما يتقاضون رواتبهم من الخارج.
الآن، للمرة الأولى، يوجد برنامج تعليمي للأئمة الألمان، يُدرّس باللغة الألمانية ويوجد مقره في ألمانيا، في مدينة أوسنابروك. يُموَّل البرنامج جزئيًا من قبل وزارة الداخلية، وهناك طلب عليه بصورة كبيرة مقارنة بباقي الأماكن المتاحة للتدريب، ما يشير إلى أن البرنامج يلبي حاجة محسوسة.
ولكن الأمر لا يخلو من مشكلات، حيث توضح شليجل ثلاثًا منها على وجه الخصوص. أولًا، يشارك 500 مسجد فقط من بين 2600 مسجد في ألمانيا في هذا البرنامج، حيث ترفض جميع المنظمات التي تقودها تركيا المشاركة، ما قد يشكك في قدرة المبادرة على الحد من النفوذ الأجنبي. ثانيًا، على الرغم من تمويل البرنامج التعليمي لمدة خمس سنوات، فإنه من غير الواضح أين يُفترض أن يعمل الخريجون، حيث لا يوجد هيكل مؤسسي على غرار “الكنيسة” للمسلمين. ثالثًا، صاغ بعض السياسيين مدرسة الأئمة من منظور مكافحة التطرف والانخراط النقدي مع الدين، ويبقى أن نرى ما إذا كان هذا التأطير يساعد هذه الجهود أو يضر بها.
تخلص شليجل إلى أنه في المجمل “تبدو هذه فكرة ومبادرة عظيمة”، ولكن هناك بعض القضايا التي يجب تسويتها لكي يحقق البرنامج التأثير المنشود.