تحذِّر روسيا منذ سنوات من التهديد الذي يشكِّله مقاتلو تنظيم داعش، الذين ينطلقون من شمال أفغانستان، على استقرار آسيا الوسطى. الجدير بالذكر أن روسيا ضامن أمني تقليدي في المنطقة، وتعمل مع جيران أفغانستان لتعزيز الدفاعات الحدودية، وتحسين قدرات مكافحة الإرهاب، مع السعي أيضًا لإقامة علاقاتٍ دبلوماسية مع طالبان. وتعمل هذه التدابير على التخفيف من التهديد الإقليمي لتنظيم داعش على المصالح الروسية، وتعزيز نفوذ موسكو السياسي في آسيا الوسطى. وفي هذا الإطار، تسترشد روسيا بتجربتها التاريخية مع الجماعات الجهادية في أفغانستان في التصدي للتهديدات التي يشكِّلها المسلحون على دول آسيا الوسطى، وحتى على الأراضي الروسية.
تلقي أفغانستان بظلالها في الوعي الاستراتيجي الروسي من خلال الذكريات المؤرقة للهزيمة الحاسمة للقوة العظمى السوفييتية، في أواخر الثمانينيات، على أيدي الإسلامويين. وما يضاعف من ذلك هو تذكر الصراع الذي يغذيه الجهاديون والتوغلات المسلحة في آسيا الوسطى في فترة التسعينيات. والآن، ومع عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان، اعتبارًا من أغسطس 2021، ورحيل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، هناك خطر من أن يحوِّل الجهاديون في المنطقة أنظارهم صوب جيران أفغانستان أو ربما حتى نحو روسيا نفسها. وتنظر روسيا إلى آسيا الوسطى باعتبارها مجالًا حاسمًا للنفوذ، وتسعى إلى اتخاذ تدابير لمنعِ تمدد هذه الجماعات، واحتواء التهديدات الناشئة عنها.
يمكن تحميل النسخة العربية كاملة من هذا الرابط