عرض: د. عمار علي حسن*
ينظر “الإخوان المسلمون” إلى رسائل حسن البنا ليس باعتبارها البيان التأسيسي للجماعة فحسب، شأنها في ذلك شأن أي جماعة حركية أو تنظيم، تؤمن بضرورة أن يكون لها إطار فكري جامع لأعضائها، أو نقطة مركزية تنطلق منها، إنما أخذت هذه الرسائل في أذهان الإخوان وأفهامهم ما هو أبعد من ذلك، وبما تعدى اعتبارهم لها شرحًا مسهبًا لفكرة مقدسة، إنما تكاد تكون “رسالة” أو “دعوة” دينية جديدة.
فالبنا يتوجه إلى كل من يرغب في الانضمام إلى جماعته قائلا: “أنت الآن أمام دعوة جديدة وقوم ناشئين يدعونك إلى العمل معهم، والانضمام إليهم، والسعي بجوارهم إلى الغاية التي هي أمل كل مسلم ورجاء كل مؤمن”. ربما ورود كلمة “مسلم” في السياق يحد من الإفراط في تأويل هذا القول على أنه ينصرف إلى دعوة، تأتي بعد دعوة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، لا سيما أن الجماعة وضعت كلمة “المسلمين” في اسمها، لكننا سرعان ما نجد قولًا آخر يبين أن البنا كان يسوق لأتباعه “رسالة”، وأن الأمر يتعدى معنى الدعوة أو تجديد الإبلاغ، إلى حديثٍ عن رسالة أخرى لجماعة خرجت إلى الدنيا بعد وفاة الرسول الكريم بأكثر من ألف وثلاثمائة سنة.
والعبارة الدالة على هذا الاستنتاج هي التي يقول فيها البنا: “تلك هي الرسالة التي يريد الإخوان المسلمون أن يبلغوها للناس، وأن تفهمها الأمة الإسلامية حق الفهم، وتهبُّ لإنفاذها في عزم وفي مضاء”. وسيقال إنه يقصد الرسالة هنا بمعنى أمر أو شيء عليه إيصاله، لا سيما أن البنا يعود ويقيد هذا لفظًا بوصف رسالته بأنها “لم يبتدعها الإخوان ابتداعًا، ولم يختلقوها من أنفسهم”، ثم يربطها بالقرآن والسنة، وأقوال الصحابة وأفعالهم.
لكن المشكلة أنه في التطبيق العملي أصبح لـ “نص” البنا أو مقولاته اليد الطولى على ما عداه من نصوص مؤسسة للإسلام. فكثيرٌ من الدراسات الميدانية التي اعتمدت على الملاحظة بالمشاركة وجدت أن أغلب الإحالات في الحِجاج الإخواني، والتربية، وجذب الأتباع وتجنيدهم تحيل إلى المؤسس الذي يأخذ لدى أتباع الجماعة ألقاب “المرشد” و”الإمام الشهيد” و”الأستاذ”، وتُنسب إليه أفعال هي أشبه بالخوارق أو الكرامات، ولا أريد أن أقول المعجزات، أو على الأقل شواهد على التفرد، الذي لا يؤتى إلا لخاصة الخاصة.
ويعود لفظ الرسالة مسيطرًا على إدراك البنا لما يطالب به، ويدعو إليه، ويطلب من أصحابه الامتثال له، والسير عليه، في سمع وطاعة، حين يقول: “وإن من واجبنا وفى يدنا شعلة النور وقارورة الدواء، أن نتقدم لنصلح أنفسنا وندعو غيرنا، فإن نجحنا فذاك، وإلا فحسبنا أن نكون قد بلغنا الرسالة وأدينا الأمانة، وأردنا الخير للناس، ولا يصح أبدًا أن نحتقر أنفسنا، فحسب الذين يحملون الرسالات ويقومون بالدعوات من عوامل النجاح أن يكونوا بها مؤمنين، ولها مخلصين، وفى سبيلها مجاهدين، وأن يكون الزمن ينتظرها والعالم يترقبها… فهل من مجيب؟”.
وفي موضعٍ آخر يخطاب الفرد الإخواني قائلا: “وأنت بانضمامك إلى هذه الكتيبة، وتقبلك لهذه الرسالة، وتعهدك بهذه البيعة، تكون في الدور الثاني، وبالقرب من الدور الثالث، فقدّر التبعة التي التزمتها وأعدّ نفسك للوفاء بها”، ثم ما يراه البنا من أن دعوته تمثل النور الإلهي: “واستجيبت دعوتنا، ويأبى الله إلا أن يتم نوره”.
ولعل الأمر يتجلى أكثر، وبشكلٍ لافت وفادح في آن، حين يشير البنا إلى دعوة محمد (ص) بأنها “السابقة”، حين يقول: “وتمثل الكتائب الإخوانية المرحلة من حياة الدعوة، وتنظمها رسالة المنهج سابقًا، وهذه الرسالة الآن”. فلفظا “السابقة” و”الآن” يشيان بمرحلتين زمانيتين، وهو إن لم ينسلخ من “الرسالة الأولى” تمامًا، ما يدل عليه اقتباس من آيات قرآنية في ثنايا رسائله، فإنه يعتقد في أن ما انتهى إليه، أو ما جاء على يديه، ربما يتعدى كونه مجرد قراءة عصرية أو جديدة في الرسالة المحمدية، بما يضعها في سياق زماني له شروطه ومتطلباته، التي تختلف عن تلك التي كانت في صدر الإسلام.
فالبنا يعود إلى تكرار الأمر أو تأكيده في سياق آخر من رسائله حين يقول: “إننا نتحرى بدعوتنا نهج الدعوة الأولى ونحاول أن تكون هذه الدعوة الحديثة صدى حقيقياً لتلك الدعوة السابقة”، ثم يعنون ما أقدم عليه بأنه “دعوتنـا في العصـر الحـديث”. فهنا تنجلي المسألة أكثر، فنحن وفق ما قال أمام “دعوة سابقة” و”دعوة حديثة”، حتى لو كانت الثانية “على نهج” الأولى، أو “صدى” لها. وحتى إن قال لكل فرد من أتباعه، أو الراغبين في الانضام إليه: “دعوتنا إسلامية، بكل ما تحتمل الكلمة من معان، فافهم فيها ما شئت بعد ذلك، وأنت في فهمك هذا مقيد بكتاب الله وسنة رسوله، وسيرة السلف الصالحين من المسلمين”، فالعبرة بما يتغلب في التطبيق العملي، والالتزام التنظيمي، وهل هو هذه الأصول الإسلامية من قرآن وسنة، أم ما خطه البنا وقاله وتركه، وما راكمه قادة الجماعة من بعده في نصوصها وأدبياتها، لا سيما سيد قطب، الذي أطلق نصًّا آخر في أذهان الإخوان، راح يتغلب بمرورِ الوقت على نص البنا نفسه.
وكما هو الإسلام، الذي يخاطب كلَّ العالمين، يتصور البنا أن دعوته هي إلى كل الأرض أيضا، فيقول: “نريد بعد ذلك ومعه أن نعلن دعوتنا على العالم، وأن نبلغ الناس جميعًا وأن نعمَّ بها آفاق الأرض، وأن نخضعَ لها كل جبار، حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم”. ويكرر الأمر نفسه في موضع آخر: “نحن لهذا نعمل على أن تصل دعوتنا إلى كل بيت، وأن يسمع صوتنا في كل مكان، وأن تتيسر فكرتنا، وتتغلغل في القرى والنجوع والمدن والمراكز والحواضر والأمصار، لا نألو في ذلك جهدًا ولا نترك وسيلة”.
ويمكن في هذا المقام أن نتوقف مرة عند مخاطبة البنا لتابعه: “اسمع يا أخي: دعوتنا دعوة أجمع ما توصف به أنها (إسلامية) ولهذه الكلمة معنى واسع غير ذلك المعنى الضيق الذي يفهمه الناس”، فهو هنا يجعل من “دعوة الإخوان المسلمين” حسب اللافتة العريضة التي رفعها، وحملها أعضاء الجماعة من بعده، مسار غير الذي يفهمه “عموم المسلمين”، وهذه مسألة تزعمها كل جماعة تطلق على نفسها “إسلامية” فهي حتي تبرر شرعية وجودها، لا بد أن تنظر إلى سائر المسلمين على أنهم لا يلتزمون بالإسلام، وأحيانا تجعلهم في جاهلية جديدة أو تكفرهم، ثم تزعم أنها هي التي تمثل “صحيح الإسلام”.
والبنا نفسه يتحدث عن جماعته بوصفها مسار بعث وإنقاذ، حيث يقول: “دعوتنا دعوة للبعث والإنقاذ”، ولهذا فإن أهلها عنده مختلفون عن سائر المسلمين، بل الفرد فيهم أقرب في مهمته إلى مهمة نبي الله يوسف، وهنا يقول لتابعه: “هذا ما أردتُ أن أتحدث به إليك عن دعوتنا وهو تعبير له تعبير، وأنت يوسف هذه الأحلام، فإن راقك ما نحن عليه فيدك مع أيدينا لنعمل سويًا في هذا السبيل”، ثم يمعن في جعل عضو الجماعة مختلفًا أو مميزًا، فيقول: “ونحب أن يعلم قومنا إلى جانب هذا أن هذه الدعوة لا يصلح لها إلا من حاطها من كل جوانبها، ووهب لها ما تكلفه إياه من نفسه وماله ووقته وصحته”. وقد يقال إن هذا مجرد مجاز، لكن الواقع يثبت أنه لم يكن كذلك، فعضو الجماعة العامل يمتلئ بإدراك اختلافه وتميزه، ويفرط في هذا الوهم إلى حد عميق وبعيد.
ويزيد البنا في رسم ملامح ما يعتقد أنها يجب أن تكون جماعة مغايرة لكل الجماعات التي تنشط في المجتمعات الإسلامية، ويراها هي الأرقى، والأولى بالإتباع، وهو ما يوضحه بقوله: “موقفنا من الدعوات المختلفة التي طغَت في هذا العصر، ففرقت القلوب، وبلبلت الأفكار، أن نزنها بميزان دعوتنا فما وافقها فمرحبا به، وما خالفها فنحن براء منه. ونحن مؤمنون بأن دعوتنا عامة محيطة لا تغادر جزءًا صالحا من أية دعوة إلا ألمت به، وأشارت إليه”. فهو هنا يجعل من جماعته هي مقياس أو معيار الحكم على الصالح والطالح، والحق والباطل، والمستقيم والمعوج.
والدليل على هذا الاستعلاء أو المغايرة أو جعل جماعة الإخوان هي التي تحدد “منطق الحق” هو ما يحذر به البنا غير الإخوان، حيث يقول له: “من رغب عن دعوتنا، زهادة، أو سخرية بها، أو استصغارًا لها، أو يائسًا من انتصارها، فستثبت له الأيام عظيم خطأه، وسيقذف الله بحقنا على باطله فيدمغه فإذا هو زاهق”؛ أي أنه هنا يرى أن جماعة الإخوان هي قبيل أو فصيل آخر، يدور الحق والنصر معه، ويؤكد هذا أيضا بقوله: “ولعلي أكون بذلك قد كشفتُ لك عن هذه الناحية من دعوتنا بما لا يدعها في نفسك ملتبسة أو غامضة، لعلك بعد ذلك عرفت إلى أي قبيل ينتسب الإخوان المسلمون”.
ووفق كتاب “الرسائل”، فإن البنا يتصور لدعوته خصائص أخرى غير اعتقاده في اختلافها عن بقية ما هو مطروح سواء عند عموم المسلمين أو أي جماعات تقوم وتنتظم بدعوى الدفاع عن الإسلام، ورفع رايته. فهي التي عليها أن تنهض بعبء ثقيل لا يقوم به غيرها، وهنا يقول: “تركة مثقلة: وهكذا أيها الإخوان أراد الله أن نرث هذه التركة المثقلة بالتبعات، وأن يشرق نور دعوتكم في ثنايا هذه الظلام، وأن يهيئكم الله لإعلاء كلمته، وإظهار شريعته، وإقامة دولته من جديد”.
أما عن هوية الدعوة فهي في نظره مصرية، فيقول: “فالمصرية أو القومية لها في دعوتنا مكانها وحقها في الكفاح والنضال”، كما “الشرقية لها في دعوتنا مكان”، و”العروبة أو الجامعة العربية لها في دعوتنا كذلك مكانها البارز، وحظها الوافر”. لكن دعوة الإخوان لم تلتزم بهذا التصور، حتى في أيام البنا نفسه، وذاب هذا الالتزام كثيرًا مع أفكار سيد قطب، وسيطرة التيار الذي يتبنى أفكاره على جسد الجماعة، وإمساكه بعنق التنظيم. فقد نظرت أفكار الجماعة إلى الأفكار التي تتحدث عن “الهوية المصرية” و”الهوية العربية” باعتبارها في وضع أو موقف مضاد لـ “الهوية الإسلامية” بالضرورة، وانجلى هذا الموقف مع خلاف الجماعة الحاد مع فكرة “الوطنية المصرية” التي تبناها حزب الوفد قبل يوليو 1952، ولهذا راح البنا نفسه يرفض الحزبية ويندد بها، ويطلب من أتباعه الذين كانوا ينتمون إلى حزب الوفد أن يتركوه، ويمضوا خلف الجماعة في مشروعها السياسي.
أما فكرة القومية العربية فقد صار الإخوان معها في عداء، واكب خلافهم العميق مع نظام جمال عبد الناصر، وقد حدا هذا بهم إلى بثّ أفكار من قبيل أن القومية فكرة مضادة للإسلام، وأن آباءها مسيحيون، وأنها اتجاه استعماري قصد منه منازعة مشروع الخلافة الإسلامية للدولة العثمانية.
ويصف البنا دعوته بأن لها اتصال بالسماء فيقول: “أخص خصائص دعوتنا أنها ربانية عالمية”، ويعود ليكرر بطريقة أكثر فيقول: “وكما أن دعوتنا هذه ربانية تدعو إلى هجر المادية ومقاومتها والوقوف في وجه طغيانها والحد من سلطانها والفرار إلى الله والإيمان به والاعتماد عليه وحسن مراقبته في كل عمل”. لكن هذا الوصف ظلَّ طيلة الوقت هو “المثال” الذي يبتعد الواقع عنه باستمرار الوقت، إذ سرعان ما تنصلت الجماعة تباعًا من نزوعها الروحي، وتنامت في أعطافها النزعة المادية بشقيها، المرتبط بالثروة والسلطة.
نعم يتحدث البنا عن الجانب الروحي في دعوته حين يقول “إن أول ما نهتم له في دعوتنا، وأهم ما نعول عليه في نمائها وظهورها وانتشارها هذه اليقظة الروحية المرتجلة”، لكن الرجل نفسه كان براجماتيًا إلى حدٍّ بعيد، وهو ما تدل عليه الكثير من الشواهد والشهادات والوقائع والحكايات التي تتناثر عنه، حتى في كتب الإخوان أنفسهم.
فالبنا نفسه يطلب تحقيق هدف الجماعة مهما كان فيقول “وألا نضع أنفسنا ودعوتنا التي وقفنا لها الدم والمال والحياة والأبناء وهي عندنا أمل الآمال في موضع يغل يدها، ويحول بينها وبين العمل لتحقيق أغراضها، والوصول إلى أهدافها”. في سبيل هذا تخلى الإخوان تباعا عن “الدعوة”، وساروا يبحثون، بل يلهثون وراء “الدولة”، وهو أمر لا يتأتى إلا بالتمكين، وأحد شروطه كثرة الأتباع، الذين هم بالنسبة للإخوان لا يقتصرون على الأعضاء العاملين، إنما أيضا المنتسبين والمتعاطفين، ودوائر الربط العام، وهنا يقول البنا: “ما شخص آمن بدعوتنا، وصدق بقولنا وأعجب بمبادئنا، رأى فيها خيرًا اطمأنت إليه نفسه، وسكن له فؤاده، فهذا ندعوه أن يبادر بالانضمام إلينا، والعمل معنا، حتى يكثر به عدد المجاهدين، ويعلوَ بصوته صوت الداعين”. وفي سبيل هذا يبدي البنا استعدادًا لفعل أي شيء في سبيل تحقيق هدفه، فيتوجه إلى خصومه، أو من يعتبرهم كذلك، فيقول لهم: “فإن ثرتم علينا ووقفتم في طريق دعوتنا، فقد أذن الله أن ندفع عن أنفسنا، وكنتم الثائرين الظالمين”. ثم يبين أن الهدف أكبر من “هداية الناس” أو “نشر الخير”، ليكون هو إقامة الدولة، فهنا يقول: “وإن كان عيدنا الحقيقي يوم تنتصر دعوتنا، وتنهض دولتنا”.
وهناك خاصية أخرى تشتمل عليها رسائل البنا، وهي تتعلق بالسير الأعمى خلف القيادة، بدعوى أنها تعرف أكثر، ولها حقوق متعددة، حيث يقول: “وللقيادة في دعوة الإخوان حق الوالد بالرابطة القلبية، والأستاذ بالإفادة العلمية، والشيخ بالتربية الروحية، والقائد بحكم السياسة العامة للدعوة، ودعوتنا تجمع هذه المعاني جميعًا، والثقة بالقيادة هي كل شيء في نجاح الدعوات”.
والخاصية الأخرى تتمثل في المسافة بين الوعد، وبين ما يتم فعلًا في الواقع، فالبنا يقول: “نحب أن نصارح الناس بغايتنا، وأن نجلي أمامهم منهجنا، وأن نوجه إليهم دعوتنا، في غير لبسٍ ولا غموض، أضوأ من الشمس وأوضح من فلق الصبح، وأبين من غرة النهار”، ويقول أيضًا: “قوة دعوتنا وحاجة إليها ونبالة مقصدنا وتأييد الله إيانا هي عوامل النجاح التي لا تثبت أمامها عقبة ولا يقف في طريقها عائق”.
لكن الفعل سار في طريقٍ أخرى. وسيقول قائل هنا: ماذا كان سيفعل الإخوان في وجه سلطة تتقصدهم؟ والإجابة في بساطة هي أن هذا التقصد لم يحدث إلا حين خرجت الجماعة عن مسلكها الدعوي، وصارت من المتصارعين على السلطة السياسية، وجعل هذا من أهدافها التي لا يمكنها التنازل عنها، وهنا يقول البنا: “ونحن لا نعلم دعوتنا ولا نتصور معنى لوجودنا إلا تحقيق هذه الأهداف”.
إن كثيرًا من الجماعات الدعوية والخيرية والروحية تُركت تؤدِّي دورها دون تضييق ولا مطاردة. وسيقول الإخوان هنا: إننا جماعة شاملة، ومن شمولها أن تنشغل بالسياسة، وتهتم بالوصول إلى السلطة. والإجابة: الإخوان لم يطرحوا أنفسهم منذ البداية حزبًا سياسيًّا، وهناك آراء مهمة وموثوقة تؤكد أن شمولية الإسلام، لا يجب أن تنهض بها جماعة واحدة، وليس عليها أن تزعم هذا، وأول من قال بهذا الرأي، أو أبرزهم، هو المستشار طارق البشري، رحمة الله، وهو ممن كانوا يؤمنون بـ “المشروع الإسلامي” في النهوض.
*روائي، وباحث في علم الاجتماع السياسي