شكَّل عام 2020 نقطة تحوّل في طريقة ارتباط الأفراد وتواصلهم مع بعضهم البعض. فلقد أدّت المخاوف الصحية بشأن تفشي فيروس كورونا أو “الفيروس التاجي” في جميع أنحاء العالم، إلى العزلة في المنزل لشهورٍ عدة، وأحدثت آثارًا اجتماعية وسياسية واقتصادية فاقمت حالة القلق والخوف. وصارت وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة الوسيلة الرئيسية للمناقشات الجماعية والتعامل مع الجائحة. وفي هذا الصدد، رصدت الدراسات الاستقصائية لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في مختلف الدول زيادة في استخدام المنصات الاجتماعية خلال فترة التباعد الجسدي في المنزل، ما مكَّن من إنشاء المجتمعات الإلكترونية وتعزيزها في جميع أنحاء العالم، حيث تفاعلت مجموعات من الأفراد ذوي الاهتمامات المشتركة مع بعضهم البعض على منصات الإنترنت المختلفة. في ظل هذا السيناريو، كيّفت الجماعات اليمينية المتطرفة دعايتها مع ديناميات الإنترنت الجديدة، التي أفرزتها الجائحة، التي تمثلت في ظهور أشكالٍ جديدة وواسعة النطاق من الاتصالات.
هذه الجماعات اليمينية المتطرفة لا تمثّل حركة متماسكة، ولكن كما حددتها “المديرية التنفيذية للجنة الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب”، “بيئة متغيّرة ومعقّدة ومتداخلة من الأفراد والجماعات والحركات التي تتبنى أيديولوجيات مختلفة ولكنها مترابطة، وغالبًا ما ترتبط بالكراهية والعنصرية تجاه الأقليات”. وعادة ما تشكِّل هذه الجماعات شبكة فضفاضة، وبلا قيادة وعابرة للحدود. ومع ذلك، فإن تطور المجتمعات عبر الإنترنت أثبت أنه وسيلة فعّالة لتنفيذ استراتيجياتٍ وتقنيات لنشر أيديولوجيتها، وزيادة الدعوات إلى العنف، وتعريض دور السلطات للخطر، وتجنيد أعضاء جدد. علاوة على ذلك، أسهمت منصات التواصل الاجتماعي “البديلة” (بمعنى غير السائدة) -مع قاعدة مستخدمين أصغر، وتطبيقات مراسلة مماثلة- في إنشاء وتوسيع المجتمعات عبر الإنترنت التي تعطي التماسك والملاذ الآمن للتطرف، من خلال تبني نظريات المؤامرة وأيديولوجيات اليمين المتطرف ونشر التضليل.
يمكن تحميل النسخة العربية كاملة بالضغط على الرابط
* يسعى موقعُ «عين أوروبية على التطرف» إلى نشرِ وجهاتِ نظرٍ مختلفة، لكنه لا يؤيد بالضرورة الآراء التي يُعبِّر عنها الكتّابُ المساهمون، والآراء الواردة في هذا المقال تُعبِّر عن وجهةِ نظر الكاتب فقط.