أنيمش رول*
على الرغم من أن ما يسمى بـ “خلافة الدولة الإسلامية” قد انهارت وتفككت في الشرق الأوسط، فإن أقوى فرع للتنظيم، وهو “داعش- ولاية خراسان” لا يزال صامدًا. ولا يزال يظهر وجوده العنيف في أفغانستان وباكستان، ويصمد بقوة في مواجهة الهجمات المتواصلة من جانب الحكومة وقوات طالبان المنافسة. ويحتفظ بصورةٍ واضحة بقدرته على تنفيذ هجمات بشعة متى شاء في العاصمة كابول، ومعاقل طالبان التقليدية في إقليم نانجارهار بشرق أفغانستان. ويشير هجومان وقعا مؤخرًا إلى عدم تراجع قوة التنظيم ونواياه الجهادية العنيفة. وقد أعلن مسؤوليته عن هجوم على جامعة في كابول أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 22 شخصًا في أوائل نوفمبر 2020. وفي هجوم مماثل في 24 أكتوبر 2020، استهدف التنظيم مركزًا تعليميًا خاصًا، ما أسفر عن مقتل قرابة 20 طالبًا معظمهم من طائفة الهزارة العرقية الشيعية في منطقة دشت بارشي في كابول. وقد أعاد التنظيم تأكيد ولاءه لزعيم تنظيم داعش الحالي أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، بعد مقتل أبو بكر البغدادي في أكتوبر 2019.
يهدف هذا المقال إلى تقييم العمليات الإرهابية الطائفية العنيفة التي يشنها داعش- ولاية خراسان وقدرته على الصمود في وجه فقدان قياداته والهجمات المسلحة ضده.
ظهور داعش- ولاية خراسان
ظهرت قاعدة الدعم الأوسع نطاقًا لتنظيم داعش، في أفغانستان وباكستان في المقام الأول؛ بسبب البيئة السياسية والاجتماعية المؤيدة للإسلامويين والاقتتال الداخلي بين مختلف فصائل طالبان. وفي يناير 2015، أعلن تنظيم داعش عن إنشاء فرع ولاية خراسان مع المنشقين عن حركة طالبان الباكستانية، وقادة مقاتلين مستقلين.
وتزامن هذا الإعلان مع التسجيل الصوتي الذي ألقاه المتحدث باسم داعش أبو محمد العدناني بشأن التوسع الجغرافي للتنظيم في مناطق في أفغانستان وباكستان. صدر هذا التسجيل الصوتي الشهير عن “الفرقان”، الجناح الإعلامي للجماعة في 26 يناير 2015، بعنوان “قل، موتوا بغيظكم!”. وذكر العدناني أن فرع داعش الجديد سيكون برئاسة القائد السابق في حركة طالبان الباكستانية حافظ سعيد خان، الذي أفادت التقارير أنه استوفى الشروط اللازمة ليصبح أميرًا لما يسمى بولاية خراسان. وذكرت أبواق الدعاية التابعة لداعش، مثل مجلة “دابق” (عدد رقم 7) أن مسلحين من أقاليم نورستان وكونار وقندهار وخوست وغزني وورداك وهلمند وقندوز ولوجار، وبالطبع نانجارهار، انضموا إلى التنظيم في أفغانستان. وكان العديد من المقاتلين الآخرين من مناطق باجور وأوراكزاي وكورام ووزيرستان وخيبر في باكستان قد انضووا تحت راية داعش-ولاية خراسان1.
ويهدف الفرع الجديد إلى نشر التوحيد والقضاء على الشرك، إلى جانب حملاته العنيفة للسيطرة على المشهد الجهادي في أفغانستان وباكستان. لذا، فقد نشر مخالبه عبر الدخول في تحالفات أو استمالة الجماعات المسلحة المحلية وقادتها.
وفي باكستان، كسب دعم الفصائل الطائفية مثل “عسكر جنجوي العلمي”، و”جند الله”، و”عسكر الإسلام”. وفي وقتٍ سابق، حشد الدعم الشعبي المتشدد من جماعات هامشية وأقل شهرة مثل “جبهة سعد بن أبي وقاص” (لوجار، أفغانستان) و”التوحيد والجهاد” (بيشاور). كما استغل تنظيم داعش الاقتتال الداخلي داخل إمارة أفغانستان الإسلامية التي تقودها طالبان. وقد أتاحت الأزمة داخل حركة طالبان فرصة لداعش لإعادة بناء شبكته في المنطقة وتوسيعها. وعلى الرغم من أن هذه التحالفات المسلحة لا تزال غامضة، فإن داعش-ولاية خراسان قد استغل بلا شك المنافسات الداخلية القائمة، باستخدام القوة المسلحة، واستمالة الشبكات المحلية.
وفي استعراض للقوة، شن تنظيم داعش-ولاية خرسان هجماته الأولى في جلال أباد، العاصمة الإقليمية لمقاطعة نانجارهار في أفغانستان، في 18 أبريل، ما أسفر عن مقتل أكثر من 33 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين خارج أحد المصارف عندما كان العاملون الحكوميون يستلمون رواتبهم. وللمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمن، تحدى داعش-ولاية خراسان بقيادة حافظ سعيد خان احتكار طالبان لعمليات العنف في أفغانستان. وخوفًا من أن تفقد الأرض، وأن ينشق جنودها، حاولت حركة طالبان التصدي لتوسع تنظيم داعش وتنامي قوته العسكرية وجاذبيته الأيديولوجية. بدءًا من هجوم أبريل 2015 في جلال أباد، واصل فرع ولاية خراسان شن هجمات عشوائية تستهدف إيقاع أعداد كبيرة من القتلى والمصابين في كابول وأفغانستان وكويتا وبيشاور في باكستان. كما أعلن مسؤوليته عن بعض الهجمات في جامو وكشمير الخاضع للإدارة الهندية، مثل الهجمات على ضباط الشرطة، قبل انقسام ولاية خراسان إلى ثلاثة أجزاء في مايو 2019.
طائفي حتى النخاع
أيديولوجية داعش-ولاية خراسان الأساسية موغلة في الطائفية، وقد خطط لشن حملة عدوانية في أفغانستان، حيث حوّل أسلحته ضد الأقليات، خاصة المسلمين الشيعة الهزارة ومؤسساتهم. وفي نوفمبر 2015، اختُطف سبعة من شيعة الهزارة، بينهم امرأتان وطفل، من منطقة جيلان في إقليم غزني وعثر على جثثهم في منطقة خاك في إقليم زابول الجنوبي. وعلى الرغم من الاعتقاد بأن التنظيم هو الذي يقف وراء الهجوم، إلا أنه لم يعلن مسؤوليته.
في 23 يوليو 2016، قُتل أكثر من 80 شخصًا، وشُوه العديد منهم، في هجوم انتحاري مزدوج على مجتمع الهزارة في ميدان ديه مازانج في كابول. وللمرة الأولى، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم، الأمر الذي سلّط الضوء على توطيد التنظيم ومكانته في الدولة. ووصف أبو عمر خراساني؛ أحد القادة البارزين للتنظيم في أفغانستان، هجوم كابول بأنه انتقام من دعم بعض الشيعة الأفغان لنظام بشار الأسد في سوريا، بمساعدة من إيران. وفي حديثه إلى وسائل الإعلام، هدد خراساني بشن المزيد من الهجمات قائلاً إنه “ما لم يتوقفوا (الهزارة) عن الذهاب إلى سوريا، ويتوقفوا عن كونهم عبيدًا لإيران، فإننا بالتأكيد سنواصل مثل هذه الهجمات”.
في أواخر ديسمبر 2017، أسفر هجوم انتحاري على المركز الثقافي الشيعي في كابول عن مقتل قرابة 40 شخصًا وإصابة العديد بجروح. وأعلن تنظيم داعش، من خلال وكالة أنباء “أعماق” التابعة له، مسؤوليته عن الهجوم. وزعم أن المركز كان مركزًا شيعيًا بارزًا ترعاه وكالات إيرانية، ويُستخدم كمركز لتجنيد الشيعة الأفغان في “فرقة فاطميون” (جزء من حزب الله في أفغانستان) الذين شاركوا في الحرب الأهلية السورية ضد تنظيم داعش. وفي وقتٍ سابق من شهر أكتوبر من ذلك العام، استهدف مقاتلو تنظيم داعش-خراسان أيضًا مسجد الإمام زمان الشيعي، الواقع في حي دشتي بارشي الغربي في كابول. أسفر الهجوم الانتحاري عن مقتل قرابة 30 شخصًا من شيعة الهزارة. وبعد بضعة أشهر من الهدوء، نفّذ التنظيم المزيد من التفجيرات الانتحارية التي استهدفت شيعة الهزارة، مرة أخرى في كابول. وفي 22 مارس 2018، قتل انتحاري تابع للتنظيم أكثر من 30 شخصًا قرب ضريح شيعي في كابول خلال يوم السنة الفارسية الجديدة (عيد النوروز). وأدانت الأمم المتحدة بشدة الهجوم المميت الذي وصفته بأنه “يستحق الشجب”.
وفي شهر أغسطس من ذلك العام، شن التنظيم هجومًا على مسجد صاحب الزمان في منطقة خواجه حسن في بلدة جارديز (إقليم باكتيا)، ما أسفر عن مقتل أكثر من 25 شخصًا، معظمهم من الشيعة. وإلى جانب تركيزه المستمر على العنف ضد الشيعة في أفغانستان، استهدف داعش أيضًا قوات طالبان، والقوات الحكومية، والتجمعات الانتخابية، والمؤسسات التعليمية، والمجمعات الرياضية في خوست ونانجارهار وكابول ومحيطها في عام 2018.
في عام 2019، وعلى الرغم من النكسات العديدة التي تعرّض لها التنظيم من حيث عمليات الاستسلام الجماعي وتصفية القيادات، نفّذ هجومًا قاتلًا آخر. في 17 أغسطس، استهدف انتحاري من التنظيم قاعة زفاف في حي شيعي في كابول، ما أسفر عن مقتل 63 شخصًا وإصابة أكثر من 150 آخرين.
إطلاق الحملة الحكومية
في أعقاب الهجوم، أطلقت الحكومة حملة منسّقة ضد تنظيم داعش-خراسان في أفغانستان، في محاولة لقص أجنحته العنيفة. أسهمت الحملة، التي اقترنت بمواجهات عنيفة مع طالبان في معاقله التقليدية في إقليمي نانجارهار وكونار، في تشتيت هيكل القيادة والسيطرة للتنظيم إلى حد ما. وقد دفع ذلك الرئيس الأفغاني أشرف غاني إلى الإعلان عن هزيمة داعش- خراسان في أفغانستان في نوفمبر 2019. وحتى المتحدث المركزي باسم تنظيم داعش المركزي أبو حمزة القرشي اعترف بالانتكاسات في أفغانستان في أواخر يناير 2020. وفي تسجيله الصوتي الذي وزعته قناة الفرقان للإعلام التابعة لداعش قال أبو حمزة “نناشد الإخوةَ، ونخص الإخوةَ في ولايةِ خراسان، اصبِروُا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون”.
ومع ذلك، فلم يدم الاحتفال السابق لأوانه بالهلاك الوشيك لتنظيم داعش- ولاية خراسان طويلًا. لقد سارع التنظيم بتنفيذ عددٍ من الهجمات المفاجئة في الدولة، في مارس ومايو 2020، مستهدفًا مدنيين وقوات الأمن. وفي 12 مايو، أسفر هجوم انتحاري شنه التنظيم خلال مراسم جنازة في إقليم نانجارهار الشرقي عن مقتل ما لا يقل عن 32 شخصًا، وإصابة أكثر من 60 آخرين. كما أسفر هجوم انتحاري آخر مزعوم على مستشفى للولادة في منطقة داشت بارشي في كابول في 12 مايو عن مقتل ما لا يقل عن 24 مدنيًا، بينهم أطفال. وفي وقتٍ سابق، في مارس 2020، دبّر التنظيم هجومًا منسقًا على دار عبادة للسيخ في منطقة شور بازار في كابول، ما أسفر عن مقتل أكثر من 25 مصليًا.
علاوة على ما سبق، شنّ التنظيم هجومًا مطولًا على سجن جلال أباد لتحرير قرابة 300 سجين تابعين له في أوائل أغسطس 2020. وعلى غرار الهجوم على السيخ في جوردوارا في مارس 2020، شارك في الهجوم على السجن ثلاثة مسلحين من أصل هندي، من بينهم أبو رواحه المهاجر الهندي، الانتحاري الذي فجّر البوابة الرئيسة لسجن جلال أباد في سيارة محمّلة بالمتفجرات.
ووثقت وسائل الإعلام التابعة لداعش الهجوم في نشرتها الأسبوعية العربية “النبأ” (العدد رقم 246) مع سرد تفاصيل دقيقة عن العملية. وذكرت مصادر إعلامية أفغانية أن 29 شخصًا لقوا مصرعهم وأصيب قرابة 50 في الهجوم. ومن المثير للدهشة أن الهجوم على السجن جاء في الوقت ذاته الذي فقد فيه التنظيم رئيس استخباراته، أسد الله أوراكزاي، الذي قُتل في عملية نفذتها القوات الخاصة الأفغانية في نانجارهار.
وفي استعراضٍ للقوة، أصدر تنظيم داعش- ولاية خراسان بيانات عدة ادّعى فيها وقوع هجمات على قاعدة باجرام الجوية الواقعة في شمال كابول في أوائل عام 2020. وفي 14 و16 أغسطس، استهدف التنظيم القاعدة الجوية بعبوات ناسفة بدائية الصنع وصواريخ كاتيوشا. كما زعم أنه أطلقت 16 صاروخ كاتيوشا في 18 أغسطس، استهدفت قصر الرئاسة الأفغاني ومناطق دبلوماسية في كابول. وفي وقتٍ سابق، تعرّض القصر الرئاسي لهجوم في مارس 2020 خلال أداء أشرف غاني اليمين الدستورية. ونُفذت هجمات مماثلة في 21 نوفمبر عندما أعلن التنظيم أنه أطلق صواريخ عدة على منطقة المنطقة الخضراء في كابول التي تضم القصر الرئاسي، وسفارات أجنبية، ومقر أجهزة الأمن الأفغانية.
صمود في وجه الضربات التي تستهدف القادة
منذ تأسيسه في 2015، فقد التنظيم خمسة قادة على الأقل، حيث تم القبض عليهم أو قتلهم على يد القوات الحكومية. والمثير للدهشة أن الخسائر في صفوف القيادات لم يكن لها تأثير كبير على عمليات التنظيم. والجدير بالذكر أن مقاتليه في أفغانستان هم مزيجٌ من المقاتلين المحليين والأجانب، ومعظم القادة والعقول المدبّرة هم مواطنون أجانب، لا سيما من أصل باكستاني، باستثناء الشيخ عبد الوهاب لوجاري من أفغانستان.
ومنذ مارس 2017، شنّت وحدات عسكرية أفغانية وأمريكية مشتركة هجومًا مضادًا ضد تنظيم داعش- ولاية خراسان بغية القضاء عليهم أو تهجيرهم من ملاذاتهم في نانجارهار والمناطق المجاورة. وفي ظلّ الحملات الهجومية المتواصلة والصراع على النفوذ مع حركة طالبان المنافسة، خسر التنظيم العديد من كبار قادته مثل حافظ سعيد خان، وسعد عمارتي، وعبد الرؤوف خادم، وجول زمان في السنوات الأولى.
ومع وفاة عبد الحسيب لوجاري في أبريل 2017، عانى التنظيم نكسة في وقتٍ كان يتعافى فيه على ما يبدو من فراغ في القيادة بعد سلسلة من عمليات الاغتيال التي استهدفت قياداته. وقد خلف لوجاري، الذي كان يعتبر منظّرًا ملهمًا للجهادية-السلفية، قادة مثل أبو سعيد باجوري، وسعد أرهابي (أبو سيد أوراكزاي)، وإسلام فاروقي (عبد الله أوراكزاي)، وجميعهم من باكستان. وعلى غرار الوضع الذي كان عليه في عام 2017 بعد وفاة لوجاري، واجه التنظيم أزمة قيادة مرة أخرى في أبريل 2020 مع اعتقال إسلام فاروقي.
ومع ذلك، وعلى الرغم من الفراغ القيادي، نجح التنظيم في شن هجمات عدة في كابول وأماكن أخرى في أفغانستان، ما أثبت قدرته العملياتية القوية وقدرته على الصمود. ومنذ أبريل 2020، ظهر على السطح اسمان كقائدين حاليين للتنظيم هما: الشيخ مطيع الله كموال وشهاب المهاجر. ولدى وكالات الاستخبارات الأفغانية معلومات حول دور المهاجر في الهجمات الأخيرة البارزة في أفغانستان، وتعتقد أنه هو زعيم التنظيم في أفغانستان في الوقت الراهن.
المسارات المستقبلية
تواصل القوات الحكومية الأفغانية، وإلى حد ما حركة طالبان، بذل جهود متضافرة لهزيمة شبكات تنظيم داعش- ولاية خراسان والقضاء عليها في الدولة. وحتى الوكالات الأمريكية اعترفت بدور طالبان في عرقلة توسع التنظيم في أفغانستان. ومع ذلك، اكتسب التنظيم على قوة ونفوذ هائلين في أفغانستان خلال السنوات الخمس التي قضاها في أحد أكثر مناطق الجهاد عبر الحدود الوطنية تحديًا، حيث نجح في استمالة مقاتلي طالبان الساخطين وغيرهم من المقاتلين الطائفيين. وحتى بعد الانخراط في حربين ضد طالبان والقوات الحكومية منذ إنشائه، أوجد التنظيم لنفسه ملاذًا في شرق أفغانستان المتاخمة لباكستان.
كما أثبت التنظيم جاذبيته الأيديولوجية وقدراته العملياتية من خلال تجديد كوادره وقوته العسكرية دون أي معوقات كبيرة. وبطبيعة الحال، فإن إعادة تجميع حركة طالبان الباكستانية المنشقة مؤخرًا قد تثني مقاتلي طالبان ذوي الرتب الدنيا عن الانشقاق في الوقت الحالي. ومع ذلك، فإن المسار المستقبلي للتنظيم سيعتمد على قدرته على الحفاظ على تحالفه مع الجماعات الطائفية الإقليمية مثل “جماعة الأحرار” أو “عسكر جنجوي” (باكستان) لتجديد كوادره المتناقصة وقوته العسكرية.
يرى بعض المحللين أن الدعم السري للدولة قد يكون السبب وراء قدرة تنظيم داعش-ولاية خراسان على الصمود، ولكن من الصعب إثبات صحة هذه الادعاءات. ومن المستبعد استنتاج أن التنظيم قد شارف على الهلاك في أفغانستان وباكستان، حيث أن جذوره راسخة في الديناميات المحلية، أكثر من كونها مرتبطة بالقضايا في سوريا أو العراق.
وعلى غرار حركة طالبان، ومختلف الجماعات الجهادية العنيفة في المنطقة، فإن القواعد الأيديولوجية للتنظيم في أفغانستان وباكستان سليمة ولا يمكن تدميرها بسهولة من خلال الهجمات العسكرية.
ويمكن القول، بغض النظر عن عمليات الاستسلام الجماعية، والخسائر في صفوف القيادة وغيرها من النكسات العسكرية في الماضي القريب، إن توفر المجموعة الكبيرة من المقاتلين الأجانب وكبار قادة طالبان المنشقين والمنضمين إلى جانبه من باكستان، وجاذبية المُثُل الأساسية للتنظيم في المنطقة، لا تزال تشكل عناصر أساسية لبقاء التنظيم وصموده.
* المدير التنفيذي لجمعية دراسة السلام والصراع بنيودلهي. متخصص في مكافحة الإرهاب، والتطرف الإسلامي، وتمويل الإرهاب، والصراع المسلح والعنف في جنوب آسيا. ويكتب بانتظام في موقعي “مراقبة الإرهاب” و”مراقبة القيادات المسلحة”، في مؤسسة جيمس تاون.
-ينوّه الكاتب بأن الآراء التي أعرب عنها في هذه الورقة هي آراء المؤلف، ولا تعكس بالضرورة آراء المركز العالمي أو الحكومة الهولندية”.
المراجع:
[1] “Wilayat Khurasan and the Bay’at from Qawqaz”, Dabiq, No 7, February 2015, p.34.