تهديد الرئيس أردوغان بطرد 10 سفراء أجانب، بمن فيهم سفير الولايات المتحدة من تركيا الأسبوع الماضي، بدا وكأنه خبر شديد الأهمية، بدا وكأنه أمر جلل وشيء خطير. لكن بعد مرور أسبوعٍ واحد، يبدو الأمر الآن مجرد حيلة من حِيَل العلاقات العامة التي تنتهجها تركيا ورئيسها أردوغان.
لقد اعتاد الرئيس أردوغان في كثيرٍ من الأحيان على مثل هذا التكتيك، أي إطلاق التصريحات العنترية، والتلويح بعصا غليظة كما كان يفعل تيدي روزفلت، ولكن لم تتحقق كل تهديداته، ومن الواضح أن هذا التهديد الأخير لم يتحقق أيضًا.
فلم يتم طرد السفير، بل وهناك اجتماع قادم بين أردوغان وبايدن هذا الأسبوع. وأعتقد أن المسألة برمتها، أي التهديد بطرد السفير الأمريكي، كانت بدافع تعظيم التنازلات التي يريدها من الرئيس بايدن قبل القمة المزمع عقدها هذا الأسبوع. فأردوغان يطمح إلى شنِّ عملية عسكرية جديدة في سوريا، للسيطرة على مدينة تل رفعت في الشمال السوري التي يزعم أنها موطن للانفصاليين الأكراد الذين فروا من عفرين ومناطق كردية أخرى في عام 2018.
لقد طلب أردوغان مرارًا وتكرارًا الضوءَ الأخضر للتوغل في الأراضي السورية، ولم يحصل على ذلك الضوء الأخضر بعد.