د. توماسو فيرجيلي**
عند الحديث عن التطرفِ في أوروبا، عادةً ما يقفز إلى أذهاننا الإسلام السياسي أو اليمين المتطرف، ونميل إلى تجاهل التهديد الذي يمثِّله اليسارُ المتطرف على مجتمعاتنا الديمقراطية الليبرالية، سواء من حيث جماعاته الهامشية المتطرفة، أو تواطؤه المتكرر مع الإسلاميين السياسيين المتطرفين. هذا التقارب يظهر من خلال تقاسم اليسار المتطرف مع الإسلام السياسي أوجه تشابه نظرية تَسِمُ جميعَ الأيديولوجيات الشمولية، ومنها مفاهيم اليوتوبيا، والميكيافيلية، والاستقطاب، هذه المفاهيم التي تقود إلى تحقيق الدولة النهائية المثالية المقدسة بأي وسيلة مشروعة أو غير مشروعة، بما في ذلك نزع صفة الإنسانية عن جميع الأعداء الذين لا يتبنون تلك الأفكار وإبادتهم(1).
لكن من جانب آخر، فإن الأفكار والمبادئ التي توصف بأنها يوتوبيا قد تختلف اختلافًا كبيرًا من أيديولوجيا إلى أخرى. وهذا في الواقع هو الحال بين اليسار الماركسي التقليدي، والإسلام السياسي، كون الأول ملحدًا وماديًا يضمر كراهية للأديان والمتدينين، إلى حد السعي عند الوصول إلى السلطة إلى القضاء بشكلٍ وحشي على الأديان واضطهاد المؤمنين(2).
اليسار الرجعي
ومع ذلك، فإن هذه السمات السابقة لم تعد تنسحب على اليساريين المعاصرين (ديمقراطيين وغير ديمقراطيين)، حيث باتوا يتحدون مع الإسلاميين تحت شعار خطاب ما بعد الاستعمار، ومناهضة الإمبريالية، وسياسات الهوية، والتعددية الثقافية. هذا هو الشكل الثاني من التقارب، الذي يصفه ماجد نواز (مسلم متطرف سابق يكافح التطرف) بأنه “اليسار الرجعي”:
«أسميهم يساريين رجعيين؛ لأنهم في الواقع عنصريون، ولديهم فقر في التوقعات بالنسبة للأقليات، حيث يعتقدون أنهم جميعًا متجانسون، ويعارضون بشكل أساسي قيم حقوق الإنسان. إنهم ساذجون ثقافيًا في نظرتهم إلى “الشرق” – وفي حالتي، الثقافة الإسلامية، يؤمنون بنظرية “الحتمية الثقافية”، وبينما يشكِّكون، وهم محقُّون في ذلك، في كل جانب من جوانب ثقافتهم الغربية “الخاصة” باسم التقدم، فإنهم ينتقدون المسلمين الليبراليين الذين يحاولون القيام بذلك داخل الإسلام، ويختارون الوقوف إلى جانب كل رجعي باسم “الأصالة الثقافية” ومناهضة الاستعمار»(3).
في السياقِ ذاته، ترى إلهام مانع؛ باحثة مسلمة وناشطة في مجال حقوق الإنسان ما يلي:
«يقول لنا كينان مالك إن اليسار المتطرف القديم فقد ببطء إيمانه بعالمية العلمانية، وأفكار التنوير الخاصة بالعقلانية والإنسانية. وبدلًا من ذلك، طفقوا يتحدثون عن التعددية الثقافية، وحقوق المجموعات، ورفضوا أفكارَ التنوير ووصفوها بأنها “تتمركز حول الذات الأوروبية”: جزء من مشروع أوروبي- أمريكي فُرض على شعوبٍ أخرى. وجادلوا على مدى عقود بأنه ينبغي على الجميع أن يكونوا متساوين رغم اختلافاتهم العرقية أو الإثنية أو الدينية أو الثقافية. والآن يروجون لفكرة أن الشعوب المختلفة يجب أن تُعامل بشكل مختلف بسببِ هذه الاختلافات على وجه التحديد»(4).
حالة بلجيكا، ومنطقه مولنبيك، سيئة السمعة -حيث تنشط العديدُ من الشبكات الإرهابية المتورطة في الهجمات الأخيرة- دليل على هذا التواطؤ. والجدير بالذكر أن عمدتها الاشتراكي الراحل فيليب موريو قد اتهم بأنه أقام نظامًا قائماً على المحسوبية وأطلق العنان للإسلاميين المتطرفين في مقابل الدعم الانتخابي(5). وقد ترسخ هذا الفهمُ، بصورةٍ مفزعة.
وعندما نشرتِ الصحفيةُ البلجيكية-المغربية هند فريحي مقالتها الشهيرة “مهمة سرية في مولنبيك”(6)، وكشفت فيها عالم الإجرام والتطرف، دعا موريو الأئمة المحليين لتوحيد جهودهم ضد الكاتبة بدلًا من السعي نحو معالجة هذه القضايا(7). وبالمثل، ذكر المؤلف والممثل الكوميدي والناشط في مجال الدفاع عن حرية التعبير سام توزاني -مسلم سابق ومواطن من مولنبيك- أن موريو منعه من الظهور في المراكز الثقافية العامة، بسبب إلحاده الصريح وانتقاده للنزعة الإسلامية المحافظة، وتيارات الإسلام السياسي(8).
نمط شائع
هذه ليست حوادثَ منعزلة، بل جزءًا من نمطٍ أكثر شيوعًا في شتى أرجاء أوروبا. فلقد كشف فيلم وثائقي صدر مؤخرًا في فرنسا بعنوان “الإسلاموية-اليسارية: خيانة الحلم الأوروبي”(9) العديد من الحوادث المشابهة. في إحداها، يكشف الفيلم خلال الجولة الثانية من انتخابات البلدية في ضاحية سارسيل التابعة لمدينة باريس، شن حزب اليسار المتطرف “فرنسا المتمردة” حملة ضد مرشح يسار الوسط وألقى بثقله خلف سامي ديباه(10)، مؤسس جمعية “معًا ضد الإسلاموفوبيا” (CCIF) والداعية السابق للتبليغ، وهي حركة إسلامية متشددة(11).
من المثيرِ للاهتمام، بشكل خاص، تحليلُ هذه الظواهر في ضوء التناقض الجوهري مع القيم اليسارية المفترضة مثل العلمانية، والحركة النسوية، وحقوق المثليين، ومناهضة رجال الدين، وتمزق الأعراف التقليدية، وما إلى ذلك. ولسببٍ ما، يبدو أن هذه تتوقف أمام أبواب الإسلام(12).
على سبيل المثال، ذكر فيليب فال، المدير السابق لمجلة “تشارلي إيبدو”، أن كثيرين من أفراد التيار اليساري زعموا أن الضحايا الحقيقيين ليسوا الصحافيين الذين تم اغتيالهم (قتلهم جهادي بسبب الصور الساخرة للنبي محمد)، بل المسلمين الذين “تعرضوا للإهانة” من قبل المجلة(13). والأمر المثير للدهشة، وهذا مجرد مثال من بين أمثلة كثيرة، أنه لم يتم توجيه أي اتهامات مماثلة عندما نشرتِ المجلةُ ذاتها صورة للمسيح المصلوب، وقد وُضع قضيب، بدلًا من الأنف، وخصيتان تغطيان عينيه(14).
وفي وقتٍ لاحق، شهدت مسيرة مناهضة للإسلاموفوبيا، نظمتها جمعية “معًا ضد الإسلاموفوبيا” المذكورة أعلاه(15) مشاركة العديد من الجماعات المتطرفة اليسارية بل والمنظمات النسوية(16) التي لم تجد غضاضة فيما يبدو في الاصطفاف مع الإسلاميين من مختلف المشارب، بما في ذلك الإمام المتشدد الذي أقر بأن المرأة يجب أن تطيع زوجها، ولا تترك منزل الزوجية دون موافقته، وتكون متاحة جنسيًا حسب احتياجاته(17). ومع ذلك، وعقب مضي بضعة أسابيع فقط، عطَّلَت مجموعة من حوالي 50 شخصًا ممن يزعمون أنهم “معادون للرأسمالية والفاشية”، عرضًا مسرحيًا يجسد قصة ميلاد المسيح لأطفال مدرسة ابتدائية في تولوز، وهم يهتفون “أوقفوا الفاشيين”(18). وبصرفِ النظر عمن يُعتبر الفاشيَّ هنا، فإن هذه الأمثلة تدفع المراقبين لافتراضِ أن بعض اليساريين يعتبرون أن الأطفال الذين يغنون في جوقة عيد الميلاد يشكِّلون تهديدًا أكبر للديمقراطية من الأئمة المتطرفين!
يعتبر العديد من اليساريين “التقدميين” أن إدانة الإساءات الجنسية وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث (التي يُشار إليها أحيانًا باسم “الانفصال” عن الحساسية الثقافية)(19) وتقليص المحاكم الشرعية لحقوق المرأة، أنها أمثلة على الإسلاموفوبيا(20). وفيما يتعلق بحقوق المثليين، نجد السلوك اليساري بالقدرِ ذاته من الغرابة. خلال “مسيرة فخر” للمثليين في لندن لعام 2017، رفع “مجلس المسلمين السابقين في بريطانيا”(CEMB) -مركز لمسلمين ارتدوا عن الإسلام- لافتاتٍ تقول “الله مثلي الجنس”. ولم تحاول الشرطة فقط إزالة اللافتات، بل إن منظمي المسيرة أنفسهم -إضافة إلى الوقوف إلى جانب المحتجين ضد رُهاب المثلية في الدول والمجتمعات الإسلامية- هددوا بمنع المجلس المذكور من المشاركة في المسيرة المقبلة(21). وقالوا: “إذا كان هناك أي شخص يشارك في مسيرتنا يجعل شخصًا ما يشعر بالنبذ أو التمييز أو الإهانة، فإنه يقوض المبادئ ذاتها التي نستند إليها. […] لن نتسامح مع الإسلاموفوبيا”(22).
في حادثةٍ أخرى، جرى إدانة مسيرة فخر للمثليين نظَّمَها صحفي يميني في حي تقطنه أغلبية مسلمة في استوكهولم (بنيّة صريحة لتحدي احتلال الإسلاميين للأماكن العامة)، ووصف بأنه “استفزازي ويعبر عن الإسلاموفوبيا” من قبل ناشطين مثليين ويساريين، بل إن أحد السكان المحليين، وعضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وصف المسيرة بأنها “إهانة” ضد المجموعة(23). وإذا كان من الممكن تفهم الانتقاد الموجه ضد المصالح السياسية الشخصية للمنظمين، فإنه يصعب تفهم انتقاد المسيرة نفسها. فليس خطيئة لا تغتفر على نشطاء الحقوق المدنية أن ينسوا عن وعي وبشكل انتقائي أن طبيعة هذه المظاهرات هي، في الواقع، تهدف لاستفزاز وتحدي أولئك الذين لا يقبلون بحقوق الناس وتنوعهم. ووصف أحدهم بالفعل مسيرة المثليين بأنها “استفزاز” و”إهانة” ضد “المؤمنين وحقوقهم”: كان ذلك هو حزب “فورزا نوفا”، الحزب الإيطالي للفاشيين الجدد الأكثر تطرفًا(24).
هذا مجرد غيض من فيض من الحكايات التي تعكس ظاهرة أوسع. كيف حدث أن قوى معارضة للتعصب بكل أشكاله، وجدت نفسها متحالفة مع أيديولوجيا دينية معادية للسامية، وكارهة للنساء وللمثليين؟ فلنكن واضحين هنا: اليمين المتطرف غير متسق أيضًا فيما يتعلق بشعاراته ومعاركه. فلقد استغل الموضوعات المتعلقة بالهوية والليبرالية في أجندة كراهية الأجانب.
الحاجة إلى بوصلة أخلاقية عامة
جميعُ هذه الأمثلة تثبت الحاجةَ إلى تبني بوصلة أخلاقية عامة. ذلك أن عرقلةَ احتفالٍ ديني هو سلوك يدلُّ على عدم التسامح، بغض النظر عن مرتكب الفعل والدين المعنيّ. كما أن التذرعَ بمفهوم “الاستفزاز” لمنع مسيرةِ المثليين، أو فرض الرقابة على النقد والسخرية من الدين، يعد تعصبًا، مهما كان التبريرات والجهات الفاعلة المتورطة في ذلك. إن السماح للمحاكم الدينية بتقليص حقوق المرأة المسلمة، هو بمثابة استحضار لمحاكم التفتيش، وهو عمل عنصري، أكثر من كونه مظهر مستنير للاحترام الثقافي(25). إن السماح بجرائم من أجل مواجهة “الإسلاموفوبيا”(26) هو عمل إجرامي وعنصري ومسيء للمسلمين.
وختامًا، فينبغي على المجتمعات توحيدُ جهودها لمكافحةِ التطرف بكل أنواعه وأشكاله. الإذعان اليساري الأيديولوجي والسياسي للإسلام السياسي لا يخدم الأصوات الليبرالية والتقدمية، في المجتمعاتِ المسلمة، التي تخوض في الوقت الحالي المعارك ذاتها التي كانت تشكِّل، في السابقِ، أكبرَ فخرٍ لليسار.
*يسعى موقعُ «عين أوروبية على التطرف» إلى نشرِ وجهاتِ نظرٍ مختلفة، لكنه لا يؤيد بالضرورة الآراء التي يُعبِّر عنها الكتّابُ المساهمون، والآراء الواردة في هذا المقال تُعبِّر عن وجهةِ نظر الكاتب فقط.
**باحث زائرٌ في مركز ويلفريد مارتنز للدراسات الأوروبية
المصادر:
1 Tommaso Virgili, ‘Three Ideologies’, European Eye on Radicalization (blog), May 27, 2019, https://eeradicalization.com/three-ideologies/. Cfr. Alexandre Del Valle, Verdi, rossi, neri. L’alleanza fra l’islamismo radicale e gli opposti estremismi (Torino: Lindau, 2009), 27–29. Hamed Abdel-Samad, Islamic Fascism (Amherst, New York: Prometheus Books, 2016), p.20.
2 Meduza, ‘An Internment Camp for 10 Million Uyghurs. Meduza Visits China’s Dystopian Police State’, October 2, 2019, https://meduza.io/en/feature/2018/10/01/an-internment-camp-for-10-million-uyghurs.
3 Sam Harris and Maajid Nawaz, Islam and the Future of Tolerance: A Dialogue, Cambridge, Massachusetts: Harvard Univ Pr, 2015, p.49.
4 Elham Manea, Women and Shari’a Law: The Impact of Legal Pluralism in the UK, London, New York: I B Tauris Academic, 2016, 45.
5 ‘Terrorisme. L’ancien bourgmestre de Molenbeek critiqué pour son laxisme’, Courrier international, November 17, 2015, https://www.courrierinternational.com/revue-de-presse/terrorisme-lancien-bourgmestre-de-molenbeek-critique-pour-son-laxisme.
6 Hind Fraihi, En immersion à Molenbeek, Paris: La Différence, 2016.
7 Annalisa Gadaleta, ‘KVAB 2017- Multiculturalism’, October 3 2019, https://www.youtube.com/watch?v=DZVTiFMqOww.
8 Personal interview
9 Islamoleftism. The Betrayal of the European Dream, https://www.facebook.com/IslamoGauchismes/
10 Mauro Zanon, ‘Un docu francese mostra la “santa alleanza” tra gauche radicale e islam politico’, Il Foglio, November 25 2019, https://www.ilfoglio.it/esteri/2019/11/24/news/un-docu-francese-mostra-la-santa-alleanza-tra-gauche-radicale-e-islam-politico-288100/.
11 Sylvain Mouillard and Bernadette Sauvaget, ‘Au Collectif contre l’islamophobie, de la suite dans les données’, Libération, April 3, 2016, https://www.liberation.fr/france/2016/04/03/au-collectif-contre-l-islamophobie-de-la-suite-dans-les-donnees_1443712.
12 Jacques Juillard, Qu’est-ce que c’est l’islamo-gauchisme ? ’, Le Figaro, August 26, 2016, http://www.lefigaro.fr/vox/politique/2016/08/26/31001-20160826ARTFIG00315-jacques-julliardqu-est-ce-que-l-islamo-gauchisme.php.
13 Zanon, ‘Un docu francese mostra la “santa alleanza” tra gauche radicale e islam politico’.
14 N. 1390, 13 March 2019. See https://www.facebook.com/1534071683508842/photos/a.1534184653497545/2269128120003191/?type=3&theater
15 AFP, ‘Le Collectif contre l’islamophobie, star clivante du feuilleton burkini’, L’Express, September 2, 2016, https://www.lexpress.fr/actualites/1/actualite/le-collectif-contre-l-islamophobie-un-role-clivant-dans-le-feuilleton-burkini_1826685.html. Anthony Cortes and Adrien Mathoux, ‘L’islamisme Derrière La Masque de Marwan Muhammad’, Marianne, 25 May 2018, https://www.pressreader.com/france/marianne-magazine/20180525/283154314326549.
16 ‘Islamophobie : plus de 50 personnalités de gauche appellent à manifester le 10 novembre’, Le Parisien, November 1, 2019, http://www.leparisien.fr/societe/plus-de-50-personnalites-appellent-a-manifester-contre-l-islamophobie-le-10-novembre-01-11-2019-8184738.php.
17 Giulio Meotti, ‘A Parigi va in scena l’islamobolscevismo’, Il Foglio, November 12, 2019, https://www.ilfoglio.it/esteri/2019/11/12/news/a-parigi-va-in-scena-l-islamobolscevismo-286182/.
18 David Brunat, ‘Crèche attaquée à Toulouse: «Pardonnez-leur car ils ne savent pas ce qu’ils font»’, Le Figaro, December 17, 2019, https://www.lefigaro.fr/vox/societe/creche-attaquee-a-toulouse-pardonnez-leur-car-ils-ne-savent-pas-ce-qu-ils-font-20191217.
19 Mythili Sampathkumar, The New York Times Is Refusing to Use the Term “Female Genital Mutilation, The Independent, April 25, 2017, http://www.independent.co.uk/news/world/americas/new-york-times-female-genital-mutilation-culturally-loaded-response-a7702221.html.
20 Julie Bindel, ‘Why Are so Many Left-Wing Progressives Silent about Islam’s Totalitarian Tendencies?’, UnHerd, April 3, 2018, https://unherd.com/2018/04/many-left-wing-progressives-protest-pope-silent-islams-totalitarian-tendencies-victims-cowardice-overwhelmingly-women/.
21 Pride Condemns Islamophobia after “Allah Is Gay” Row Breaks Out, PinkNews. Gay News (blog), July 17, 2017, https://www.pinknews.co.uk/2017/07/17/pride-in-london-condemns-islamophobia-in-allah-is-gay-row/.
22 Maryam Namazie, ‘East London Mosque Has Filed Formal Complaint about CEMB to Pride’, Council of Ex-Muslims of Britain – CEMB, July 14, 2017, https://www.ex-muslim.org.uk/2017/07/east-london-mosque-has-filed-formal-complaint-about-cemb-to-pride/.
23 Sweden Far-Right Plans Gay Parade in Mainly Muslim Area, December 20, 2019, https://www.aljazeera.com/news/2015/07/sweden-farright-plans-gay-pride-muslim-area-lgbt-150728180328656.html.
24 ‘Pompei. Forza Nuova: No al Gay Pride nella città della Madonna del Rosario, LaRampa.it (blog), February 19, 2018, http://www.larampa.it/2018/02/19/pompei-forza-nuova-no-gay-pride-citta-madonnaderosario/.
25 Manea, Women and Shari’a Law.
26 Rotherham Metropolitan Borough Council, ‘Independent Inquiry into Child Sexual Exploitation in Rotherham (1997 – 2013)’, August 29, 2019, https://www.rotherham.gov.uk/downloads/file/1407/independent_inquiry_cse_in_rotherham.