في 14 فبراير 1989، أصدر الزعيم السياسي لإيران، آية الله الخميني، فتوى جاء فيها:
“أود أن أبلغ جميع المسلمين البواسل في العالم… أن مؤلف الكتاب المعنون “آيات شيطانية”، الذي تم إعداده وطباعته ونشره ضد الإسلام والنبي والقرآن، وكذلك الناشرين الذين كانوا على علم بمحتوياته، قد أهدر دمهم. أدعو جميع المسلمين الغيورين إلى إعدامهم بسرعة، أينما وجدوا، حتى لا يجرؤ أحد على إهانة الإسلام مرة أخرى…”
بالإضافة إلى الفتوى، عرضت إيران أيضًا مكافأة قدرها عدة ملايين من الدولارات لاغتيال رشدي. واتضح فيما بعد أن مصدر الفتوى هو كليم صديقي (1931-1996)، المدير السابق لمعهد المسلمين المنحل.
لقد كانت قضية رشدي متشابكة في جوهرها مع شعور المسلمين البريطانيين، وكانت متجذرة في بريطانيا ودشنت بشكل أساسي المشهد الإسلاموي هناك، والذي نراه اليوم. يبحث هذا التقرير في تاريخ الإسلام السياسي في المملكة المتحدة: جذوره الأيديولوجية، والتحديات التي يشكلها على التماسك والقدرة على الصمود في وجه التطرف، وما هي مظاهره، وكيف يتم وينبغي التعامل معه.
يتجلى الإسلام السياسي في المملكة المتحدة في العديد من المنظمات المختلفة، ولكنها تنبع أساسًا من جماعتين مؤثرتين رئيسيتين. الجماعة الإسلامية القادمة من جنوب آسيا، وجماعة الإخوان المسلمين القادمة من الدول العربية. يهدف هذا التقرير إلى تقديم لمحة عامة عن جذور الإسلاموية ومظاهرها في المملكة المتحدة، والصعوبات التي تخلقها لمجتمعاتنا المسلمة، والسكان بشكل عام. يعتبر التقرير قضية رشدي نقطة انطلاق نظرًا لما كان لها من تأثير محفز على المجتمعات المسلمة في المملكة المتحدة، والصحوة التي وفرتها للمنظمات الإسلاموية.
يختار التقرير عددًا من المنظمات لمناقشتها بمزيدٍ من التفصيل كوسيلةٍ لإلقاء الضوء على المنظمات الإسلاموية المؤثرة في المملكة المتحدة، وبصورة عامة يمكن تقسيمها إما إلى منظمات متأثرة بالإخوان المسلمين أو متأثرة بالجماعة الإسلامية.
ويحدد التقرير عددًا من المواضيع التي تركز عليها المنظمات والأفراد المرتبطون بها، وهي كراهية مؤسسات الدولة للإسلام، والصراعات التي يُنظر إليها على أنها جزء من حرب غربية على الإسلام والتعليم الإسلامي. ويخلص التقرير إلى عددٍ من المشكلات التي تخلقها الإسلاموية في المملكة المتحدة، بما في ذلك خلق شعور لدى المسلمين بأنهم مهددون في المملكة المتحدة، لا سيّما التهديد من الدولة والشعور بأن العالم الغربي يقف ضد الإسلام على مستوى العالم. وهذا يغرس بذور الانقسام، ويجعل الأفراد أقل قابلية للاندماج في المجتمع، وأقل ثقة في غير المسلمين وفي الحكومة، وأكثر عُرضة للتطرف، ويسعى التقرير لتفنيد النظرية الأكاديمية التي يقوم عليها ذلك.
علاوة على ذلك، يتضمن هذا التقرير -ولكن ليس بالضرورة أن يندرج بوضوح ضمن نطاق المنظمات الإسلاموية- حركة خاتم النبوة. خاتم النبوة حركة طائفية في جنوب آسيا متأثرة بشدة بالمنظمات الإسلاموية؛ مثل الجماعة الإسلامية. وقد كان لها تأثير مدمر على طائفة محددة في المملكة المتحدة، هي الطائفة الأحمدية.
ونظرًا لأنها لا تندرج بسهولة في فئة المنظمات الإسلاموية، وعدم تركيزها على مبدأ “نحن” ضد “هم” الذي يثير القلق بين المنظمات الأخرى في المملكة المتحدة، فإنه يتم تجاهلها بسهولة، ولكن تأثيرها هي والمنظمات الأخرى التي تشاركها وجهات نظرها ربما تكون هي التي قادت إلى القتل نتيجة دوافع طائفية لأسد شاه في عام 2016. وينبغي مناقشة تأثير خاتم النبوة وتلك التي تشاركها الخطاب المعادي للأحمدية؛ ذلك لأنها تمثل جرس إنذار على تنامي التطرف في المملكة المتحدة
وختامًا، يمكن القول إن الهدف الرئيس من التقرير هو زيادة وعي القارئ ومعلوماته حول جذور الإسلاموية ومظاهرها في المملكة المتحدة.
يمكن تحميل النسخة العربية كاملة من هذا الرابط