• En
  • Fr
  • Es
لا توجد نتائج
استعرض جميع النتائج
عين أوروبية على التطرف
  • الرئيسية
  • عن موقعنا
    • من نحن
      • مجلس التحرير
      • المساهمون
    • رؤيتنا
  • تحليلات
  • آراء
    • آراء الخبراء
    • افتتاحية عين أوروبية على التطرف
  • التقارير
  • قراءات في التطرف
  • فعاليات
    • فعالياتنا
    • فعاليات حضرناها
  • المقابلات
  • فيديو
  • اتصل بنا
  • الرئيسية
  • عن موقعنا
    • من نحن
      • مجلس التحرير
      • المساهمون
    • رؤيتنا
  • تحليلات
  • آراء
    • آراء الخبراء
    • افتتاحية عين أوروبية على التطرف
  • التقارير
  • قراءات في التطرف
  • فعاليات
    • فعالياتنا
    • فعاليات حضرناها
  • المقابلات
  • فيديو
  • اتصل بنا
لا توجد نتائج
استعرض جميع النتائج
عين أوروبية على التطرف
لا توجد نتائج
استعرض جميع النتائج
الرئيسية تحليلات

تأثيرات الصدام الأخير بين إسرائيل وحماس في غزة على التطرف

22 يونيو 2021
في تحليلات
Assessing the Effects on Radicalism of the Latest Israel-Hamas Clash in Gaza
1٬626
مشاهدات
انشر في الفيسبوكانشر في تويتر

إيلي بار أون، و تومر باراك**

لا يوجد شيء جديد حول الصراع الأخير بين إسرائيل وحماس. ذلك أن الجماعة الإرهابية، التي تحكم غزة منذ عام 2007، دخلت مع إسرائيل في ثلاثِ مواجهات كبرى على الأقل: في أعوام 2008 و2012 و2014.

ومؤخراً، في مايو 2021، اندلع اشتباك عنيف آخر بين إسرائيل وحماس. ولكن هذا التصعيد الأخير كان مختلفًا، فلقد تلاقت ثلاث نقاط توتر مختلفة على الأقل هذه المرة في اشتباكٍ ضخم واحد: اشتباكات عنيفة ذات طابع ديني، تركزت في القدس بين المصلين الفلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية؛ وأعمال شغب عنيفة بين غوغاء يهود وعرب داخل إسرائيل؛ واشتباك عسكري عنيف بين التنظيمات الإرهابية في غزة -حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني- وإسرائيل.

ومع انقشاع غبار المعركة، يجدر بنا أن نحاول تقييم تأثير هذه الأحداث على تطور الإرهاب والتطرف في جميع أنحاء المنطقة، وكيف تنظر الجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسة إليها.

البداية

بدأت الاضطرابات في القدس في بداية شهر رمضان. ورغم أن تصاعد حوادث العنف خلال شهر رمضان ليس أمرًا غير عادي، فإن حوادث هذا العام كانت أعنف من سابقاتها. ودارت هذه الحوادث حول مواقع وسياقات عدة.

تظاهر الفلسطينيون في القدس الشرقية احتجاجًا على الإخلاء المتوقع لعددٍ قليل من العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جرّاح، بعد إجراءات قانونية استمرت عقودًا في المحاكم الإسرائيلية. واعترفت المحاكم بحقوق الملكية لأصحاب الأراضي اليهود، ولكنها قضَت أيضًا بأن الأسر الفلسطينية ستتمتع بحقوق المستأجرين المحميين في منازلهم ما دامت تدفع الإيجارات. لكن الأسر رفضت الدفع، وبالتالي كانت تواجه الإخلاء، وتلَت ذلك احتجاجات ضد الإخلاء الوشيك.

في الوقت نفسه، كان الشباب الفلسطيني ينشرون مقاطع فيديو لأنفسهم وهم يضربون رجالًا ينتمون لليهود الأرثوذكس. انتشرت مقاطع الفيديو هذه بشكل كبير، بل ووصفت هذه الظاهرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها “إرهاب التيك توك”. كما أدى قرار اتخذته الشرطة الإسرائيلية بوضع حواجز حول بوابة دمشق في البلدة القديمة في القدس، وهي مكان تجمع للفلسطينيين خلال شهر رمضان، إلى احتجاجاتٍ عنيفة لم تخف حدتها حتى بعد إزالة الحواجز.

واشتدت أعمال الشغب حيث اشتبك آلاف الفلسطينيين مع رجال الشرطة الإسرائيليين، وألقوا عليهم الحجارة وقنابل المولوتوف. وفي محاولة لاستعادة النظام في المجتمع، اقتحمت الشرطة المسجد الأقصى باستخدام تدابير مكافحة الشغب وحتى القنابل الصوتية. استمرت أعمال الشغب لبضعةِ أيام، وهيّجت الشعوب العربية والإسلامية في جميع أنحاء المنطقة.

 حماس تدخل على الخط

في احتفال إسرائيل بيوم القدس، في 10 مايو، أصدرت سلطات حماس في غزة إنذارًا لإسرائيل بسحب قوات الشرطة من المسجد الأقصى، ومن الشيخ جرّاح، بحلول الساعة السادسة مساء. وقالت حماس إن عدم الامتثال للإنذار النهائي سيؤدي إلى هجوم على إسرائيل. وبعد انقضاء الموعد النهائي بفترةٍ وجيزة، أطلقت حماس وابلًا من الصواريخ باتجاه إسرائيل، أولًا باتجاه القدس ثم إلى مناطق أخرى. وردّت إسرائيل بضربات عنيفة على الأصول العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي في غزة. وفي هذه المرحلة، لم تكن هناك طريقة لتجنب التصعيد. استمرت الأعمال العدائية لمدة أحد عشر يومًا.

وخلال هذه الحملة، أطلق مقاتلو حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين أكثر من 4,300 صاروخ على المدن والقرى في جنوب ووسط إسرائيل. كما حاولت حماس شنَّ هجمات بطائرات مسيّرة ضد أهداف مدنية، وعملية بحرية لإتلاف منصة غاز إسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط. معظم هذه الصواريخ والطائرات المسيّرة اعترضت من قبل نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي الفعّال، “القبة الحديدية”، أو سقطت في مناطق مفتوحة. وسقط المئات منها داخل قطاع غزة، وتسببت في وفاة العديد من الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال. ومع ذلك، نجحت عشرات الصواريخ في إصابة أهدافها المدنية في إسرائيل، ما تسبب في مقتل 12 شخصًا وإصابة مئات آخرين وإلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات. وردًا على ذلك، هاجمت إسرائيل مئات الأهداف العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، الواقعة في محيط مدني كثيف في غزة، ما أدى إلى وقوع أضرار هائلة، ووفاة قرابة 250 فلسطينيًا، وإصابة قرابة 2,000 شخص. وبعد 11 يومًا من القتال، تم وقف إطلاق النار بين الطرفين بوساطة مصرية.

هجوم حماس على إسرائيل شكَّل مفاجأة للإسرائيليين. وعلى الرغم من أن التصعيد المحسوب في غزة لم يكن يُنظر إليه على أنه سيناريو مستحيل في إسرائيل، فإن إنذار حماس والهجوم الصاروخي المكثّف الذي أعقب ذلك كانا أعلى بكثير من مستوى التصعيد مما كانت تعتقد إسرائيل أن حماس ستتورط فيه. وقبل ذلك بوقتٍ قصير، قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس تأجيل الانتخابات التشريعية التي أعلن عنها قبل بضعة أشهر فقط، ما اعتبرته حماس نوعًا من الضعف، تمامًا كما فسّرت رد السلطة الفلسطينية بقيادة عباس على الأحداث في القدس. وقررت حماس استغلال هذا الضعف وخلق واقع استراتيجي أفضل لنفسها، وفعلت ذلك ببدء حربٍ أخرى مع إسرائيل. هل كانت هذه المقامرة ناجحة؟ للإجابة عن ذلك، هناك بعض الجوانب المهمة التي ينبغي النظر فيها أولًا.

السياسة بوسائل أخرى

أولًا وقبل كل شيء، يبدو أن الهدف الرئيس لحماس في بدء الحرب كان وضع نفسها سياسيًا كمدافعة عن القدس، سواء داخل المجتمع الفلسطيني أو بين الجماهير العربية والإسلامية في جميع أنحاء العالم. وفي هذا الصدد، يبدو أن حماس راضية تمامًا عن النتائج حتى الآن. ومن الواضح أن إسرائيل لم تقبل شروط حماس في القدس في أي مرحلة من مراحل الصراع. ولكن هذا لم يكن أبدًا هدف حماس. فلقد حاولت حماس فرض معادلة جديدة، يكون لها فيها تأثير على الأحداث التي تجري خارج حدود غزة. وفي هذا الإطار، ارتفعت شعبية حماس في القدس ارتفاعًا هائلًا. وفي حين حاولت إسرائيل جاهدة في رسائلها فصل العملية في غزة عن الأحداث في القدس، أطلق جيش الدفاع الإسرائيلي على حملة غزة اسم “عملية حارس الجدران”، في إشارة إلى يوم القدس، الذي احتفل به في إسرائيل في اليوم الذي بدأ فيه التصعيد، وهو مؤشر واضح على الصلة التي رآها الإسرائيليون بين الأحداث التي جرت في القدس، وتلك التي وقعت في غزة. من جهتها، أطلقت حماس على الحرب اسم “معركة سيف القدس”، لعقد الصلة نفسها، ولا غرابة في ذلك، لأن تعزيز هذه الصلة كان السبب الذي دعاها لشن العدائيات في المقام الأول.

طوال فترة القتال، سعَت حماس لتأجيج الفلسطينيين في الضفة الغربية وتشجيعهم على الانضمام إلى القتال العنيف ضد إسرائيل، بينما كانوا يواجهون قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. وعلى الرغم من أن هذه الجهود لم تحقق سوى نجاح محدود، ولم تندلع انتفاضة ثالثة قط، فإنه كان هناك تصاعد ملحوظ في الهجمات الفلسطينية ضد المدنيين الإسرائيليين، وقوات الأمن الإسرائيلية على الضفة الغربية. وحتى الميليشيات التي تُحسب على السلطة الفلسطينية كانت تستعد لمواجهة إسرائيل. وفي حين أثبتت قوات الأمن الإسرائيلية وقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية فعاليتها في التعامل مع التيارات المتطرفة في الضفة الغربية، فلا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الاحتمالات الأسوأ ستقع لو استمر الصراع في غزة لفترة أطول. لكن الواضح هو أنه لا يوجد نقص في العناصر العنيفة التي قد تشارك في أي تصعيد مستقبلي في الضفة الغربية. ومن الواضح أن احتمال التطرف موجود، ولكن يبدو أن الغالبية العظمى من الفلسطينيين في الضفة الغربية يفضلون في الوقت الراهن الحفاظ على حياتهم المريحة نسبيًا.

بشكل عام، يبدو أن حماس اكتسبت نقاطًا عديدة على الساحة الفلسطينية الداخلية، ومن المؤكد أن شعبيتها السياسية قد ارتفعت، لا سيّما بسبب موقفها كمدافع عن القدس، وإحياء “القضية الفلسطينية” في المنطقة وحول العالم. ولكن هل يعني ذلك أيضًا أن الهجوم العسكري الذي شنته حماس على إسرائيل كان ناجحًا؟

التوزان العسكري

في حين أن قدرات الصواريخ لكل من حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين قد تحسنت بلا شك وبشكل ملحوظ، كما اتضح من العدد غير المسبوق من الصواريخ التي أطلقت باتجاه إسرائيل ومن مداها الأطول، فإن إسرائيل ما زالت تعترض معظم هذه الصواريخ. إضافة إلى ذلك، قضت إسرائيل على جزءٍ كبير من أحد أثمن الأصول العسكرية لحماس، شبكة أنفاقها الدفاعية، التي أصبحت تعرف باسم “مترو حماس”. وهذه الأنفاق هي أصل استراتيجي فريد من نوعه، تكلّف مبالغ طائلة واستغرق بناؤه سنواتٍ عديدة.

علاوة على ذلك، وجّهت إسرائيل ضربة قوية لقدرات حماس البحرية والجوية والسيبرية، وفي مجال البحث والتطوير. كما قُتل العشرات من مقاتلي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين في الغارات الإسرائيلية، على الرغم من أن معظمهم لم يكونوا من كبار القادة. ودمرت مئات المباني التي تضم أهدافًا عسكرية في غزة، التي كانت يستخدم العديد منها كمكاتب حكومية. وسوف يستغرق الأمر سنوات قبل أن تكتمل عملية إعادة إعمار غزة بنجاح.

خلاصة القول، حماس دفعت ثمنًا باهظًا جدًا لعدوانها، ربما أثقل بكثير مما كان يدور في خلدها عندما خاطرت بإطلاق تلك الصواريخ باتجاه القدس في 10 مايو.

هل كان الأمر يستحق كل هذا العناء؟ هذا يعتمد على من تسأل. وفي حين أن قادة حماس يظهرون ثقة بالنفس ويتصرفون كمنتصرين، فإن المناقشات الداخلية بينهم تدور بالتأكيد حول حكمة تحركهم العدواني. ولم يعد أمام الجمهور في غزة أي خيار آخر، فقد أظهر دعمه لحماس كما هو الحال دائمًا، ولكن من المؤكد أن مشهد الدمار الهائل في جميع أنحاء القطاع والمصاعب المتزايدة التي يتعين على سكان غزة تحملها بعد الحرب يشغل قيادة حماس. ومن المؤكد أن قيادة السلطة الفلسطينية شعرت بالارتياح لأن السلطة العسكرية لحماس قد دُمرت، على الرغم من أنهم يعرفون أيضًا أن حماس خرجت من الصراع بيدٍ عليا في السياسة الفلسطينية الداخلية. وفي حين تتمتع حماس بدعم لموقفها السياسي ضد إسرائيل، من غير المرجح أن يُنظر إلى عدوانها العسكري على أنه ناجح أو فعّال بين الفلسطينيين.

قلاقل داخلية

طوال الحملة العسكرية في غزة، نظمت حشود عربية في إسرائيل احتجاجات وأعمال شغب واسعة النطاق. وكان العديد من هذه الاحتجاجات عنيفًا للغاية، لا سيّما في المدن التي تضم سكانًا عربًا ويهودًا مختلطين. وأضرم المشاغبون العرب النار في السيارات والشركات التي يملكها اليهود، ونهبوا المنازل اليهودية، وخربوا الممتلكات الخاصة والحكومية، وهاجموا المواطنين اليهود. ورد المتطرفون اليهود بمهاجمة العرب، وتخريب الممتلكات العربية، وإن كان ذلك بدرجة أقل بكثير. وفي حين أن أسباب هذا الانفجار العنيف قد تكون متجذِّرة في التحديات القديمة للمجتمع العربي في إسرائيل، فإن توقيت الانفجار كان بلا شك مرتبطًا بالأحداث في القدس وغزة، وبالتالي سوف “يُنسب الفضل” لحماس في ذلك.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن أعمال الشغب الداخلية قد أزعجت معظم الجمهور الإسرائيلي أكثر بكثير مما أزعجه الصدام مع حماس. فلقد فاجأ حجم الأحداث العديدَ من الإسرائيليين، الذين ظلوا لسنواتٍ يشهدون اتجاهًا ثابتًا للاندماج العربي في المجتمع الإسرائيلي. والآن، تحطمت هذه الآمال، وأصبح هناك خوف من تجدد العنف في المدن التي تضم سكانًا يهودًا وعربًا مختلطين، الذين كانوا يمثلون نموذجًا للتعايش. ولا يزال المتطرفون من كلا الجانبين مستاءين للغاية، ويلومون بعضهم بعضًا على الأحداث. وحتى لو عمّ الهدوء من الآن فصاعدًا، سيستغرق الأمر وقتًا طويلًا قبل أن يندمل هذا الجرح. ومع ذلك، فإن غالبية العرب واليهود على حد سواء معتدلون ويطمحون إلى إعادة بناء الجسور بين “القبيلتين”، كما يسميها الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين. وهنا يكمن الأمل في إيجاد طريقة، مع مرور الوقت، لهزيمة التطرف داخل البلاد.

الوضع الإقليمي

كيف أثّر الصراع بين إسرائيل وحماس على اللاعبين الإقليميين الآخرين؟ دعونا نبدأ بأحدث أصدقاء إسرائيل في المنطقة، وأولئك الذين وقعت معهم اتفاقات سلام. وتتمثل الفكرة الرئيسة في هذا الصدد في أن القرارات الاستراتيجية التي اتخذها قادة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان لتطبيع العلاقات مع إسرائيل صمدت أمام أول تحد كبير لها. لقد عبر قادة هذه الدول عن دعمهم للقضية الفلسطينية، كجزء من قرار عربي، لكنهم لم يقطعوا العلاقات مع إسرائيل. وعلاوة على ذلك، عبّرت المملكة العربية السعودية رسميًا مرة أخرى عن التصور المعتاد لحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين كمنظمتين إرهابيتين، ما يبعث برسالة ضمنية للمنطقة والجمهور المحلي من هو المسؤول عن الأعمال العدائية.

في المجال العام في تلك الدول، يبدو أن هناك انتقادًا ضعيفًا جدًا لإسرائيل بسبب الهجمات على غزة. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أُطلقت حملات على شبكات وسائل التواصل الاجتماعي، إحداها تحت وسم “#حماس الإرهابية”، استخدمت لغة قاسية تجاه قادة حماس، وأشارت إلى جماعة الإخوان المسلمين، ما يشير بالتأكيد إلى معارضة قوية للتطرف في معظم دول الخليج.

وقد أثبتت مصر مرة أخرى أنها اللاعب الأكثر فعالية في المنطقة الذي لديه القدرة على التوسط لوقف إطلاق النار بين الجانبين. وبهذا المعنى، اكتسبت القيادة المصرية قدرًا كبيرًا من الاحترام خلال الحملة، وحسّنت علاقاتها مع الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس جو بايدن. ولا يوجد في الرأي العام المصري ما يدعوه إلى التعبير عن دعمه لحماس المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين: فمعظم المصريين يقفون ضد هذه الجماعات بعد ما رأوه من حكومة الإخوان، ولا تزال هناك فصائل متطرفة في المجتمع المصري نائمة حاليًا. وفي شبه جزيرة سيناء أيضًا، يبدو أن القوات المسلحة المصرية تمكنت أخيرًا من التخفيف من التهديد الناشئ من مقاتلي تنظيم داعش في المنطقة.

وعلى عكس ردود الفعل الصادرة من شركاء إسرائيل العرب الآخرين في المعاهدة، كان الوضع في الأردن أكثر تحديًا بكثير. فلقد وجهت سلسلة الأحداث التي وقعت في شهر رمضان في إسرائيل وغزة ضربة أخرى لعلاقات الأردن السياسية المهتزة مع إسرائيل. ومن أخطر المخاوف الذي يخشاها الأردن تضاؤل مسؤوليته عن الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس. وعلى الرغم من أن إسرائيل لا تزال تؤكد أن الوضع الراهن في الأماكن المقدسة لا يزال جيدًا، فإن أي حدث في القدس يثير حفيظة السلطات الأردنية. وعلاوة على ذلك، فإنه يؤجج الجمهور الأردني -سواء من أصل فلسطيني أو قبائل شرق الأردن- خاصة تنظيمات الإخوان المسلمين في المملكة.

ورغم مرور سبعة وعشرين عامًا على توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل والأردن، فلا يزال لدى الجمهور الأردني مشاعر قوية معادية لإسرائيل. وقد ساهمت الأحداث التي وقعت في شهر رمضان في تأجيج هذه المشاعر وفي رد فعل متطرف من الجمهور. وخلال أيام عملية غزة، نظمت مظاهرات كبيرة في جميع أنحاء المملكة، بما في ذلك بالقرب من السفارة الإسرائيلية، وعلى طول الحدود مع إسرائيل، ودعوات متجددة لطرد السفير الإسرائيلي وإلغاء معاهدة السلام. وحتى بعد انتهاء الأحداث، استمرت هذه الدعوات ضد إسرائيل، وأثيرت مرة أخرى المطالب بقطع العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، مع التركيز على اتفاق للغاز الطبيعي بين البلدين. ومع ذلك، فهناك جانب مشرق في التعاون الأمني الراسخ بين إسرائيل والأردن، سواء في منع عمليات التصعيد غير المرغوب فيها أو في تقليل خطر وقوع هجمات إرهابية عبر الحدود من الأردن إلى إسرائيل.

أما اللاعبان الإقليميان الآخران المثيران للاهتمام فهما تركيا وقطر، اللتين يُشار إليهما أحيانًا باسم “تحالف الإخوان المسلمين”. يستثمر كلا البلدين في الساحة الفلسطينية من حيث الرؤية الأيديولوجية- فحماس هي حركة تابعة للإخوان المسلمين- وكطريقة لتحقيق مصالحهما السياسية الأخرى في المنافسة الإقليمية على النفوذ ضد التكتل السعودي-الإماراتي.

وقد تكبدت الدولتان خسائر استراتيجية من جرّاء الأحداث الأخيرة. وكانت قطر لاعبًا رئيسًا في محاولة لتنفيذ استراتيجية لتحقيق الاستقرار في غزة من خلال إعادة الإعمار، وتبرعت بمبالغ ضخمة من المال لتحقيق هذه الغاية. وقد دمّرت المعركة الأخيرة في غزة العديد من المشاريع الممولة من قطر. وعلاوة على ذلك، تزعم إسرائيل أن حماس استغلت الأموال القطرية وحوّلت بعض تلك الأموال إلى حشدها العسكري، بعلم قطر. وتشير تلميحات إسرائيل إلى أن دور قطر في غزة قد يتقلص بشكل حاد في المستقبل.

من جانبها، استثمرت تركيا في القدس وتنافست لكسب المزيد من النفوذ في الحرم الشريف. وكان العملاء الأتراك مسؤولين، إلى حد ما على الأقل، عن تضخيم الاضطرابات في القدس. وفي أعقاب الأحداث الأخيرة، يبدو أن تركيا فقدت مكانتها في القدس. وفي حين لا يزال الأردن في نزاع مع إسرائيل، حافظ الأردن على مكانته كوصي على الأماكن المقدسة. وعلاوة على ذلك، تمكّنت قوات الأمن الإسرائيلية من الحد من النفوذ الأجنبي غير المرغوب فيه في المدينة، على الأقل في الوقت الراهن. وفي غزة أيضًا، لا يمكن أن يُنسب إلى تركيا أي شيء يتجاوز بعض الدعم الخطابي لحماس.

البُعد الإيراني

عند استكشاف آثار الصراع بين إسرائيل وحماس على التطرف في المنطقة، يبدوا أن أهم اللاعبين الإقليميين الذين يجب النظر إليهم هم إيران ووكلاؤها. لقد وضعت الأحداث إيران في مأزق. فمن ناحية، تُعتبر حماس حليفًا لإيران، والجهاد الإسلامي في فلسطين وكيل إيراني. وفي حال اندلاع حرب مع إسرائيل، من المتوقع أن تساعدهم إيران في القتال، حتى من دون إظهار تورطها المباشر. ومن ناحيةٍ أخرى، تجري إيران حاليًا مفاوضات استراتيجية معقدة للغاية مع الغرب بشأن برنامجها النووي، ولا تريد أن تعطي الغرب أوراق ضغط لربط أنشطتها الإقليمية الخبيثة بالمفاوضات النووية. وفي ظل هذه الظروف، من السهل أن نفهم لماذا لا تستطيع إيران أن تقدم لحماس والجهاد الإسلامي فضلًا عن السلطة الفلسطينية أكثر بكثير من مجرد دعم خطابي فيما يتعلق بالقدس وغزة على حد سواء.

خارج إطار القضية الفلسطينية، كان من المثير للاهتمام أن نرى كيف استمر “الحوار بالنيران” بين إسرائيل وإيران وكأنه لا توجد حرب في غزة. في سوريا بشكل رئيس، قصفت إسرائيل الأصول الإيرانية خلال حملة غزة، وعلى الجانب الآخر، أسقطت إسرائيل طائرة إيرانية بدون طيار أرسلت من سوريا أو العراق بالقرب من الحدود الإسرائيلية-الأردنية.

ويبدو أن اللاعب الإقليمي الذي كان من المتوقع أن ينضم إلى الحرب ضد إسرائيل أكثر من كل الآخرين هو حزب الله، الوكيل الإيراني اللبناني، الذي يُشكِّل التهديد الرئيس غير الحكومي لإسرائيل في المنطقة. ومع ذلك، لم يفعل حزب الله أكثر من غضّ الطرف عن الاحتجاجات اللبنانية على طول الحدود مع إسرائيل، والسماح لبعض المقاتلين الفلسطينيين بإطلاق بضعة صواريخ من لبنان إلى شمال إسرائيل، في حين قدم دعمًا خطابيًا للجماعات الإرهابية في غزة. وبالمثل، ظل الحوثيون المتحالفون مع إيران في اليمن يهددون إسرائيل، لكنهم لم يتخذوا أي إجراءات تدعم خطابهم.

وفي أعقاب تلك الأحداث، سيدرس المعسكر الإيراني بالتأكيد معركة غزة بعناية على المستوى التكتيكي، وسيتبادل المعرفة العملياتية من أجل تنفيذ عملياته الإرهابية بكفاءة أكبر ضد إسرائيل، ودول المنطقة الأخرى. وفي الوقت نفسه، يبدو أن قوة الرد الإسرائيلي على العدوان من غزة، وعمق اختراق الاستخبارات الإسرائيلية لمنافسيها، ومرونة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لم تمر دون أن يلاحظها أحد في إيران وحزب الله. ونأمل أن يكون ذلك رادعًا كافيًا من شأنه أن يقلل من بعض تطلعاتهم المتشددة للدخول في نزاع مع إسرائيل.

تأثير الأحدث الأخيرة على التطرف

إذن، كيف سيؤثر الصدام الأخير بين إسرائيل وحماس على مسارات الإرهاب والتطرف في المنطقة؟ يبدو من المبكر بعض الشيء تقديم إجابة قاطعة على هذا السؤال. وكما نوقش أعلاه، كان هذا الصدام جزءًا من مجموعة من الأحداث ذات الخصائص والأسباب المختلفة. ومن المستحيل في هذه المرحلة الفصل بينهما وتحليل مساهمة كل من هذه الأحداث في مسار الإرهاب والتطرف في المنطقة. ولا شك أن هذه الأحداث كشفت عن عناصر متشددة مثيرة للقلق، وأنه لو استمرت الحرب لفترة أطول لكان ذلك قد غذَّى العديد من المشاعر الأكثر تطرفًا في جميع أنحاء المنطقة.

يبدو أن الرد الإسرائيلي الحاسم في غزة بعث برسالة قوية جدًا سُمعت بصوت عالٍ وواضح على بعد مئات الأميال من غزة، وأهمها إيران وحزب الله. وفي هذا الصدد، يجدر التذكير بالحرب اللبنانية عام 2006، التي كان يُنظر إليها في البداية على أنها فشل عسكري إسرائيلي، ولكن الحدود الإسرائيلية اللبنانية الهادئة على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية منذ انتهاء الحرب، تثبت أن الحملة العسكرية الإسرائيلية كانت فعّالة وبمثابة رادع يمنع جولة أخرى من الأعمال العدائية بين الطرفين. وسيخبرنا الوقت ما إذا كان للصراع الأخير في غزة الأثر ذاته. ويمكن فهم الخطاب العدائي من قبل قادة حماس وحزب الله بعد انتهاء الصراع على أنه يأتي ضمن سياق السياسة الداخلية، على الرغم من أنه يثير خطر اتخاذ خطوات غير حكيمة.

لقد كان للرد العسكري الإسرائيلي في غزة، نتيجة لما قامت به حماس، أثر غير متوقع هو تجنب الانزلاق في مستنقع صراع ديني في القدس. وقد توفرت في أعمال الشغب في المسجد الأقصى كل العناصر اللازمة لتطور مثل هذا الصراع. وقد أظهرت الردود الغاضبة في جميع أنحاء العالم الإسلامي مدى قابلية هذه القضية للاشتعال. ومع ذلك، أدت الحملة العسكرية الإسرائيلية الحازمة إلى تراجع هذا الصراع المتفجّر. ويبدو أن الخوف من هذه الحرب الدينية قد أثمر أشكالًا جديدة من التعاون الإقليمي بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة للحفاظ على الهدوء في المدينة المقدسة.

الخلاصة

قصارى القول، يمكن النظر إلى الصدام بين إسرائيل وحماس على أنه ضربة أخرى للعناصر المتشددة في المنطقة، التي تعرّضت لسلسلة من هذه الضربات على مدى العقد الماضي. وتشمل سلسلة الضربات التي استهدفت النزعة المتشددة في المنطقة الإطاحة بحكومة الإخوان المسلمين في مصر، ومكافحة الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، والأعمال الحاسمة التي تقوم بها الإدارة الإسرائيلية، والتي قامت بها الإدارة الأمريكية السابقة ضد إيران ووكلائها. ولا يسع المرء إلا أن يأمل في أن تسهم حرب غزة الأخيرة في تخفيف حدة الاتجاهات المتشددة.

 


* إيلي بار أون: خدم العقيد (متقاعد) إيلي بار أون، 25 عامًا في جيش الدفاع الإسرائيلي. وكان آخر منصبين له هما نائب المحامي العام العسكري، ومعلم في كلية الدفاع الوطني الإسرائيلية.

* تومر باراك: خدم المقدم (متقاعد) تومر باراك 21 عامًا في جيش الدفاع الإسرائيلي في العديد من المناصب العليا في مجال البحث والتحليل والتخطيط الاستراتيجي. كما أنه محلل لشؤون الشرق الأوسط.

متعلق منشورات

Countering Violent Extremism in Bangladesh
تحليلات

مكافحة التطرف العنيف في بنجلاديش

17 مارس 2023
Five Misconceptions of Non-Violent Extremism in Terrorism Studies
تحليلات

خمسة مفاهيم خاطئة عن التطرف غير العنيف في دراسات الإرهاب

13 مارس 2023
The Akh-Right: Features, Tropes, and the Rivalry with Woke Islamists
تحليلات

“إخوان اليمين البديل”: السمات والمجازات والتنافس مع “إسلاميي اليقظة”

6 مارس 2023
The Far-Right’s Influence over the New Israeli Government
تحليلات

تأثيرات اليمين المتطرف على الحكومة الإسرائيلية الجديدة

27 فبراير 2023
Despite Stalemate, Nigeria Can Take Steps to Stop Boko Haram Expansion
تحليلات

هل تستطيع نيجيريا كبح جماح بوكو حرام؟

24 فبراير 2023
Islamabad Support for Taliban Deals Setback for Pakistan Counterterrorism Gains
تحليلات

دعم إسلام أباد لطالبان يقوّض مكاسب باكستان في مكافحة الإرهاب

17 فبراير 2023

آخر المشاركات على تويتر

الأكثر قراءة

Is Al-Qaeda Capable of Global Terrorism Any More?

هل ما يزال تنظيم القاعدة قادرًا على شن هجمات إرهابية عالمية؟

28 فبراير 2023
The History and Structure of Islamic Organizations in the United States

المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية

30 أكتوبر 2020
Islamist Extremism and Jihadism in Latin America: A Longstanding and Underestimated Phenomenon (Part 1)

التطرف الإسلاموي والجماعات الجهادية في أمريكا اللاتينية:

18 أبريل 2022
The Challenges of Combatting Extremist Financing in Germany

تحديات مكافحة تمويل التطرف في ألمانيا

6 يناير 2023

طالبان: الهيكل والاستراتيجية والأجندة والتهديد الإرهابي الدولي

7 أكتوبر 2022
The Role of Online Communities in the Expansion of Far-Right Extremism

دور المجتمعات الإلكترونية في انتشار التطرف اليميني

3 نوفمبر 2022

EER - حقوق النشر © عين أوروبية على التطرف. 2018

لا توجد نتائج
استعرض جميع النتائج
  • الرئيسية
  • عن موقعنا
    • من نحن
      • مجلس التحرير
      • المساهمون
    • رؤيتنا
  • تحليلات
  • آراء
    • آراء الخبراء
    • افتتاحية عين أوروبية على التطرف
  • التقارير
  • قراءات في التطرف
  • فعاليات
    • فعالياتنا
    • فعاليات حضرناها
  • المقابلات
  • فيديو
  • اتصل بنا
  • En
  • Fr
  • Es

EER - حقوق النشر © عين أوروبية على التطرف. 2018

This website uses cookies. By continuing to use this website you are giving consent to cookies being used. Visit our Privacy and Cookie Policy.