ماريانا دياز جارسيا*
في 15 مارس 2011، تجسد تأثير الانتفاضة العربية في مدينة درعا السورية، وواجهت صورةُ حزب الله كمؤيد لحركات المعارضة في المنطقة تحديًا. لقد ناقض حزب الله فجأة موقفه السابق من خلال دعم نظام الأسد، حيث أيّد الحزب علنًا النظام السوري في عام 2011، وفي وقتٍ لاحق من عام 2013، بدأ تدخلًا عسكريًّا مشتركًا إلى جانب القوات السورية في القصير.
بدأتِ الحركات الاجتماعية نفسها التي كانت بمنزلة رمزٍ للمقاومة تستهدفُ نظامَ الأسد؛ حليفها الاستراتيجي. والجدير بالذكر أن أهمية سوريا لا تُقاس بمجرد الحصول على المساعدات العسكرية والمالية، بل تُحدَّد أيضًا بتحويل الأسلحة والمعدات والأموال من إيران1. هذا الوضع دفع حزب الله إلى تطوير ردٍّ لا يقوِّض شرعيته بالكامل.
عملية إعادة تعريف الذات من خلال تغيير المُثل العليا ليست فريدة من نوعها في حالة حزب الله. إذ توفِّر الأيديولوجيات أُطرًا ذهنية تنظِّم بها الجهاتُ الفاعلة المتنوعة هويتَها، وتساعدها على فهم العالم. ويمكن أن توجد الصلة بين الأيديولوجيا والتطرف في قوة الخطاب وقدرته على تعزيز الموافقة على استخدام العنف في سياقات محددة2. كما أن تصعيد العنف يتطلب تعريفًا جديدًا للسياق والواقع الحاليين، من أجل التحريض على العمل أو الدعم النشط، وهي آلية استخدمها حزب الله إلى حد كبير لتجنيد أتباعه وإدارة جناحيه العسكري والسياسي. لقد طوّر حزب الله رموزًا في خطابه لتبرير أفعاله أمام الجماهير المستهدفة. وتعتمد استراتيجيته بشكل رئيس على الاستيلاء على أدوات بلاغية تتصل بالأيديولوجيا القائمة للجمهور المستهدف.
الأيديولوجيا والقوة والإعلام
لم يتوقف حزب الله عن تبرير سبب وجوده، كتنظيمٍ سياسي ومسلح على حد سواء، في الخطب العامة والإعلانات المكتوبة التي تساهم في مشروع هويته. أيديولوجيا حزب الله ليست خطًّا توجيهيًّا ثابتًا من القيم والمعتقدات، بل هي مفهوم ديناميكي يتكيف مع التغيرات السياقية لتبرير أهمية التنظيم.
وحقيقة أن هذه الروايات ظلَّت دينامية كانت جزءًا لا يتجزأ من عملية شرعنة الحزب، عبر أذرعه ومنصاته الدعائية والإعلامية التي تضم صحيفة “العهد” وإذاعة “النور” وقناة “المنار” التلفزيونية وموقعها الإلكتروني. كما أن مركز الأبحاث التابع لحزب الله “المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق” يلعب دورًا محوريًّا أيضًا في هذا الإطار.
وفي هذا الصدد، يشرح ماينارد وبينيش العلاقةَ بين الخطاب والإيديولوجيا والتطرف من خلال اقتراح نموذج يؤسِّس التطرفَ على السياق (المتحدث، والجمهور، والبيئة الاجتماعية-التاريخية، ووسائل النشر) وآليات تبرير المحتوى (التجريد من الإنسانية، وإلصاق الذنب بالآخرين، وبناء التهديد، وتدمير البدائل، و”الحديث عن الفضيلة”، والتحيز المستقبلي الذي يدّعي جلب الأشياء الجيدة في المستقبل)3. ويمكن ملاحظة هذه الخصائص في استراتيجية حزب الله لتبريرِ تدخله العسكري في سوريا.
التبرير للحلفاء الوطنيين: حزب الله، بصفته فاعلًا سياسيًّا وطنيًّا
في بيان الحزب لعام 2009، زعم حزب الله تخلِّيه عن فكرة الدولة الإسلامية، وتبني الوحدة الوطنية بما يتجاوز السياسة الطائفية مع الاستخدام المتكرر لمصطلح “المواطن”4. هذا النهج غير الطائفي يقدِّم حزب الله على أنه فاعل وطني يهتم بسلامة الدولة ورفاه مواطنيها. وكانت هناك حاجة إلى هذا التبرير بشكل خاص بعد انتهاكه الواضح لإعلان بعبدا لعام 2012.
وعلى المستوى الوطني، تبنى حزب الله بعض رواياته المعروفة لتتسق مع السيناريو السوري. ومن بين آليات تبرير المضمون المعتمدة في هذا الصدد مستوى من التجريد من الإنسانية، وإلصاق الذنب بالمستهدفين من الهجمات (أي الضحايا). لقد كانت ثنائية “المظلومين مقابل الظالمين” مناسبة للغاية خلال “الانتفاضات العربية”، إلا أنها لم تعد كذلك بعد هجوم القصير لصالح نظام الأسد. ومن ثم، وضع مبرر جديد من خلال مصطلحات أكثر شمولًا للأخلاق في نظرة “مانوية” للعالم، تُقسّم العالم إلى خير وشر أو حق وباطل.
لقد خلط حزب الله بين قائمة الأعداء المتكررة (الولايات المتحدة، وإسرائيل) والتهديد التكفيري الجديد بغرض إنشاء محور محدَّث من الأعداء5. وأوضح الحزب هذه العلاقة في خطاب يوم التحرير: “[…] لقد خدموا فقط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والبنتاجون، ووكالات الاستخبارات الأخرى… ماذا يمكن للدول الغربية أن تقول لشعوبها والرأي العام بعد أن قامت بتسليح مثل هذه الجماعات؟ […] تلك الدول تسهل انتقال الجماعات المسلحة إلى سوريا”6.
استندتِ الطبيعة “الشريرة” للعدو الجديد إلى تصريحات خلال الخطاب نفسه، مثل “هل تعرف ما هي مشكلة العقلية التكفيرية؟ إنها تعتبر الآخرين “كفارًا” لأسخف الأسباب. […] إنها في الواقع أمور سياسية […] هذا هو الخطر: عقلية لا يمكنك التواصل معها من خلال الحوار. فهم لا يعرفون شيئاً عن “المرونة” أو “تحديد الأولويات” أو “إيجاد أرضية مشتركة”7.
هذا التبرير يتسق مع المبادئ التوجيهية للنزعة الطائفية. لقد قرَّر حزب الله تصوير نفسه على أنه حامٍ لِلُبنان الموحد ومستنكر “التنافس المفتعل” بين الطائفة السنة والشيعة. المفهوم التكفيري متأصل في معنى الردة، وهو مفيد في تأطير ثنائية “نحن” (الممارسون الصالحون للإسلام الحقيقي) في مقابل “هم” (المخالفون الشريرون للدين) ويُنفّر جماعة من جماعة أخرى.
ويتداخل إلصاق الذنب بالآخرين، وبناء التهديد، في تبريرات حزب الله. وفي مغالطة في القياس/ التشبيه، يقارن الحزب الأحداث بفلسطين. تأطير الوضع في سوريا، ومقارنته بالتجربة الفلسطينية، يخلق تشبيهًا مشكوكًا فيه يتم فيه تسليط الضوء على أوجه التشابه المحيطة بالأحداث من أجل خلق افتراض للنتائج المحتملة للصراع. وفي هذا الإطار، يتم تصوير التوسع المحتمل للصراع إلى لبنان على أنه جزء من تبرير يستند إلى حماية الأمن الوطني اللبناني.
لقد تم تبني القياس على فلسطين لتسهيل ضم التكفيريين إلى محور الأعداء القائم. “[…] إذا وقعت سوريا في أيدي الولايات المتحدة، أو “إسرائيل”، أو التكفيريين، […] فإن “إسرائيل” ستغزو لبنان […] وإذا سقطت سوريا، فستضيع فلسطين، والمقاومة الفلسطينية، وغزة والضفة الغربية، والقدس المقدسة”8. وقد أيّد الحزب تاريخيًّا الدفاعَ عن فلسطين، ومن خلال مقارنة الحدثين، يستخدم الحزب تشبيهًا له دور تبريري لدعم استنتاجه.
ويمكن تحديد عناصر متطرفة أخرى في هذه المبررات للعنف. وتتشابك مبررات “حديث الفضيلة” مع وجهة نظر الحزب “المانوية” للعالم ولأعدائه. وهنا، يدافع حزب الله عن المؤسسات والسيادة السورية، إلى جانب لبنان. وأعلن نصر الله “نحن من بين أكثر من يهتمون بأمن لبنان واستقراره والسلم الأهلي والوحدة والدولة والسيادة”9.
ومن بين العناصر المتطرفة الأخرى في مبررات الحزب هي تدمير البدائل الأخرى والتحيز المستقبلي. ففي خطبه، هناك تذكير دائم بخطر توسع الصراع إلى لبنان. وهذه الإمكانية تستبعد في الوقت نفسه خيار تجنب الصراعات وتُقدِّم العنف على أنه التوقع الموثوق للأحداث المستقبلية الجيدة كآلية تبريرية للمحتوى.
ويبرِّر حزب الله قراره بتصعيد العنف باستراتيجيات استدلالية تحاول حمل أتباعه على ردودٍ متطرفة، وذلك باستخدامه الارتباطات بين الأحداث الجارية والقضايا التي سبق أن أبرزها. ففي خطابه، يستند موقف حزب الله وأفعاله إلى أساسٍ منطقي هو “قوتنا حق”، حيث يتم تقديم التدخل العسكري والعنف على أنه الحل الوحيد لتجنب حدوث أزمة.
التبرير للمجتمع الدولي: منافسة دور الدولة
نفّذ حزب الله أنشطةً تتصل بدورِ الدولة تركز على الأمن والرفاه، محاولًا إضفاء الطابع المؤسسي على أنشطته كأداة لتوسيع نطاق تأثيرها. وفي هذا الصدد، يقترح كالكولي استراتيجية محاكاة يمكن استخدامها لمراقبة عمليات التقليد والتمويه التي يقوم بها الحزب فيما يتعلق بدور الدولة اللبنانية، بما في ذلك الاستيلاءُ على لغة الهيمنة للدولة لتبني خطابٍ سيادي ودولي10.
يتقاسم حزب الله سيادةَ الدولة مع الحكومة اللبنانية، من خلال الدفاع عن وحدة أراضيها بالقوة، ثم يستخدم هذه الاستراتيجية المُقلدة لدور الدولة بطريقتين متكاملتين. أولًا، كفاعلٍ سياسي قادر على تحدي سيادة الدولة بحكم الواقع في لبنان، والطريقة الثانية هي استخدام خصائصه المتصلة بدور الدولة لتعزيز خطاب يصوِّر الحزب على أنه جهة فاعلة دولية11.
أحد المكونات الرئيسية لخطاب حزب الله هو الدفاع عن مؤسسات الدولة في سوريا، وهو تبريرٌ يتعلق بالحديث عن الفضيلة و”بناء التهديد”. وأصبحت إعادةُ صياغة تبرير مقبولٍ أخلاقيًّا أولويةً لتجنب أي تداعيات كبرى من جانب الجهات الفاعلة الدولية. كما استخدم الخوف من وجود الجماعات التكفيرية في السلطة، في نهايةِ المطاف، ليجادلَ بأن هذه الجماعات لن تحافظَ على مؤسسات الدولة12.
أحد الجوانب التي دافع عنها حزب الله في مناسباتٍ عدة هو المشاركة في الانتخابات. وخلال كلمةٍ ألقاها، أبرز نصر الله مخاطر الجماعات التكفيرية من خلال الإشارة إلى رفضها للانتخابات بصفة عامة، ومقارنة هذا الوضع بهجمات حركة طالبان الباكستانية في عام 2013. وأعلن أن “التكفيريين يعتقدون أن من شارك في الانتخابات البرلمانية هو “كافر” ينبغي قتله وفضحه”13.
وكرَّر هذه الحجة في عام 2014، عندما ندَّد بتنظيم داعش لرفضه المشاركة الشعبية في الانتخابات. وكان هذا أمر أساسي، حيث كانت الانتخابات الرئاسية السورية عام 2014 ستجري بعد وقتٍ قصير من الخطاب. وقد ربط نصر الله هذا البديل الحضاري الذي قدَّمه “أصدقاء سوريا” قائلًا إذا ذهبتُ إلى صناديق الاقتراع […] سوف يُحكم عليّ بالإعدام”14.
تجدر الإشارة هنا إلى أن النهج المانوي (الخير والشر) استخدم على نطاق واسع على المستوى الدولي. وقد خلقت الحملات والهجمات التي شنَّها تنظيم داعش السيناريو المثالي لتأطير التدخل كجزء من “الحرب على الإرهاب”. في هذا الخطاب، يمثل العدو أحد الأدوات الرئيسة للتسويغ اللا أخلاقي بسبب توظيفه في التعريف الثنائي للخير والشر. حزب الله لا ينافس المؤسسات الأمنية للدولة، بل يقدم نفسه كمساعد في هذه الحملة العالمية.
يكمن خطر التكفيريين بالنسبة لحزب الله في عجزهم عن الدخول في حوار15. بشاعة أعمال هذه الجماعات عزَّز الانقسام الأخلاقي بين محوري النزاع: “[…] هؤلاء التكفيريون يقطعون رؤوس الناس ويشقون صدورهم، […] ولا يمكن أبدًا أن يختار (حزب الله) أن يكون إلى جانب الولايات المتحدة، أو “إسرائيل”، أو من يشقون صدورهم أو يقطعون رؤوسهم!”16.
استخدم حزب الله آليات تبريرٍ مماثلة. وأعاد الحزب تعريف السيناريو الدولي والإقليمي باعتماد بناء التهديد، وتدمير البدائل، واستخدام “حديث الفضيلة” في خطبه. وعلى الصعيد الدولي، كان حزب الله يحاكي الخطابات التي تبرِّر زيادة العنف، وقد ساهم هذا التكتيك في عملية تطرف أعضائه وأتباعه المحتملين، التي بدأت على المستوى الوطني. وتسهم الخطابات التي يتم إعدادها بدقة في التطرف من خلال الترويج لأفكار متحيزة تستحث القبول والدعم من عامة الناس، في محاولة لتصوير سياق العنف الجديد على أنه أمر طبيعي.
الخلاصة
يعمل خطاب حزب الله على المستوى المعرفي؛ لأنه يستند إلى إعادة تفسير أنشطته. في هذه الحالة، توفر الأيديولوجيا بنية الحكم على الأمور التي تؤدي إلى شرعنة أنشطته. فهو يحاول تقليصَ أي قيود من خلال اعتماد الهياكل الدلالية الكلية المتعلقة بالذاكرة الاجتماعية أو الجماعية. هذا النهج ينتقل من الإدراك إلى الخطاب، ثم من الخطاب إلى الإقناع، ومن ثم شرعنة أفعال الحزب.
ويلعب الخطاب، والأيديولوجيا التي يقوم عليها، وكذا قنوات الانتشار، دورًا ذا صلةٍ في التطرف. مستوى العنف الناتج عن هذه العملية ينتج مفاهيم أيديولوجية تسمح للأفراد برؤيةِ بعض أعمال العنف على أنها مبررة. علاوة على ذلك، فإن إعادة الهيكلة الإيديولوجية في سياق متقلبٍ مثل الصراع السوري تستهوي جماهير جديدة، ما يسهل التجنيد وحشد الدعم الرأي العام.
استراتيجية الحزب في سوريا تظهر تفاعلًا منسقًا بين جناحيه السياسي والمسلح، حيث التناقض في أيديولوجيتهما وأفعالهما لا يمثِّل نقطة صراع في تنظيمهما الداخلي. إن استخدام الخطاب الإيديولوجي ليس العامل الوحيد الذي يؤثر على إضفاء الشرعية على تنظيم ما، ولكن في حالة حزب الله، من الواضح أنه يمثل أداة رئيسة في هذه العملية؛ نظرًا لحجم الموارد ومركزية الجهاز الإعلامي الذي يعمل على إعادة إنتاج الروايات.
– يسعى موقعُ «عين أوروبية على التطرف» إلى نشرِ وجهاتِ نظرٍ مختلفة، لكنه لا يؤيد بالضرورة الآراء التي يُعبِّر عنها الكتّابُ المساهمون، والآراء الواردة في هذا المقال تُعبِّر عن وجهةِ نظر الكاتب فقط.
(*) ماريانا دياز جارسيا؛ تعمل مع معهد الأمم المتحدة الأقاليمي لبحوث الجريمة والعدالة (UNICRI) في إطار مركز المعرفة لتحسين الأمن من خلال البحوث والتكنولوجيا والابتكار (SIRIO).
المراجع:
[1] Sullivan, Marisa. “Hezbollah in Syria.” Middle East Security Report, no. 19 (April 2014): 1-43. Accessed September 28, 2018. http://www.understandingwar.org/sites/default/files/Hezbollah_Sullivan_FINAL.pdf.
[2] Francis, Matthew. “Does Ideology Really Contribute to Radicalisation?” Radicalisation Research, Lancaster University, 30 Aug. 2015, www.radicalisationresearch.org/debate/francis-ideology-radicalisation/.
[3] Maynard, Jonathan Leader, and Susan Benesch. “Dangerous Speech and Dangerous Ideology: An Integrated Model for Monitoring and Prevention.” Genocide Studies and Prevention, vol. 9, no. 3, Feb. 2016, pp. 70–95., doi:10.5038/1911-9933.9.3.1317.
[4] Alagha, Joseph. Hizbullah’s Documents: From the 1985 Open Letter to the 2009 Manifesto. Amsterdam: Pallas Publications, 2011.
[5] Takfir refers to the “pronouncement that someone is an unbeliever (kafir) and no longer Muslim”. “Takfir.” Oxford Islamic Studies Online. Accessed May 21, 2019. http://www.oxfordislamicstudies.com/article/opr/t125/e2319.
[6] Nasrallah, Hassan. “Sayyed Nasrallah Delivers Speech on Resistance and Liberation Day.” May 25, 2013. Accessed February 10, 2019. https://english.alahednews.com.lb/25839/454.
[7] Ibid.
[8] Ibid.
[9] Nasrallah, Hassan. “Sayyed Nasrallah,’s Speech “Day for the Wounded” on June 14, 2013.”June 14, 2013. Accessed March 20, 2019. https://english.alahednews.com.lb/25548/454.
[10] Nasrallah, “Sayyed Nasrallah Delivers Speech on Resistance and Liberation Day.” May 25, 2013.
[11] Calculli, Marina. Come Uno Stato: Hizbullah E La Mimesi Strategica. Milano: Vita E Pensiero, 2018.
[12] Nasrallah, Hassan. “Full Speech Delivered by Hizbullah Secretary General, His Eminence Sayyed Hassan Nasrallah, Commemorating the Day of Resistance and Liberation.” May 25, 2014. Accessed March 10, 2019. https://english.alahednews.com.lb/26268/556.
[13] Nasrallah, “Sayyed Nasrallah Delivers Speech on Resistance and Liberation Day.” May 25, 2013.
[14] Nasrallah, “Full Speech Delivered by Hizbullah Secretary General, His Eminence Sayyed Hassan Nasrallah, Commemorating the Day of Resistance and Liberation.” May 25, 2014.
[15] Nasrallah, “Sayyed Nasrallah Delivers Speech on Resistance and Liberation Day.” May 25, 2013.
[16] Nasrallah, “Sayyed Nasrallah Delivers Speech on Resistance and Liberation Day.” May 25, 2013.