أعلن المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا (ZMD)، يوم الاثنين، قيامه بطرد التجمع الإسلامي الألماني (DMG) بسبب صلاته بمتطرفين. في بيانٍ صحفي نشر في 31 يناير 2022، اتهم المجلس الاتحادي الذي يُعتبر المنظمة الجامعة للمنظمات الإسلامية في ألمانيا، التجمع الإسلامي الألماني بأنه على صلةٍ بمتطرفين، وأسقط رسميًا الجماعة من عضوية المجلس على “مستوى الدولة”.
على الرغم من أن المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، القائم منذ عام 1994، هو أصغر المنظمات الإسلامية الألمانية الجامعة، فإنه الأبرز في وسائل الإعلام الألمانية. ويضم المجلس عددًا من المؤسسات القريبة من جماعة الإخوان المسلمين السورية والمصرية، ومنظماتٍ للمسلمين الأتراك والإيرانيين.
يُشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمون المصرية تهيمن على التجمع الإسلامي الألماني، وظل التجمع فاعلًا وعضوًا مؤسسًا في المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا حتى عام 2019 حين تم تعليق العضوية وقتها، بعد أن تعرض التجمع الإسلامي الألماني لانتقاداتٍ علنية متزايدة بسبب خطابه المتطرف. ولم يكن التجمع الإسلامي الوحيد الذي تعرض للتدقيق، فالمنظمات الإيرانية والتركية، الأعضاء في المجلس، قد خضعت أيضًا لتدقيق وسائل الإعلام بسبب تبنيها مواقف متطرفة.
ومن المهم معرفة أن هناك عدة جماعات داخل المجلس الأعلى لها علاقات مع جماعة الإخوان المسلمين. على سبيل المثال، المركز الإسلامي في آخن (IZA)، مقرّب من جماعة الإخوان المسلمين السورية، وللجماعات الأخرى صلاتها الخاصة، وعلاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين. ولذلك، فإن الاستبعاد الرسمي لهذا التجمع وحده لا يحل في الواقع مشكلة الجمعيات المتبقية داخل المجلس التي لها صلات بمتطرفين.
لا يحدد إعلان المجلس الأخير ما سيحدث لأعضاء مجلس الإدارة الذين تم تعيينهم من قبل التجمع الإسلامي الألماني والمنتمين له بالضرورة. وتبدو الصورة أكثر تعقيدًا في الواقع، فلم يعلن المجلس أسماء أعضائه منذ عام 2016، وذلك في أعقاب الانتخابات التي أجريت وقتها لمجلس إدارته، والتي تُعتبر الأخيرة التي أعلن عن نتائجها.
تجدر الإشارة إلى أن رؤساء إدارة المجلس الحالي قد اختيروا بشكلٍ تقليدي من المركز الإسلامي في آخن، كما هو الحال مع الرئيس الحالي، أيمن مازيك. وقد ذُكر المركز الإسلامي في آخن مؤخرًا في بيانٍ ختامي لمؤتمر عقد بين رئاسة الشؤون الدينية في تركيا “ديانت”، والمجلس الأوروبي للفتوى والبحوث الذي يهيمن عليه الإخوان المسلمون، ما يؤكد ارتباطاته القوية بجماعة الإخوان.