قراءة: فرانسيسكو برجوجليو إيريكو*
المؤلف: كيمبرلي ميهلمان-أوروزكو
دار النشر: سكاي هورس
تاريخ النشر: 2019
عدد الصفحات: 268
مقدمة
بين أيدينا كتابُ «الجهاديّ في الجوار»؛ من تأليف عالمة الاجتماع الدكتورة كيمبرلي ميهلمان أوروزكو. وهي حاصلة على درجة الدكتوراه في علم الجريمة، والقانون والمجتمع، من جامعة جورج ميسون في الولايات المتحدة الأمريكية، وتعدّ من الباحثين المتخصصين في مجال مكافحة الاتجار بالبشر، وفي الوسائل المتعددة التي يستخدمها الارهابيون في الفضاء الإلكتروني.
يهدف الكتابُ، بشكلٍ رئيس، إلى تقديمِ معلوماتٍ يمكن استخدامها في مكافحة الإرهاب، وتأْمَل المؤلفةُ في تزويد القراء بالمعرفة اللازمة لمنع التطرف من جانب وكبح قدرات التنظيمات الجهادية على التجنيد في المستقبل، ومن ثمّ منع الأعمال الإرهابية. وهي تشارك تجربتها في هذا الموضوع، وتطرح بعضَ النظريات المفيدة للغاية، لفهم هذه الظاهرة.
أوجه التشابه بين الجهاديين والمتاجرين بالبشر في عملية التجنيد
تشيرُ الكاتبة إلى أن علاقتها بالممارسات التي تتبعها التنظيمات الإرهابية في تجنيد الأفراد بدأت خلال تدريسها للطلبة في قسم علم الجريمة، في إحدى الجامعات المرموقة. خلال ساعاتِ عملها، التمست منها “أمل”، وهي طالبةٌ مسلمة ترتدي الحجاب، بعضَ النصائح حول الكيفية التي يمكن من خلالها أن تصبح عميلةً لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، حيث إن شقيقها أُدين بتهمة الإرهاب. وتذكر الكاتبة أن هذه الواقعة كانت بداية تعرفها إلى الجهاديين.
لقد استهدف القائمون على عمليات التجنيد، لصالح تنظيماتٍ إرهابية، شقيقَ “أمل” عبر الإنترنت، بعدما علموا بمهاراته في برمجة الكمبيوتر، وطلبوا منه إنشاء موقع إلكتروني لتسهيل تحويل الأموال لتمويل العمليات الجهادية. وقد فعل، ومن ثمّ اعتقل من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي.
في وقتٍ لاحق، اكتشف الأطباء إصابته بمتلازمة “أسبرجر”؛ وهو اضطراب طيف التوحد الذي يُسبِّب، من بين أمورٍ أخرى، صعوباتٍ في التفاعلات الاجتماعية العادية. إذًا لقد وجد شقيق “أمل” العزاءَ في الإنترنت والمناقشات والمحاورات عبر غرف الدردشة مع الغرباء، لأكثر من 40 ساعةً في الأسبوع. وتشيرُ الكاتبة إلى أن الإرهابيين استدرجوه للانضمام إليهم، من خلال توفير شعور بالانتماء الذي يجد صعوبة في الحصول عليه في العلاقات اليومية العادية.
يقدم اللقاءُ، مع شقيق “أمل”، إطارًا مفاهيميًّا يُعدّ الجزءَ الأفضل من الكتاب: التشابه بين أساليب الإرهابيين في التجنيد وأساليب المُهربين والمتاجرين في البشر. وتحدد المؤلفة الاتجار بالبشر، على النحو التالي:
- المُهرب يحدد الشخصَ المستهدف، والحاجةَ التي يسعى هذا الشخص المستهدف إلى تحقيقها أو يفتقر إليها: احتياجٌ نفسي، الحاجةُ إلى الأمن، أو الانتماء، اعتداد بالنفس، أو تحقيق الذات.
- المُهرب، عادةً، ما يُقدِّم وعدًا زائفًا بتلبية احتياجات الشخص المستهدف، أو يُلبِّيها بصورةٍ مؤقتة من أجل كسبِ ثقته، وإبعاده عن نُظم الدعم الاجتماعي الأخرى الخاصة به.
- بمجرد أن يتم إبعادُ الشخص المستهدف عن الدعم الاجتماعي المتوفر له، غالبًا ما يحاول المُهرب توثيقَ علاقته به وإحداثَ اختلال في علاقاته بالآخرين. والهدف من ذلك هو جعل الشخص المستهدف يعتمد على المُهرب ويشكُّ في أي شخصٍ آخر، في حين يلقي الشخصُ المستهدف اللومَ على نفسه، في أي نتيجة سلبية تحدث له.
- المُهربون، عادةً، ما يكونون ماهرين جدًا في إقناع ضحاياهم واستغلالهم.
هذا النمط مألوف جدًا بالنسبة لأولئك الذين يتم تجنيدهم من قبل الإرهابيين أيضًا، ذلك أن شقيق “أمل” ما هو إلا حالة واحدة، بين العديد من الأشخاص، وحالة محددة لأنه يُعاني اضطرابًا يمكن استغلاله. ومن ثمّ، يتقاسم الجهاديون مع المهربين ميلًا لتحقيق أهدافهم من تجنيد الآخرين عن طريق الابتزاز والاحتيال، وغير ذلك من وسائل الإكراه والخداع. والتعاليم الدينية – مثل الجهاد والتكفير والهجرة- توفر غطاء مقدسًا لمغانم دنيوية.
النساء المُتلاعبُ بهِنّ
كتبت أمُّ سمية المهاجرة، “عروس جهادية”، مقالة بعنوان “شقائق المهاجرين”، في العدد الثامن من مجلة “دابق”، التي يصدرها تنظيم داعش، في مارس 2015. وشددت على أهمية الدور الذي تقوم به النساءُ اللاتي يشرعن في الهجرة إلى أماكن “الجهاد”، التي تصفها بأنها انتقالٌ من أماكن الكفر والخطيئة “إلى أرض الإسلام والطاعة”، في إشارة إلى المناطق التي يحكمها داعش.
ورغم أن مقالتها تحفل بمصطلحاتٍ دينية سامية، باعتبارها تغري النساء في منطقة يواجهن فيها “جفاء القلب”، إلى أرض النقاء، فإن الهدف الحقيقي هو إقناع النساء بالانضمام إلى داعش في سوريا، حيث يصبحنَ أمهاتٍ، ومنفذاتٍ لمشروع الدولة. وزعمت مقالة “دابق” أن المرأة، بانضمامها إلى الرجال في الهجرة، “ستعزز قواتهم، وتجاهد أعداء الله”، مؤكدة أنه فرض على المرأة، كما الرجل.
وتشير المقالةَ إلى أن إحدى العقبات المهمة التي تواجه المرأة هي أسرتها، التي يمكن أن تتصل بالشرطة أو تثنيها عن “الجهاد في سبيل الله”. وإذا تجاوزتِ المرأةُ هذه المتاعبَ، وَعَدَتْها أمُّ سمية برحلةٍ مثيرة وحافلة بالذكريات، حيث ستترك الظلامَ والكهوفَ للنور والأرض الخضراء. وعلى الرغم من أن المقالة تقرّ بوجود مخاطر ووفياتٍ للأطفال، فإنها تبرر هذه المآسي، زاعمةً أنه من الأفضل للأطفال الموت في “الدولة الإسلامية”، عن الموت في أراضٍ يحكمها غيرُ المسلمين. واختتمت المقالةَ بمناشدةِ النساء البقاءَ في “الدولة الإسلامية”، بعد الهجرة، حتى لو قتل أزواجهن أو سُجِنوا. والرسالة هي “أن جزاء الصابرين الجنة”.
من الأهميةِ بمكان أن نسلّط الضوءَ على كيفية التلاعب بمفهوم الهجرة؛ لأنه في الإسلام يشير إلى هجرة النبي محمد من مكة المكرمة؛ المكان الذي اضطهد فيه هو ورفاقه، بشدة، لأكثر من عقدٍ من الزمن، إلى المدينة المنورة التي كانت تسكنها -وقتئذ- أغلبيةٌ يهودية، حيث أسس النبي محمد دولة مدنية مع اليهود تقوم على “دستور المدينة”. وبعد الهجرة، عاش النبي محمد إلى جانب القبائل العربية، الوثنية، واليهود في سلام. غير أن مقالة “دابق” تجادل أنه إذا لم يعش المرء مع داعش في كنف “الخلافة”، فهو خارج عن الإسلام، ومن ثم تصبحُ -من وجهةِ نظرها- أيُّ انتقاداتٍ لأساليبها وتفسيراتها الدينية باطلةً.
وهنا، ترى ميهلمان-أورزكو أن دعاية داعش التي استخدمت لتجنيدِ النساء في الإرهاب، تشبه الأساليبَ المستخدمة للإيقاع بالنساء في مصيدة الاتجار بهن لممارسة الجنس. ذلك أن أوّلَ تحذيرٍ هو أن داعش يعتبر الأسرة عائقًا – في محاولة لإبعاد الضحية عن نظام الدعم الاجتماعي. وبالمثل، يتمّ إقناعُ النساء بأن الرجال الذين يجبرونهن على المجيء إلى الدولة الإسلامية “يحبونهن”، وإن كان يتم استغلالهن دون قصد.
توثّق مؤلفةُ الكتاب، أن الحب الرومانسي هو أحد أقوى الأحاسيس التي يمكن أن يشعر بها الشخص، والتي تستند إلى منطقة في الدماغ، وهو دون الإدراك والعاطفة. من هذه المنطقة، تتكون مشاعر الحب، ويتم إطلاق مادة “الدوبامين” بطريقة تؤجج الرغبة، والدافع، والتركيز، والتوق. هذا الشعور يمكن أن يتملك الشخصَ، ويجعله يفقد شعوره بنفسه؛ لدرجة تجعله مستعدًا للمخاطرة بكل شيء من أجل ذلك. ولهذا السبب، تُعد المشاعر المصطنعة المتمثلة في “الحب” هي أداة فعالة لتجنيد ضحايا المتجرين بالبشر أو الجنس، فضلًا على الإرهابيين.
المحاربون الذكور
تاريخيًّا، استبعد الإرهابيون النساءَ من الصراعاتِ المسلحة، ولهذا السبب يميل بعضُ خبراء مكافحة الإرهاب إلى مناقشة الاتجاه الحديث للمرأة المتطرفة بمعزل عن الرجل، رغم وجود تداخل كبير في الأساليب المستخدمة لتجنيد الاثنين.
الرجال الذين يتم تجنيدهم في صفوف داعش، وغيرها من التنظيمات المشابهة، يصلون إلى نظرائهن من النساء عبر مزيج مماثل من عوامل الدفع والجذب. يدفعهم الشعور بالتحامل، سواء كان شخصيًّا أو ضد جميع المسلمين، ونفورًا من الثقافة الغربية، والإحباط، وينجذبون، عبر تأثير المسؤولين عن التجنيد، والرغبة في الأخوة و/أو الرومانسية، والشعور بروح المغامرة، والطُوباويِّة، وفرضية المحاربين الذكور.
وفقًا لفرضية المحاربين الذكور، تقود النزعة القبلية البشرية وضيق الأفق إلى تصنيف الأفراد على أساس عضويتهم في المجموعة. ثم يتم التعامل مع أعضاء الجماعة بطريقة جيدة، بينما يتم التعامل مع الأعضاء من خارج الجماعة بطريقةٍ سيئة. ووفقًا لهذه النظرية، تطور الرجالُ، من الناحية النفسانية، بحيث أصبحوا يميلون إلى الانخراط في أعمالٍ عدوانية ضد الجماعات الأخرى؛ لأنها تمثل فرصة لهم لكسب أصدقاء في الجماعة، وشركاء حميمين، وأراض، ومكانة أفضل. ولذلك، وفقًا لهذه النظرية، فقد ينجذب الرجالُ إلى داعش بسبب ميولهم النفسانية للانخراط في الصراع بين الجماعات.
مرةً أخرى، الجماعات المتطرفة، وعصابات الجريمة المنظمة، تستغلُّ هذه الدينامية. وتسلط المؤلفة الضوءَ، عبر بعض البحوث، على هذا التداخل الكبير بين الاثنين، بما في ذلك الطريقة المصممة بشكل كبيرٍ لاستهداف كل فرد على حدة، التي تستخدمها هذه المنظمات لاستغلال الأشخاص.
وفقًا لنظرية ابراهام ماسلو للتحفيز البشري، فإن التسلسلَ الهرميَّ للاحتياجات يؤثر على الخيارات الفردية. هناك ثلاثةُ أنواعٍ من الأهداف، حسب المنطقة: الأول هو أهداف في منطقة الشرق الأوسط، التي تُحرّكها الحاجة للسلامة الشخصية، والاحتياجات الفسيولوجية؛ مثل الغذاء، والمأوى، والمياه، والاتصال الجنسي.
الثاني هو الأهداف الغربية، التي يُحرّكها الحب/الانتماء واحتياجات تقدير الذات، أي البحث عن السلامة المادية والمالية. الثالث هو جميع الأهداف السابقة: بمجرد تلبية احتياجات المستويات السابقة، سيسعى الناس إلى الحصول على الاعتداد بالذات والاحترام من الآخرين، يليه تحقيق الذات، لتحقيق كامل إمكاناتهم، وتحويل المجتمع بشكل إيجابي.
وبناء على هذه النظرية، تؤكد المؤلفة أنه يتم التلاعب بالرجال والنساء، من قبل القائمين على التجنيد في تلك التنظيمات ومن ثم تحويلهم لمتطرفين، على أساس مستويات مختلفة من الاحتياجات.
على سبيلِ المثال، الرجال والنساء من دول الشرق الأوسط أكثر عرضةً للانضمام إلى تنظيماتٍ إرهابية؛ مثل داعش؛ مقارنة بنظرائهم الغربيين، لسببٍ بسيط هو أن داعش استولى على أجزاء من دول الشرق الأوسط. ففي الأراضي التي يُسيطر عليها داعش، يمكن تقييد الموارد، ويمكن أن يشعر الأشخاص الذين يتم تجنيدهم بأنهم مضطرون للانضمام لكي يتمكنوا من الحصول على الغذاء والمأوى وفرص العمل وغيرها من المزايا الاجتماعية والمالية. وفي حالة رفض الانضمام، فإن سلامتهم وسلامة أسرهم قد تتعرض للخطر.
على الجانبِ الآخر، من المرجّح أن ينجذبَ الرجالُ والنساءُ، من الدول الغربية، لمثل هذه التنظيماتِ الإرهابية من خلال وعودٍ زائفة بالحب، والانتماء، والعلاقات الرومانسية، والإخاء داخل المجموعة. إضافةً إلى ذلك، يتمّ إغراءُ الرجال من الدول الغربية، من خلال مبادراتٍ تستهدفُ تقديرَهم، وفرصٍ لكسب احترام الآخرين، كما تؤكد نظرية المحاربين الذكور.
علاوةً على ذلك، تشير البياناتُ، التي جمعتها المؤلفة من أفرادٍ متطرفين، إلى أن الأشخاص الذين يتم تجنيدهم في صفوف داعش من الدول الغربية، غالبًا، ما يكونون قد اعتنقوا الإسلام أو غير متدينين قبل استهدافهم. وعادةً ما يتطرف الأشخاص خلال ذروة حياتهم الإجرامية، وغالبًا ما يكون للمجندين الذكور سوابقٌ في الخروج على القانون أو تعاطي المخدرات قبل التجنيد. علاوة على ذلك، غالبًا ما يوصف مجندو داعش الغربيون، بأنهم يمكن التأثير عليهم بسهولة أو معزولون اجتماعيًّا، وتظهر على العديد منهم أعراض أمراض عقلية.
الخلاصة
ترى ميهلمان-أوروزكو، أن التنظيماتِ الإرهابية؛ مثل داعش، لا علاقة لها بالدين، بل تستخدمُه غطاءً للوصول إلى السلطة، والمال. وأن تنظيم داعش، مثله مثل الكارتلات أو المنظمات الإجرامية الأخرى، ينخرط بشكل فعّال في الاتجار بالبشر، ويستهدف الأشخاص الضعفاء، بما في ذلك الأطفال.
واستنادًا إلى القدرات الحديثة المعززة التي تستخدم في عمليات التجنيد وجهًا لوجه، والتجنيد عبر الإنترنت، تمكّن تنظيمُ داعش من تجنيد عشرات آلاف من الأشخاص الذين يقاتلون بطرقٍ مختلفة؛ معتقدين أنهم يدافعون عن الإسلام والأمة الإسلامية في مواجهة الكفار. وهكذا، يتيح لنا هذا الكتاب رؤيةَ داعش من خلال عدسات أولئك الذين يريدون أن يوضحوا أنه لكي نستطيعَ هزيمةَ الإرهاب، والإرهابيين، يتعين فهمُ أنهم مجرد متلاعبين ومزورين.
وخِتامًا، لمكافحةِ التنظيمات الإرهابية، يتعيّن أن تركِّز جهودُ واستراتيجيات مكافحة الإرهاب على منع التطرف. في المخططات التقليدية؛ مثل مخطط بونزي[i] أو الاحتيال الهرمي، يتم إغراءُ المستهدفين بالاستثمار المالي في شركة لا تنتج سلعًا أو خدماتٍ، ويُقال لهم إن الشركةَ، ببساطة، تدرّ أرباحًا عبر مزيدٍ من الاستثمار؛ أي عندما يستثمر المزيدُ من ضحايا الاحتيال فيها.
وبالمثلِ، فإن الأشخاص الذين يرتكبون، فعلًا، أعمالًا إرهابية، ويصبحون انتحاريين، يتعرضون للخداع لتصديق أنهم يُسهمون في قضية نبيلة، وسيدخلون الجنة في الآخرة جزاءً لتضحياتهم. ويعتمد المخطط على حقيقة أن القادة لن يذهبوا أبدًا إلى الخطوط الأمامية في المعارك، أو يقتلون أنفسهم، فما يُحرّك قادة التنظيمات الإرهابية، ببساطة، هي دوافعهم الأنانية للمال والسلطة.
من المعروفِ أن مخطط بونزي التقليديَّ يتوقفُ عندما لا يُصبح قادرًا على جذب مستثمرين جددًا. ولهذا الغرضِ، فإن مخططات “بونزي” الإرهابية؛ مثل تلك التي يديرها تنظيم داعش وتنظيم القاعدة، وغيرها من التنظيمات الإرهابية ستتوقف، بالمثل، عندما لا تستطيع جذبَ مجندين جددًا. ومن ثم، فإن تبني استراتيجية مكافحة التطرف الوقائية أو الاستباقية أهمُّ من مكافحة الإرهاب القائمة على ردّ الفعل. والخطوة الأولى المهمة -العبرة بالأفعال لا الأقوال- هي فضح الطابعِ الإجرامي لهذه التنظيمات الإرهابية.
*محلل للقضايا المتعلقة بالتحديات التي تواجه قارة أفريقيا من الناحية الأمنية، في كلية الدفاع التابعة لحلف الناتو في روما. كما يعمل أيضا مدربا أكاديميا في الدورات رفيعة المستوى حول الإرهاب في الجمعية الإيطالية للمنظمات الدولية.
[i] “هرم بونزي” أو “سلسلة بونزي”، تُطلق على كلّ عملية احتيالٍ تعتمد على أخذ الأموال من المستثمرين الجدد (قاع الهرم) لتوزيعها كأرباح على المستثمرين القُدامى (أعلى الهرم). وهو شكلٌ من أشكال الاحتيال، يتمثل في وعدٍ بالربح كبير، ويمول هذا الربح من تدفق رأس المال نفسه ليستثمر تدريجيًّا حتى انفجار فقاعة المضاربة. هذا النظام يحمل اسم تشارلز بونزي الذي اشتهر بعد القيام بعملية تزوير عقاري في ولاية كاليفورنيا على أساس هذا المبدأ.