داني سيترينوفيتش، باحث أول في معهد آبا إيبان للدبلوماسية الدولية في إسرائيل
مقدمة:
في الآونةِ الأخيرة، وفي أعقاب الهجمات الإرهابية الإسلاموية في فرنسا والنمسا، تحول الخطاب في أوروبا بشكل متنامٍ إلى طرح سؤال رئيسي حول ما الذي يمكن فعله لمراقبة وكبح أولئك الذين يحرِّضون على مثل هذه الهجمات من خلال إرساء الأساس الأيديولوجي لها1. وبما أن هذه الهجمات نفذها تنظيم “داعش”، فقد انصبّ معظمُ التركيز على تلك المراكز الدينية والمساجد السنية التي ساعدت الإرهابيين بشكل مباشر أو غير مباشر.
رغم كل هذه التساؤلات والجهود، فإن النقاش الذي يجري حاليًا في جميع أنحاء القارة الأوروبية يغفل جانبًا رئيسًا من التحدي الإسلاموي من خلال التركيز حصرًا على عنصره السني، وتجاهل المؤسسات التي أنشأتها الحكومة الثورية الإيرانية في جميع أنحاء أوروبا، والتي لا يقل خطرها مطلقًا عن العنصر السني، والتي تسمح لهم بالتأثير العميق على السكان المسلمين الشيعة في القارة، فضلًا عن التقرب إلى السنة الساخطين، وحتى غير المسلمين الأوروبيين الذين ينجذبون إلى لغة التطرف المعادي للغرب ومواقفه.