عين أوربية على التطرف
الإرهاب البيولوجي Bioterrorism:
يشير هذا المصطلح إلى العمليات الإرهابية الكبرى التي تعتمد على تقنية النشر للعوامل البيولوجية كالبكتيريا والفيروسات والفطريات والسموم من قبل أفراد أو تنظيمات؛ مما يتسبب في تفشي الأمراض، وموت البشر، والحيوانات، والنباتات، والتأثير على المناخ .
يعود القلق من الإرهاب البيولوجي إلى بدايات الحرب العالمية الأولى، بعد إطلاق ألمانيا حملات تهديد بتدمير الولايات المتحدة وفرنسا ورومانيا.
في عام 1972، اعتقلت الشرطة في شيكاغو طالبين جامعيين؛ هما ألين شاندر، وستيفن بيرا اللذان كانا قد خططا لتسميم إمدادات المياه بالمدينة بحمى التيفوئيد والبكتيريا الأخرى.
احتمال وقوع اعتداءات إرهابية؛ عبر استخدام عوامل بيولوجية، يمثل الآن مصدر قلق لدى الحكومات بعد أن شاعت تهديدات من قبل التنظيمات المسلحة، ومنها داعش بقدرتها على شنّ هجمات بيولوجية على أهداف غربية مكتظة بالمدنيين بشكل عشوائي من شأنه إحداث حالة رعب كونية.
بعد أحداث 11/ 9 تناسلت التقارير الأمريكية والغربية عن نوايا التنظيمات الإرهابية “الجهادية” الحصول على مواد نووية، لحقتها هجمات الجمرة الخبيثة.
في ٢٠١٥ أشاع تنظيم داعش أنه توصل إلى صفقات شراء أسلحة نووية بعد انتعاش اقتصاديات الإرهاب والتنظيمات المسلحة؛ بفعل الاستيلاء على آبار النفط في المواقع التي سيطر عليها، وتم العثور قبل ذلك بعام ٢٠١٤ على أدلة رقمية، ومستندات في حواسيب تابعة لتنظيم داعش تحوي أدلة تفصيلية وشروحات للتعامل الآمن مع الأسلحة البيولوجية، كما أعلنت القوات العراقية في ٢٠١٧ أنها عثرت على معمل لإنتاج غاز الخردل في القسم الشرقي الذي تم تحريره من مدينة الموصل، ويعزز هذه الفرضيات تطور كوادر التنظيمات الإرهابية، خصوصًا داعش في مجالات الكيمياء والفيزياء، مما حدا بمؤسس شركة مايكروسوفت، بيل جيتس، أن يطلق تحذيرًا من احتمال استخدام الإرهابيين أسلحة بيولوجية، في كلمة ألقاها أمام المعهد الملكى للخدمات المتحدة فى لندن.
الأسلحة البيولوجية على رأس أسلحة التدمير الشامل التي قد تلجأ إليها الجماعات الإرهابية، وتسمى “قنبلة الفقراء النووية”؛ نظراً لسهولة التصنيع، وقلة التكلفة، كما أنها لا تحتاج إلى تقنيات متقدمة أو معقدة أو وسائل توصيل متقدمة، إضافة إلى أن آثارها تُعدّ الأشد فتكًا وتدميرًا.
أمين مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، أطلق تصريحات تحذير في لقاء صحفي بتاريخ 25 يونيو، ذكر فيها أن “المتطرفين يحاولون الحصول على أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح الجرثومي البيولوجي”.
في دراسة استقصائية حديثة لأكثر من 1400 مؤسسة بحثية، وجامعات، وكليات طبية، ومراكز علوم صحية، في الولايات المتحدة الأمريكية، حول أنشطة البحث وقدرات الإنتاج للإرهاب البيولوجي؛ خلصت إلى أهمية تعميم المعلومات حول خطر استخدام السلاح البيولوجي، والوصول إلى صيغة توافقية للخروج بإعلان ملزم لبروتوكولات اتفاقية الأسلحة البيولوجية.
المصادر: